الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«النووي» الإيراني... هل تغيرت الاستراتيجية الغربية؟

«النووي» الإيراني... هل تغيرت الاستراتيجية الغربية؟
19 مارس 2013 23:42
سكوت بيترسون إسطنبول التقى يوم أمس في إسطنبول خبراء إيرانيون مع نظرائهم من القوى الدولية الست وراء الأبواب المغلقة لإجراء مباحثات على «المستوى الفني» بهدف تحويل التقدم الدبلوماسي الأخير، الذي أحرز في المفاوضات السياسية إلى إجراءات ملموسة على أرض الواقع. ويرى الدبلوماسيون على الجانبين أن الاجتماع غير السياسي الذي جمع الطرفين يمثل فرصة إضافية لبحث القضايا التقنية والتطرق للتفاصيل، فضلاً عن تحديد جدول زمني واضح لإيران كي تحد من الأجزاء الأكثر حساسية في برنامجها النووي، وذلك قبل الجولة الخامسة من المفاوضات السياسية حول البرنامج النووي الإيراني، التي من المقرر انطلاقها بداية شهر أبريل المقبل. وجاء اللقاء الفني بين الخبراء في وقت يتوجه أوباما إلى الشرق الأوسط، حيث سيتصدر موضوع البرنامج النووي الإيراني وطريقة تعامل إسرائيل معه، في ظل ما تعتبره تهديداً وجودياً، أجندة المباحثات مع الساسة الإسرائيليين. وعلى مائدة البحث في إسطنبول لا بد أنه من بين النقاط الأساسية التي تم التطرق إليها مراجعة الاقتراح الذي تقدمت به القوى الست، الذي طالبت من خلاله إيران بـ«تعليق»، وليس وقف نهائي، لبرنامج تخصيب اليورانيوم إلى درجة 20 في المئة. بالإضافة إلى تعطيل العمل في منشأة «فاردو»، التي أقيمت عميقاً تحت سطح الأرض للاشتباه في أغراضها العسكرية، وذلك كله مقابل تخفيف طفيف في حدة العقوبات المفروضة على إيران، هذا العرض طُرح على إيران في عاصمة كازاخستان، ألمآتا، خلال الشهر الماضي، وهو يعد تقدماً قياساً إلى مقترح سابق طرحته القوى الست ووصفه دبلوماسيون غربيون بأنه «متشدد» في مطالبه إزاء إيران. وقد اعتبرت طهران المرونة التي حملها المقترح الأخير أنه «تغير محتمل في الاستراتيجية الغربية»، و«نقطة مفصلية» من قبل الدول الخمس زائد واحد، التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، بل رأت فيه إيران اعترافاً من القوى الدولية بأنها لن ترضخ للعقوبات التي تستهدف اقتصادها، وفيما عدا الأضواء التي تسلطها الاجتماعات السياسية في كل مرة يلتقي فيها مبعوثو الدول الست بالدبلوماسيين الإيرانيين، تمثل الاجتماعات التقنية على مستوى الخبراء فرصة لتحويل هذه الأضواء إلى نتائج ملموسة. فعلى سبيل المثال، وخلال المباحثات التقنية الأخيرة، التي جرت في إسطنبول خلال شهر يوليو الماضي، ورغم إخفاق ثلاث جولات من المباحثات السياسية بين إيران والقوى الست في تركيا والعراق وموسكو، قدمت إيران وللمرة الأولى بشكل رسمي ما يوحي أنها مستعدة للتفاوض حول تخصيب اليورانيوم لدرجة 20 في المئة، ما يعني إمكانية تعليق هذا التخصيب، أو التخفيف منه، وتسعى الدول الخمس زائد واحد هذه المرة إلى الحصول على إشارات واضحة من أن إيران مستعدة لوقف عملي للتخصيب بتلك الدرجة مقابل وضع جدول زمني لتخفيف بعض العقوبات التي خنقت الاقتصاد. وعن هذا الموضوع، يقول «على رضا نادر»، المحلل الإيراني بمعهد «راند» بواشنطن «ما زال النظام الإيراني يتبنى سياسة الحذر، إلا أنه ارتكب العديد من الأخطاء التي راكمت الضغوط ضده». فقد كانت للتصريحات المثيرة للرئيس الإيراني، التي أنكر فيها المحرقة اليهودية وقع محفز على القوى الغربية لفرض المزيد من العقوبات على بلاده، وفي تصريح للمرشد الأعلى للثورة الإيرانية، في الأسبوع الماضي قال: «لاختبار مدى صدق القوى الغربية علينا الانتظار حتى موعد الاجتماع مع مجموعة دول الخمس زائد واحد». وتعقيباً على الجولة الأخيرة من المباحثات التي جرت في ألمآتا بكازاخستان قال خامنئي: «إن القوى الدولية لم تقدم شيئاً مهماً يمكن اعتباره تنازلا حقيقياً لإيران، عدا أنهم اعترفوا قليلا بحق من حقوق الأمة الإيرانية». ويفسر المحلل الإيراني «نادر» هذا الموقف بقوله «إن خامنئي يعتبر الموضوع النووي من بصماته المهمة في السياسة الإيرانية، ليس فقط في الوصول إلى القدرة العسكرية النووية، بل أيضاً في التصدي للغرب، لأنه يدرج هذا التصدي في إطار المنافسة المحتدمة بين الجانبين، والتي تعتبر أمراً راسخاً في المفهوم الإيراني حول التنافس الاستراتيجي بينها وبين الولايات المتحدة». وكانت «كاثرين آشتون» المسؤولة الأوروبية عن العلاقات الخارجية، التي تقود أيضاً المباحثات مع إيران نيابة عن مجموعة الدول الخمس زائد واحد، قد طلبت من المفاوضين الغربيين إظهار «العزم والابتكار» في المباحثات لبناء الثقة مع إيران وتشجيعها على «تقديم المزيد من التنازلات». لكن تبقى فرص النجاح في المباحثات بالنسبة للطرفين رهينة بالطريقة، التي ستعرض بها نتائجها في الداخل، فالمسؤولون الأميركيون يؤكدون أن أساسيات عرضهم لم تتغير عما كانت في السابق، وأنها لا ترقى إلى تقديم «تنازلات» لإيران. كما أن العديد من نواب الكونجرس يصرون على تشديد العقوبات على إيران ما لم تقم هذه الأخيرة بخطوات للتخلي نهائياً عن برنامجها النووي. أما إيران فاعتبرت العرض الدولي الأخير نتيجة إدراك الدول الخمس زائد واحد بأن الضغوط لم تنفع، وأن موقفها غير المهادن أثبت في النهاية نجاعته، وهو ما عبر عنه «مهدي محمدي» الملحق بالوفد الإيراني المفاوض، قائلاً: «في الوقت الذي توقع فيه الجميع أن إيران ستغير حساباتها الاستراتيجية بسبب الضغوط، كان الغرب هو من غير عرضه، وأعتقد أن تغيراً ذهنياً مهماً حصل في تفكير الساسة الأميركيين حول مفهوم إيران نووية». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©