الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سوريا واحتياجات الإغاثة

19 مارس 2013 23:43
توم إيه.بيتر أنطاكية - تركيا في تاريخ سابق من هذا الشهر، سافر أعضاء جماعة «سوريا للإغاثة والتنمية» لمحافظة إدلب لتوزيع الملابس والألعاب على الأطفال، وبعد ذلك بيومين، أصاب صاروخ إحدى بلداتها ما أدى لمصرع عدد كبير من سكانها. الحادث يسلط الضوء على حدود ما يمكن لمنظمات الإغاثة عمله لتخفيف معاناة السوريين العالقين في أهوال صراع، يزداد احتداماً على الدوام. «نستطيع أن نوزع الإغاثة كل يوم، ونستطيع معالجة المصابين، ولكن كي نكون أمناء مع أنفسنا ينبغي أن نقول إن قادتنا يحتاجون لمعرفة أننا حتى إذا كنا سننفق مليارات الدولارات على تقديم الإغاثة الإنسانية لسوريا، فإن ذلك لن يغطي على الحاجة الملحة لإيجاد حل سياسي الآن. فالوضع ليس قابلا للاستمرار على المدى الطويل «هذا ما قالته جمانة قدور، وهي سورية تعيش في الولايات المتحدة، تطوعت للعمل كمستشارة قانونية للجماعة المذكورة. تحل هذا الأسبوع الذكرى الثانية لانطلاق الصراع السوري، الذي كان قد بدأ في صورة احتجاج سلمي، وتحول الآن إلى حرب أهلية كاملة الأركان، حصدت أرواح ما يقرب من 70 ألف سوري، وأدت إلى هجرة ما يقرب من مليون خارج البلاد، هرباً من أهوالها ونزوح 2.5 مليون آخرين داخلها. وقد تزايد حجم الأزمة الإنسانية إلى حد يتجاوز، في معظم الأحيان، قدرة منظمات الإغاثة على تقديم عون كاف. ويقول موظفو الإغاثة إن الوضع مرشح للتفاقم على نحو خطير خلال العام المقبل، ما سيؤدي لإعاقة جهد الإغاثة الذي يعاني بالفعل من نقص التمويل. وكانت الأمم المتحدة قد حذرت من أن الوضع لو استمر على معدل تدهوره الحالي، فإن عدد اللاجئين قد يبلغ ثلاثة ملايين لاجئ بنهاية هذا العام. وكان «برنامج الأغذية العالمي» التابع للأمم المتحدة، قد أعلن هذا الأسبوع أنه نظراً لنقص التمويل قد يجد صعوبة في تسليم الإمدادات اللازمة. ويذكر أن البرنامج كان قد وزع 83 ألف طن مترى من الأغذية، وهو ما يعادل حمولة 500 طائرة جامبو نفاثة على ملايين السوريين، على الرغم من التحديات العديدة التي واجهته. كي يصبح البرنامج قادراً على العمل من الآن وحتى يونيو القادم، سيكون بحاجة إلى 156 مليون دولار أو ما يعادل 40 في المئة من إجمالي مبلغ المساعدة الإنسانية التي تعهدت الولايات المتحدة بتخصيصه لسوريا حتى الآن. وفي شهر يناير الماضي، تعهد المانحون الدوليون بتقديم 1.5 مليار دولار لتوفير المساعدات الإنسانية للسوريين عبر برنامج الأمم المتحدة؛ بيد أن إجمالي الأموال التي أنفقت بالفعل حتى الآن، لا تزيد عن ربع هذا المبلغ. ويقول مسؤولو العديد من مكاتب منظمات الأمم المتحدة إنهم لم يتسلموا شيئاً من أموال المساعدات التي وعدت بها الدول المانحة. «جاسمين ويتبريد» المديرة التنفيذية لمنظمة «انقذوا الأطفال» تشتكي من هذا الوضع بقولها،«سيتعين علينا الحصول على هذه الموارد من الدول المانحة حتى نتمكن من إرسالها للوكالات، التي ستقوم بدورها بإرسالها للبرامج الإغاثية المختلفة». مع إصابة أو تدمير ما يقرب من 3 ملايين مبنى أثناء القتال في سوريا، ووجود جيل من الأطفال السوريين الذين اضطروا للتوقف عن الدراسة- في مدينة مثل حلب لا يزيد عدد التلاميذ المنتظمين في مدارس عن 6 في المئة من إجمالي العدد المقيد في السجلات- فإن سوريا ستحتاج إلى التزام دولي ومستدام، حتى يمكن إعادة بنائها، علماً بأنها كانت قبل الحرب تعتبر واحدة من أفقر الدول العربية، وأن عامين من القتال الدامي المستمر قد ترك اقتصادها في حالة يرثى لها. يقول فواز جرجس مدير مركز الشرق الأوسط، التابع لمدرسة الاقتصاد في لندن، «سوريا بلد لا يملك موارد طبيعية غنية مثل النفط والغاز، فكيف سنتمكن من إعادة بنائها؟ وكيف يمكننا إعادة تماسك نسيجها الوطني؟ خصوصاً، وأن انطباعي هو أن عدداً محدوداً جداً من الدول، هو الذي سيساهم بالأموال الضرورية لمجرد البدء بشكل جدي في إعادة الإعمار». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©