يعقوب علي (أبوظبي)
شهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة في مجلسه، مساء أمس، المحاضرة الرمضانية الخامسة حول علم الدافعية الجديد في المؤسسات التي ألقاها الدكتور دانييل بنك المحلل الاقتصادي، ومؤلف أكثر الكتب مبيعاً.
كما شهد المحاضرة معالي الدكتورة أمل عبد الله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي، وسمو الشيخ نهيان بن زايد آل نهيان رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، وعدد من الوزراء وكبار المسؤولين والشخصيات العامة وممثلين عن بعض السفارات في الدولة.
أدار المحاضرة المهندس النووي علي النعيمي الذي يعمل كمشغل لمحطات الطاقة النووية الإماراتية.
وأشاد دانييل بنك بإعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، عام 2016 عاماً للقراءة، مؤكداً أن الإعلان يعد نمطاً متقدماً من أنماط التحفيز، ولتوجيه المجتمعات نحو أنماط سلوكية سامية كالقراءة. مؤكداً أن مثل هذه المبادرات يجب أن تعمم في أغلب دول العالم، لما تحفل به من تعزيز للدافعية المجتمعية، وتوجيهها لما فيه مصلحة الأجيال والمجتمعات.
وفي الإطار ذاته، أكد بنك أن إعلان صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن التخطيط لما بعد تصدير آخر شحنة نفط، يندرج ضمن ذات أنواع التوجه المتقدمة والمرتبطة بأدوات واضحة، تعمل على تحفيز مجتمع كامل بكل قطاعاته للعمل للوصول إلى الهدف المحدد، كاشفاً عن أن مثل هذه المبادرات كفلت ارتقاء الإمارات إلى صدارة قائمة الدول التي تحفل بنسبة تحفيز عالية على مستوى المنطقة، مؤكداً أن نسب التحفيز في الإمارات تتساوى مع النسب المتوافرة في المجتمع الأميركي.
وأشار بنك إلى أن المعارف والعلوم المرتبطة بآليات التحفيز تعود إلى ما قبل ألف سنة، ويمكن القول بأن الحضارة الإسلامية، والقرن الحادي عشر، شكل أغلب تلك المعارف عالمياً، مؤكداً أن الأبحاث العلمية والدارسات التي أشرف على إعدادها، طوال 50 عاماً، أثبتت أن عمليات التحفيز تحقق نتائج إيجابية في أغلب الأحيان، لتبدأ الأمور بالاتجاه نحو الأفضل، متى ما ارتبط تحقيق النتائج بالحصول على مكافآت مادية ومعنوية.
وشدد المحاضر على أهمية تعزيز 3 منطلقات لتعزيز الدافعية لدى البشر، تتمثل في الهدف، والبراعة، والاستقلالية، مشيراً إلى أن تلك المنطلقات التي توصل إليها من خلال دراسات وأبحاث، استمرت لأكثر من 50 عاماً، مرتبطة بنواحي الحياة العملية والمهنية والدراسية كافة، إضافة إلى النواحي الاجتماعية والأسرية.
وأكد أن الإجابة عن سؤال كيفية تحفيز الدافعية لدى الأفراد ليس سؤالاً عادياً، بعد أن أمضى 50 عاماً في دراسته، شهدت نشر 1000 كتاب تدور حول هذا السؤال، ترجمت إلى 35 لغة، وحصل مليونا شخص على نسخ منها، مضيفاً: «من الصعب الإجابة على سؤل كيفية تحفيز الأفراد، فكل شخص يعد نفسه خبيراً في تحفيز الدافعية وفق المعارف المختلفة التي تتشكل عبر اهتماماته وتجاربه»، مشيراً إلى أن تلك المعارف مختلفة إلى حد كبير بين الأشخاص، وتنقسم إلى معارف سرية وخاصة، وأخرى علنية ومشاعة، ويتفق عليها أغلب الأشخاص.
الإدارة والتحفيز
أكد بنك أن المال والمادة تعد محفزاً لا يمكن تجاهله، مشيراً إلى أن تحفيز الموظفين لابد أن يمر من خلال منحهم رواتب ومكافآت عادلة، كما يمكن أن نستخدم المال في تعويد الأبناء على أنماط سلوكية معينة عبر استخدام المكافآت المالية، كاشتراط قراءة كتاب كل يوم مقابل مبلغ مالي محدد، مشيراً إلى أنه وعلى الرغم من إمكانية استغلال الأبناء لذلك بطريقة أو بأخرى إلا أنها تبقى أسلوباً علمياً أثبت نجاحه في زرع بعض الأنماط السلوكية الحميدة لديهم. وأوضح أن الإدارة تكنولوجيا معينة تهدف للوصول إلى امتثال الموظفين، إلا أنه يرى أننا لسنا بحاجة إلى امتثال تام يهدم استقلالية الموظف، ويمنعه من تحقيق أهدافه، ويجنبه من الإبداع والبراعة. وأكد أن الناس بطبيعتهم يميلون إلى حب المكافأة، مؤكداً أن المكافأة قادرة على استمالة الأشخاص وجذب انتباههم.
عدد اليوم
