الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قطاع النفط الليبي... بوادر التعافي

19 مارس 2013 23:43
أبيجيل هوسلهنر البريقة - ليبيا عرف قطاع النفط والغاز الليبي، الذي يعتبر شريان الحياة بالنسبة لهذا البلد الصحراوي، انتعاشاً مفاجئاً منذ الثورة الدموية التي شهدها في عام 2011. فبفضل الجهود التي تبذلها المؤسسة الوطنية للنفط- وجهود الشركات الأجنبية الكبيرة التي حافظت على دور قيادي في الحقول النفطية الليبية لعقود- عاد الإنتاج النفطي للبلاد للارتفاع إلى 1?4 مليون برميل من النفط في اليوم خلال الأشهر الأخيرة، وفق الوكالة الدولية للطاقة، وهو ما يعادل قرابة 90 في المئة من مستويات الإنتاج التي كانت مسجلة قبل الحرب. الانتعاش في القطاع النفطي يتباين جداً مع معظم بقية ليبيا، حيث تكافح حكومة مركزية ضعيفة، بعد عامين على سقوط القذافي، من أجل تأمين الحدود وكبح جماح مئات الميليشيات المسلحة بشكل جيد. ويقول الكثيرون هنا إن القطاع تعافى بشكل جيد لأن الليبيين يدركون مدى حاجة البلاد، التي تجلس فوق أكبر احتياطي للنفط في أفريقيا، لهذا السائل الثمين لتعيش. وفي هذا الإطار، يقول عصام غرياني، وهو رجل أعمال وناشط بارز في مدينة بنغازي الواقعة شرق البلاد: «إنه المصدر الطبيعي الوحيد الذي لدينا في ليبيا. وغنانا مرهون بهذه العائدات». ويمثل قطاع النفط والغاز الليبي نحو 90 في المئة من العائدات الحكومية، ويقول المسؤولون إن الفهم الشعبي لأهمية القطاع ساعد على تجنيب البلاد حوادث مثل هجوم يناير المميت، الذي شنه مقاتلون على حقل غازي على الجانب الآخر من الحدود في الجزائر. ولكن الفهم الشعبي لديه حدود. فقد قام ليبيون ساخطون في عدد من المناسبات بصب إحباطهم من الوتيرة البطيئة للتنمية والإصلاح السياسي على احتجاجات بالقرب من منشآت نفطية وغازية - وهي خطوات جريئة من المؤكد أنها ستلفت انتباه الحكومة. القذافي، الذي حافظ على الأمن بواسطة عدد من الأجهزة الاستخباراتية وشبه العسكرية، شكَّل قوة لحماية النفط خلال الأيام الأخيرة من حكمه الذي دام أربعة عقود. وعندما انهارت مؤسسات النظام في عام 2011، أعاد الثوار بسرعة تشكيل القوة، وقاموا بالتجنيد بشكل رئيسي من مقاتليهم الذين كانوا قد قدموا لحماية المنشآت حينما كانت الحرب قائمة. واليوم، كثيراً ما يقوم المسؤولون من وزارة النفط والمؤسسة الوطنية للنفط، الشركة المملوكة للدولة التي تتدخل في كل الأمور المتعلقة بالمحروقات، بعرض وظائف وتقديم وعود ببناء الطرق والمدارس، وغيرها من المنشآت بقصد تجنب العصيان المدني، الذي يمكن أن يضر بالقطاع. وعلاوة على ذلك، فإن المؤسسة الوطنية للنفط استفادت أيضاً من خبرات شركات النفط الأجنبية العملاقة التي سبقت القذافي، والتي دعاها للعودة قبل سقوطه، غالباً إلى حقول النفط نفسها، التي كانت قد عملت فيها قبل سنوات، من أجل رفع مستوى الإنتاج الضعيف. ورغم المخاوف من حدوث مشاكل كتلك التي وقعت في الجزائر، حيث وجدت الأيديولوجيا المتطرفة موطئ قدم لها، إلا أن المسؤولين الليبيين يقولون إن قطاع النفط بات على وشك تحقيق تعاف تام. وفي تقريرها بتاريخ الثالث عشر من مارس، قالت الوكالة الدولية للطاقة إن الإنتاج في ليبيا استأنف بوتيرة «أسرع مما كان يتوقع أي أحد»، ولكنها أضافت أن الأخطار الأمنية مازالت موجودة وإن زيادة نشاط المقاتلين يمكن أن يكبح الإنتاج. وفي الوقت الراهن، من المتوقع أن تضيف شركة «وينترشال» الألمانية 100 ألف برميل من النفط في اليوم، بينما سيضيف اتحاد شركات يضم الشركة الليبية المملوكة للدولة، و«هيس»، و«كوكوف- فيليبس» و«مارثون» 100 ألف برميل من النفط في اليوم أخرى، وفق «بتروليوم آرجوس»، وهي نشرة إخبارية خاصة بالقطاع. غير أن بعض شركات النفط الأجنبية حذرة بشأن توسيع مشاريعها، كما يقول مسؤولون نفطيون ليبيون ودوليون. وعلى سبيل المثال، فإن شركة «بريتيش بتروليوم» تبقي على موظفين محليين يناهز عددهم 80 موظفاً في العاصمة طرابلس، لكن ليس لديها «أي اكتشافات، أو عمليات تطوير، أو إنتاج»، كما يقول «روبرت واين»، المتحدث باسم الشركة. وأثناء الثورة، كانت «بريتيش بتروليوم» على وشك حفر أول بئر اكتشافية في اليابسة في حوض «غدامس» بالقرب من الحدود الشرقية لليبيا مع الجزائر وتونس. «ولكن ذلك لم يبدأ بعد، ونحن نقوم حالياً بمراجعة مخططاتنا الأمنية في ضوء الهجوم الفظيع الذي وقع في الجزائر، وهو الهجوم الذي قتُل فيه أربعة من موظفي الشركة. غير أن شركة النفط الإيطالية العملاقة «إيني»، التي تملك حصة كبيرة في ليبيا، قالت إن نصيبها من الإنتاج ارتفع إلى 250 ألف برميل من النفط في اليوم، مقارنة مع 280 ألف برميل في اليوم قبل الحرب. ومن جانبه، قال «آرتورو جونزالو»، مدير العلاقات المؤسساتية ومسؤول الشركة في «ريبسول» الإسبانية، إن شركته استأنفت مستويات الإنتاج التي كانت مسجلة قبل الحرب. وقال إن «الإجراءات الأمنية تعززت في كل المنطقة» منذ حادث الجزائر، وإن العديد من الأجانب الذين غادروا «أخذوا يعودون تدريجياً». ووصف «جونزالو» الوضع المتعلق بالأمن والسلامة بأنه «جد متقلب»؛ ولكنه أضاف أن «ليبيا تعمل على تعزيز بنياتها التحتية وإثبات أنها قادرة على السيطرة على الوضع حتى الآن». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©