الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ناجي العلي.. أيقونة الزمن العربي

ناجي العلي.. أيقونة الزمن العربي
27 أغسطس 2009 01:49
منذ غادرنا في الساعة الثانية من صباح يوم 29 أغسطس من العام1987 لم يغب عنا أبداً، وظل باقياً في تفاصيل حياتنا، لكن لماذا نتذكر «ناجي العلي» بكل هذه المحبة والحنين؟ ولماذا نتذكره رغم مرور 22 عاما كاملة؟ لماذا يملك هذا الرسام المبدع كل هذا الحضور بيننا وفي الأوساط الثقافية العربية؟ لماذا كلما ألمَّت بنا كارثة كبرى استحضرنا صورته ولوحاته وتعليقاته وتحذيراته التي كانت تأتينا مع كل صباح مشفوعة بكلام الحزن والمرارة على المستقبل وإلحاح الأسئلة في عالم آيل للسقوط؟ الإجابة بسيطة لكنها لا تكمن في كون ناجي من أعظم رسامي المدرسة الحديثة في فن الكاريكاتير السياسي النابض بالحركة والحياة والسخرية اللاذعة فقط، بل في قدرته التنبؤية الهائلة واستشرافه لما سيحدث مستقبلاً، وثباته على مبادئه ومواقفه. حتى وصف بأنه «البركان الذي لم يخمد»، فهو المشاكس دوما، وهو إلى اللحظة ما زال نضرا حيا في ضمير الأمة ووجدان الشباب والأطفال، يتشكل كل ساعة ومع كل حدث مثل طائر الفينيق، ويتجسد مع كل صرخة ترفض الظلم وتطالب بكرامة الإنسان. وهو حيّ ونضر في كوابيس قتلته حتى بعد أن قضى تاركا ريشته وأقلامه وأوراقه وأحباره، أما أعماله فهي أمانة بين أيدي أبنائه (خالد وليال وجودي وأسامة) مثلما هي أمانة بين أيادي آلاف الأطفال في فلسطين التي كانت قبلته وملاذه وملهمته وحبيبته ومصدر قلقه الإنساني في كافة مراحل حياته المتوترة الغائصة إلى حد العبث في البحث عن العدل المستحيل. رحلة «حنظلة» جاء هذا الفتى المدعو «حنظلة « من قرية «الشجرة» جارة البحر والبحيرة والصليب بشمال فلسطين العام 1938م، إلى مخيم «عين الحلوة» في لبنان نازحا للمرة الأولى، وانتهى قسرا في مقبرة «بروك وود» في عاصمة الضباب لندن حيث قبره الذي يحمل الرقم 230190 بعد أن أطلق عليه أحد أعداء الحرية طلقة غادرة من كاتم صوت أسود، ليسقط صريعا في شارع «آيفز» بلندن قبل أن يصل إلى مكتبه في صحيفة القبس الكويتية حيث كان يعمل. ناجي العلي وغسان كنفاني الأكثر كرما وإبداعا وصخبا في الثقافة الفلسطينية، تقاسما غايات متماثلة، تجسدت في حقائق ثلاث: وحدة الفكر والممارسة (فالإبداع لا يقبل نزاهة موسمية)، ونصرة الصحيح ومجابهة من يعبث بالصحيح (فلا صحيح إلا في مواجهة ما يقاتله)، ودور المثقف الحالم في التعبير عن «روح الشعب» والتنديد بمن لا ينتسب إلى الشعب ويعبث به. ولهذا وجد ناجي نفسه يحفر رسوماته في صخرة الزمن العربي. كتب «ناجي» عن طفولته الأولى بقوله: «اسمي ناجي العلي، ولدت حيث ولد المسيح في طبريا والناصرة، في قرية الشجرة في الجليل الشمالي، أخرجوني من هناك بعد 10 سنوات في العام 1948 إلى مخيم عين الحلوة في لبنان. اذكر هذه السنوات العشر أكثر مما أذكر من بقية عمري، أعرف العشب والحجر والظل والنور، لا تزال ثابتة في محجر العين، كأنها حفرت حفرا، لم يخرجها كل ما رأيته بعد ذلك». كان ناجي، ضمير المواطن العربي، وشخصية كل عام وذلك بسبب نضاله الغاضب ضد التسلط والظلم والاستبداد، ومناصرته لكل أشكال التحرر، ودعم القضايا الإنسانية، وانحيازه الكامل والدائم للقضية الفلسطينية، ولعل الاستذكار الدائم لسيرته هو فرصة لإعادة شحن الروح وللاستقواء بالحق والتسلح بالثقافة الجادة التي جعلها العلي نبراسه وجعلته بدورها «سيد القصيدة المرسومة» التي سجل من خلالها أحلام المقهورين، مازجاً بين البلاغة والأطياف والسحب والناي والوشاح والأجنحة والكوفية والعقال والحجر ورائحة القهوة والغربة والاغتراب واستلاب كرامة الإنسان في عالم القوة والهيمنة. على المستوى الشخصي تحول ناجي العلي بنضاله وصلابته الثورية أيقونة حقيقية، لهذا كان لا بد لجسده الضئيل ولتلك اليد الذهبية من نهاية (...) فهل كان ناجي العلي مشاكسا إلى حد اختياره لقدره؟ فمضى كشهاب اشتعل بقوة وأضاء ليل اللون والصورة بطقسية فريدة ما زالت تعيش في ذاكرتنا بقوة. مدرسة خاصة مؤكدا ارتباطه العميق بوعي الشارع العربي، تمثل العلي في الكثير من أعماله مبدأ الرفض القاطع الذي أكده الشاعر المصري الراحل أمل دنقل في قصيدته المشهورة البكاء بين أيدي زرقاء اليمامة 1969، وصرخته الشهيرة: «لا تصالح»، فجاءت بعض أعماله وتعليقاته السياسية التي أطلقها بعد المعاهدة محذرة من خطورة التفريط بالثوابت والمقومات الإنسانية والحضارية، وكان لهذه الجرأة وللأسف ثمنها الباهظ!، مع الإشارة إلى أن تعليقات ناجي المرافقة لرسومه تمثل تيارا فكريا واضح المعنى متسقاً مع مجريات الأحداث السياسية في العالم، في إطار حسَ سياسي متمرد مستمد من مرارة أمة كاملة. ناجي العلي الذي تنقل في العمل صحفيا ورساما بين عدة دول عربية، نجح بامتياز في أن يكون «مدرسة خاصة» في الرسم والتعبير بالصورة والكلمة، وان يكون بذلك صاحب المفردات التي لا تتكرر في المضمون والرمز، وكأنه يمثل تجربة جماعية لدرجة أن إحدى الصحف الأميركية قالت عنه في مقالة خاصة عن مسيرته الإبداعية: «إذا أردت أن تعرف رأي العرب في أميركا، فانظر كل صباح إلى رسومات ناجي العلي». لقد كان فنانا رفيعا ومناضلا متواضعا، لكنه أحب أن يكون من بين الناس، ينطلق من ذواتهم وأحلامهم، ورسوماته لم تكن مجرد صور فقط، لقد كانت تلك الرسوم بفعل حسه المرهف وخياله الفريد تتحول بسرعة إلى شخصيات وحركة وصراع وكأنها تعيش في (مسرح على الورق)، وكان قادرا على صياغة الرأي العام العربي والفلسطيني على وجه الخصوص. وكان يؤكد في كل أحاديثه الصحفية أنه واحد من أدوات الشعب، يقول: «لقد حددت مهمتي بأن ألتقط أنفاس المخيم والجنوب وحتى النيل لكي أعبر عن ذاتي ورفضي من خلال الناس». قدم العلي خلال حياته القصيرة المتمردة أكثر من 50 ألف عمل كاريكاتيري استطاع من خلالها أن يكون وحده (جيشا) في مواجهة حرب الاحتلال ضد كل ما هو عربي وإنساني وشريف، فقد كان يعرف في وعيه الداخلي بأنه يتداخل ويتقاطع كل يوم مع تلك الخطوط الحمراء التي وضعها رجال السياسة، معبرا عن جوهر القضية من خلال فهمه لطبيعة الصراع على أنه صراع وجود لا صراع حدود. كانت رسوماته الاستثنائية تتحدث عنه بطلاقة، عن فكره ونضاله، وعن موته أيضا، فقد رسم قبل سنوات من اغتياله (كاتما للصوت) وكأنه كان يملك تلك الحاسة الفريدة وذلك الاتصال الروحاني الغريب تجاه مصيره. انه شاهد عصره، فهنا شخصية الوطن ممثلة في (فاطمة) الجميلة، وهنا أمه العربية الطيبة، صانعة الخبر الحقيقي من رائحة الأرض الملتهبة، والى جانب ذلك سماسرة البيع والشراء ومحترفو تزييف التاريخ، كما استلهم شخصية (السيد المسيح) وأشكالا من النضال العالمي التحرري، وعلى خلفية ذلك حصل على احترام المناضلين والمثقفين، وكان قدوة لمن يريد أن يكون مثقفا متصلا بشعبه ونضال الشعوب الأخرى في كافة أرجاء العالم دون تحيز إلى جنس أو دين أو عرق. المتفحص لأعمال ناجي يلحظ مقدرته على كسر حاجز الخوف بين الناس والسلطة، كما أنه أدخل ببراعة ومهارة عالية الحركة الموسيقية إلى الخطوط والأفكار في لوحاته، وعمق الارتباط بالموروث الشعبي والفلكلور، وبروز ظاهرة الحوار الجدلي في اللوحة بين الصورة والكلمات، انه حوار بديع تستطيع أن تستشعره من رائحة الحبر وحركة الريشة، حوار بديع لا تجده إلا في جنبات الدراما حينما تتشابك الأشياء. وغالبا ما نجح ناجي في أن يضع القارئ والجمهور العربي داخل كادر الصورة التي يرسمها، وأحيانا يحوله إلى بطلها في زمن عزَت فيه البطولات واختفت من بين جوانبه الشخصيات الأسطورية في البطولة وإنكار الذات. الإسقاط السياسي نادرا ما نصادف كاريكاتيرا لناجي يخلو من الطرافة والمرارة والسخرية اللاذعة والإسقاط السياسي، لكنه أحيانا يستخدم عنصر (الصمت) لأنه عنده يمثل قيمة أبلغ من الكلام. وقد أطلق البعض على هذه المرحلة من حياته (مرحلة العذاب الفردي). عرّى في أعمال كاريكاتورية وصفت باللاذعة والجريئة الفاشلين والانتهازيين، وكانت لوحته أشبه ببانوراما تتحرك في داخلها منمنمات كثيرة وكأنها فسيفساء انتقاديه تهكمية مختارة بهندسية فكرية. وصفته صحيفة «التايم» الأميركية قائلة: «هذا الرجل، يرسم بالعظم البشري»، أما صحيفة «أساهي» اليابانية فذكرت: «إن ناجي يرسم بحامض الكبريتيك»، أما هو فقد اعتبر الكلمة نوعا من الآذان والصراخ ووسيلة للتواصل مع الناس: «في بعض الأحيان اشعر بحاجة الى الصراخ، فالقارئ عندي ليس متفرجا فقط، فانا أحاول أن انقله من وضعه ليكون في كادر الصورة». حياة حافلة ومريرة عاشها ناجي العلي، وربما توجها بذلك الموت الجميل الذي أضفى عليه هالة من الكبرياء والشموخ. لقد ارتحل ناجي ما بين القلب والنبض وحد السيف والكلمة الجريحة والصورة المتفردة بألوانها الموشاة بالجرح الفلسطيني ليظل هذا البطل المقاوم على الدوام ماثلا وغائصا في ذاكرتنا ووجداننا تماما مثل رسوماته وصوره وتعليقاته وكلماته المزدوجة المعنى التي أصبحت مدرسة لعشرات الرسامين في أرجاء الوطن العربي الكبير. لقد كانت فلسطين بكل مدنها وقراها وأزقتها وحاراتها التي (تهَود) بعضها، جزءا مهما من مدينة الأحلام التي ابتناها لنفسه لكي يرتد إليها كلما داهمته المصائب وكأنها المرفأ الأمين، فهي الجنة الضائعة بين دهاليز السياسة وسماسرة الكلام والحوار العقيم، وهي تناظر أن يعود إليها ابنها «ناجي» مرة أخرى من قبره المعزول في لندن. رحل ناجي لكنه وما زال قنديلا متوهجا في جبال العتمة والمصائر الغامضة، و»حنظلة العلي» ما زال في ذاكرتنا الجمعية دفترا ذهبيا في موسوعة الألم، وروحه ريشة من جناح طائر المأساة، وحبره من ليل المخيم، المنتظر على الدوام رحلة العودة!! لم يقع في فخ تأثيرات القوالب الكاريكاتورية المباشرة البساطة هي العنوان الرئيسي لرسوم ناجي العلي لم يكن عبدالرحمن قطناني فنان الكاريكاتور الفلسطيني هو الوحيد الذي يعلن دائماً وأبداً أنه من عشاق فن ناجي العلي الكاريكاتوري، وأنه تأثر ويتأثر برسومه، ويعتبره أستاذه ومعلمه. بل إن رساماً مشهوراً وأستاذاً في فن رسم الكاريكاتور هو الفنان بهجت عثمان، ذكر في رثاء صديقه الفنان ناجي العلي: «كلما رأيت صفحة بيضاء - وأنا رفيق سلاحه - إلا وتمنيت لو ان هذه الصفحة مرصعة بأحد رسومه». ميزات فن العلي، خصوصاً أثناء عمله في صحيفة السفير اللبنانية، والتي امتدت منذ عام 1975 وحتى عام 1983 هو مضمون البحث الذي نال على أساسه الفنان الشاب قطناني دبلوم دراسات عليا من معهد الفنون الجميلة في الجامعة اللبنانية بإشراف الناقد الفنان د. فيصل سلطان. سليمان الشيخ يرى الفنان الشاب قطناني، أن الأعمال الأولى للفنان ناجي العلي بشرت «بطاقة كبيرة ومخزون قوي من المشاعر». والمعروف والمشهور أن المعمار الفني الكاريكاتوري لدى ناجي العلي قام على الفطرة والفكرة في الأساس. يقول قطناني: «من خلال كتابيّ ناجي العلي وبعض الرسومات التي نشرت له في جريدة السفير، يتبين لنا أن العلي لم يقع في فخ تأثيرات القوالب الكاريكاتورية المباشرة، بل كان يسعى دوماً الى تجاوزها». أما فيما يتعلق بوجود التعليق مترافقاً مع الرسم أو عدم وجوده، فيرى قطناني أن «وجود التعليق الكتابي - مع الرسم- لا يقلل أبداً من القيمة الجمالية للوحة الكاريكاتورية». وفي كتابه الثاني نجد «حضور حنظلة، بينما التعليق الكتابي شبه غائب، كعنصر رئيسي في سيناريو المشهد والحدث، وهذا يعتبر ولادة ذروة الفكرة التعبيرية الرمزية عند العلي». ويعتبر العلي، كما جاء في الدراسة، «أحد أبرز الرسامين المبدعين الذين يتمتعون بمخيلة إبداعية قوية وفريدة في نوعها، نظراً لما قدمه من نماذج جديدة في تكوين اللوحة الكاريكاتورية، وكان يومئ دوماً بموهبة متفوقة ومتجددة عن سائر فناني جيله من الرسامين الكاريكاتوريين، فقد رفض أن يتحول الى رسام استهلاكي هامشي، وذلك لإيمانه العميق أن قضيته تتطلب نتاجاً إبداعياً يرقى بمستوى حقوقيتها». درس قطناني تجربة الفنان ناجي العلي في كتابيه الأول والثاني وتجربة عمله في جريدة السفير، وبيّن الفوارق والتطورات التي واكبت التجربة، وركز على درس بعض اللوحات من خلال التراكيب الفنية التي تميزت بها، من حيث المسطحات اللونية، وتوزيع المساحات والتظليل الذي رافقها، والكتل الموزعة في اللوحات من حيث الأحجام وتفاوتها، وبيّـن ما هو بيضاوي أو متعرج أو ما تم تجسيده في مستطيلات أو في مربعات ودوائر، أو ما تميز في امتداداته الأفقية، وشرح الرموز والمعاني التي تجسدت في بعض اللوحات. وهو ما يمكن اعتباره من جديد البحث والإضافة في دراسة إنجازات الفنان ناجي العلي في تجربته الفنية. وأورد الدارس عن الرسومات في الكتاب الأول ما يلي: «العديد من الرسوم تشير الى مرحلة ما قبل النضوج، أي مرحلة البحث عن الأسلوب الذي ابتكره وحققه في تجاربه اللاحقة. وأظهر ناجي العلي في مرحلة أواسط السبعينات مظاهر التحدي للذات في تجاربه التأليفية، بحيث نرى أنه اعتمد أحياناً على التأليفات المركبة التي تتكون من العناصر التأليفية واللونية المختلفة والتي أحدثت تلك النقلة النوعية في رسوماته. كما نلمس تأثيرات الفن الشعبي الفلسطيني ودخول نسيجه في وجدان رسومه، وهذا برهان على محاولاته دمج المعاصرة بالتراث في أصعب اختبار تأليفي له جسده في هذه المرحلة، وهذا ما جعله يغوص في الموضوعات الشعبية ورموزها وعناصرها». أما عن كتاب ناجي العلي الكاريكاتوري الثاني ورسوماته، فإن قطناني ذكر: «البساطة بامتياز هي العنوان الرئيسي لرسوم ناجي العلي التي جمعها في هذا الكتاب، ويعود السبب في ذلك الى معايشته تتابع الأحداث اليومية ومحاولاته الحثيثة للتعبير عن أجواء الحرب الأهلية في لبنان التي انطلقت شرارتها في عام 1975. وباعتماد الفنان البساطة في التأليف، فإنه لجأ الى إيجاد حلول ذكية لمختلف موضوعاته ورموزه. فقد اقتحم المربع الأسود خلفيات رسومه، واخترقت العناصر البيضاء اللون أو الرمادية هذا المربع من نصفه أو من أحد طرفيه، كما عمد أحياناً في بقية رسومه على التأليفات التي كانت تعتمد على المنظور وعلى الحركة الدائرية». ينهي قطناني دراسته لهذه المرحلة بقوله: «إن مسار تطوره الفني كان سريعاً ومميزاً، وقد عكس من خلال هذا التطور قلقه الإبداعي في إيجاد خصوصيته وفرادته التي استمدها من معايشته اليومية لمعاناة شعبه وحلمه الكبير بالعودة الى كامل التراب الفلسطيني». من الناحية اللونية، يشير قطناني إلى أن رسوم العلي «اقتصرت على الأسود والأبيض والرماديات، وذلك للتعبير عن المساحات والمسطحات، وحتى للدلالة على الظل والنور. لقد أيقن ناجي العلي ان اللونين الأسود والأبيض يعطيان الإيحاء بالقسوة الى جانب بعضهما البعض. لذا استخدمهما لإضفاء مسحة من الدراما العنيفة في مسرح رسومه، التي كانت تعكس تداعيات الفواجع المتتالية». وبالنسبة إلى التوقيع الذي ترافق مع أعمال الفنان ناجي في مراحل حياته الفنية، فإنه بدأ من البسيط العادي (ناجي) ثم مترافقاً مع شبه مستطيل بداخله صليب، إلى اختزال الاسم بشخص حنظلة اعتباراً من عام 1969. حيث يورد قطناني: «كان حنظلة يتقمص شخصية ناجي العلي ومواقفه في كل حركة يقدم عليها. هكذا أصبح ناجي العلي هو حنظلة، وأصبح حنظلة رمزاً للمعاناة والانتفاضة والتحرير والشهادة في آن معاً».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©