الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

يوسف أحمد يلمس بريشته روح الشرق

يوسف أحمد يلمس بريشته روح الشرق
19 مارس 2012
في معرضه الجديد “ظلال سعف النخيل”، يتحرك الفنان القطري يوسف أحمد في مساحة واسعة من الحروفية، مستخدما ليونة العرف وأضواء اللون والمواد المختلفة والمصنعة يدويا، لإنتاج عمل ينتمي إلى عالمه الفني الذي بات يحمل بصمته شكلا ومضمونا، فمن خلال ثمانية عشر عملا غالبيتها بأحجام كبيرة، يقدم الفنان تجربة بمناخات وتفاصيل جديدة ضمن تجربته. المعرض المقام حاليا في غاليري “آرت سبيس” ويستمر حتى التاسع عشر من الشهر الجاري، يعتبر محطة في عمل الفنان يوسف احمد ضمن سياقاته المشغولة بالحرف واللون والملمس، حيث تشعر بوجود السطح الخشن للوحة. ومنذ بداية المعرض يفاجئ الفنان زائريه بعناصر أساسية تمنح الأعمال مناخها المشترك، الهدوء في الألوان والحركة في الحروف، الجمع بين الجمالي والدلالي، لينتج أجواءه الشرقية الحارة، معبرا عن عناصر مهمة من الهوية التي يمثلها الحرف العربي. الحروف تحضر في عمل الفنان حروف الحاء والكاف والقاف وسواها بالطبع، وهو يقوم باللعب بهذه الحروف ضمن حركات متنوعة تشير إلى رؤية خاصة لإمكانيات الحرف وطاقته على التعبير. فاستعماله للحركة الدائرية في تأطير بعض أعماله، يأتي ضمن سياق تلك الرؤية الخاصة. وهو يبدي قدرا من التجليات الصوفية في استخدامه للحروف بالحركة الدائرية ليعبر عن عوالمه ورؤاه تجاه الكون أيضا. حركة الحروف الدائرية واللون الأصفر والمواد المختلفة، تنتج أشكالا من تكوين الحرف والكلمة، وبما أن الفنان يمنح أعماله عناوين شاعرية، فنحن أمام شكلين من الشاعرية يتمثلان في التكوين مرة، وفي العنوان مرة، فمن تردد الحروف، إلى صدى الحروف، حتى حب الحروف، تتكون عوالم تجمعها شخصية الحرف وإمكانيات الاشتغال عليه بأسلوب يبرز المزيد من جمالياته وعمق معانيه. لوحات وفي عدد من الثلاثيات أيضا، يضيف الفنان لمسات جديدة إلى تجربته، القلب: النعيم والعذاب. في ثلاثية “ولادة الابتكار” (200 سم) تبدو اللمسة الأساسية لحرف الألف بالأسود محاطا بتشكيلة من الحروفيات بالأبيض وعلى خلفية بنية هادئة، ولكنها تختلف من لوحة إلى أخرى من حيث التفاصيل. وكذلك الأمر في أعمال مثل “حب الحرف.. القمر المكتمل) (200 سم). وإلى ذلك، وبقدر ما تتطلب لوحة الفنان يوسف أحمد قراءة لخطوطها المتحركة والمشاغبة، أو اشتغاله على الأرابيسك بروحه الشرقية العميقة، فهي تتطلب نظرة مدققة في ألوانها المتدرجة بين البني الصحراوي والأصفر الشمسي أو القمري، بين الترابي والناري ننتقل مع الفنان في عوالم سحرية، يغلب عليها نغم الحنان الذي يعبر عن دفء عالم الفنان، عالم شرقي جميل وريشة تحفر في روح هذا العالم. جمالية التأمل وأخيرا، يقول أحد نقاد الفنان يوسف أحمد إنه، في تجربته، يقدم لنا “فنا سلك فيه منحى اختزال الأشكال والحروف إلى دلالات ذات مقاصد، ويعتبر هذا نوعا من الفن الصوفي، حيث أصبح الحرف كأداة تعبيرية عن جمالية التأمل، وإيضاح للعلاقة ما بين الذات (أي ذات الفنان) والموضوع (أي العمل الفني). أما بالنسبة للّون الخريفي الذي يشغل معظم مساحات اللوحة فما هو إلا تعبير عن مدلول إعادة الخلق والولادة والانبعاث من جديد، لأن الخريف في الأساطير القديمة هو موسم سبات البذور ورقادها في باطن الأرض لتنطلق وتنمو من جديد بعد فترة من الراحة والرقاد. فهنالك هارموني متناغم بين المعنى الدلالي والبناء التشكيلي للّوحة. فألوان يوسف أحمد هنا فيها الكثير من ضوء الشرق وحرارة الشرق والبصمة العربية الإسلامية، فاللون والخط في اللوحة يظهران نوعا من التجريد الفني الفريد كأنه الموسيقى يدخلنا إلى عوالم باطنية لا مرئية ضمن تكوين مفتوح بأفق لا ينتهي فاللوحة هي عبارة عن تجربة ونهج فني جديد تثير التأمل الباطني في عالم الأسرار، إضافة إلى أناقتها التي وصلت إلى مصاف التصوّف اللوني وانسيابيته داخل السطح التصويري، بحيث ينتاب مشاهدها إحساس مفعم بالموسيقى الناعمة التي تأخذنا إلى مناطق الحلم الجميل”.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©