أمطار غزيرة في السودان تفاقم مجاعة الجنوب

تسببت زيادة كثيفة وغير متوقعة في معدلات سقوط الإمطار إلى عرقلة جهود الإغاثة في جنوب السودان ووقوع خسائر في ممتلكات المواطنين في شماله، فيما أعلنت السلطات أمس إغلاق المدارس في ولاية الخرطوم. وأكد الأمين العام للمجلس السوداني للمنظمات الطوعية «اسكوفا» سراج الدين عبد الغفار في تصريح لـ»الاتحاد» أن سقوط الإمطار بمعدلات كثيفة في الجنوب أدى إلى حدوث شلل شبه كامل في جهود توصيل المواد الغذائية للمحتاجين في الولايات الخمس الأكثر تأثرًا بالمجاعة في الجنوب، مما ينذر بتفاقم الكارثة الإنسانية ووقوع مزيد من الموتى في أوساط الجوعى بولايات الاستوائية، شمال بحر الغزال، جونقلي، أعالي النيل ويامبيو. إلا انه كشف عن مساعٍ جادة تجرى حاليًا لإسقاط المواد الغذائية عبر المروحيات بمساعدة المنظمات الإنسانية الناشطة في المنطقة. وفي ولاية الخرطوم التي شهدت انهيار منشآت سكنية وتجارية ومدارس حكومية في أنحاء متفرقة من العاصمة الأمر الذي دفع والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر أمس إلى إصدار أمر بإغلاق المدارس ودور التعليم تحسباً لوقوع ضحايا في صفوف أطفال المدارس جراء استمرار سقوط الأمطار لأكثر من 6 ساعات متواصلة. وكانت العاصمة الخرطوم قد استقبلت زخات متقطعة من الإمطار منذ اليوم الأول في شهر رمضان المبارك لكنها تصاعدت على نحو غير مسبوق أمس الأمر الذي أدى إلى انهيار بيوت سكنية، وألحقت الأمطار أضراراً فادحة بالمحلات التجارية في أسواق العاصمة. وجاء السقوط الغزير للأمطار في أنحاء متفرقة من البلاد عقب تأخر خريف هذا العام لأكثر من الشهرين، مما زاد المخاوف بخطر الجفاف خاصة في غرب البلاد وجنوبها الذي يعاني من أزمة غذائية حادة بسبب شح الإمطار مما كان له أثر سيئ على الموسم الزراعي والماشية. إلا أن المراقبين يرون أن سقوط المطار بالجنوب في هذا التوقيت يعرقل جهود توزيع الإغاثة ووصول المواد الغذائية إلى مناطق البعيدة نسبة لوعورة الطرق ونقص الكهرباء والأوضاع الأمنية المتردية.