الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

خيول الريح تسرد قصصاً على شواطئ الخليج

خيول الريح تسرد قصصاً على شواطئ الخليج
28 يونيو 2008 22:50
استضاف نادي تراث الإمارات الخميس الماضي في أبوظبي فرقة مسرح خورفكان للفنون التي قدمت عملها المسرحي ''خيول الريح'' على مسرح أبوظبي في كاسر الأمواج، والعمل من تأليف واخراج الفنان الكويتي ناصر كرماني والمعدة عن قصة قصيرة للقاص العراقي محمد خضير بعنوان ''ساعات كالخيول''· قام بأداء الأدوار في المسرحية الممثل عبدالله سعيد بدور صاحب المقهى ''مهدلي'' راوي القصص الغرائبية وجمال الجسمي بدور ''المؤلف'' الباحث عن قصة طريفة ومأساوية ليكتبها، ومحمد الصم بدور ''الحكيم، القاضي''· كما اشترك في التمثيل أيضاً منصور فهد ومحمد بن راشد المزروعي ويوسف أحمد النقبي وعبد الله حليس وخميس أحمد فرج ومشاري محمد الحمادي وصلاح رمضان ككورس ومؤدين وراقصين اسهموا بشكل فاعل في تحريك النص المسرحي مستخدمين وببراعة ''لغة الجسد'' عوضاً عن السينوغرافيا والديكور الذي غاب تماماً عن خشبة المسرح· أما العازفون المصاحبون للأداء فهم هيثم إبراهيم الحوسني ومحمد سعيد سالم ومصطفى إسماعيل ويحيى البلوشي وعبدالرحمن البلوشي الذين كانوا يعزفون على آلتي الطبل ''4 عازفين'' وعلى ''الهبّان'' عازف واحد· كان المسرح فارغاً تماماً من أي ديكور أو سينوغرافيا تجسد مواقع الحدث وبذلك اعتمد المخرج على شيئين وهما أولاً فضاء مسرحي مفتوح قسم افتراضاً الى قسمين أو إطارين أولهما مقابل وقريب للجمهور وثانيهما بعيد في عمق المسرح قرب نهايته الممتدة الى الداخل·· الخارج قرب حافة المسرح يمثل المسرود عنه أو الماضي التخيلي بينما يمثل الداخل السارد الحاضر بزمن الحكاية ولذلك عندما يراد سرد حكاية ما يخرج الممثلون الى طرف المسرح الخارج ليؤدوها ثم يعودون إلى الداخل الحاضر في العمق· لعبة مسرحية داخل لعبة حكائية فريدة أداها الممثلون بنجاح باهر حقاً· عبدالله سعيد ''مهدلي'' وجمال الجسمي ''المؤلف'' و''محمد الصم'' القاضي شدوا الجمهور بأدائهم الرائع وبقدرتهم التمثيلية على تقمص الكثير من الشخوص المتغيرين في العرض وفقاً لتغير الحكايات المسرودة بالتتابع· قصة الحكاية بمجملها ان مهدلي يملك مقهى وهو سارد ظريف يأتي اليه المؤلف باحثاً عن قصة ويأتي الحكيم القاضي الذي يعرف عن أب المؤلف حسين بن عبدالله انه كان عاشقاً للسفر والترحال والموسيقى والأنغام الخليجية فلا يقف عند أرض أو شاطئ طول الخليج كونها أرضه من البصرة الى نهاية ساحل عمان حتى مسندم· انه يشعر دائماً بأن الأرض مفتوحة أمامه فالخليج واحد بكل أطرافه وشواطئه ولكن يحدث الانفصال فبعد تأميم النفط وقبله الاستعمار بدأت الحدود توضع على الخليج فصار التنقل صعباً وبذلك أراد المؤلف ان يؤكد بحثه الدائم عن الهوية التي هي بالطبع قصة حكاية ابيه الذي مات في البحرين أو ربما مسقط أو ربما البصرة· يمر بالمقهى مجموعة من الشباب وهم ذاهبون الى حفل ما ولكنهم عندما يسمعون القصص تروى من ''مهدلي'' يتوقفون لينصتوا اليها فيشتركون في لعبة النص·· انها قصة البحث عن الهوية في الخليج بعد ظهور النفط وتقييد التحرك بسبب الحدود بعد ان كانوا كالخيول التي تدور حول الخليج وعلى شواطئه ونموذجهم حسين عبدالله والد المؤلف ''في النص'' أحد فرسان الخليج الذين جابوا أراضيه من أدناه الى أقصاه حاملاً معه تاريخ وطن مليء بالحكايات والموسيقى· عند بدء العرض يخرج الممثلون الثلاثة والمؤدون والعازفون من أعلى المسرح خلف الجمهور شاقين الصفوف ليتجهوا الى المسرح بأهازيج خليجية وبنقر على الدفوف وبصوت الهبّان الآسر· ''''15 ممثلاً يتقدمون إلى فضاء المسرح الذي يدخلونه ليشكلوا ''المقهى'' في العمق عند الشاشة البيضاء خلفهم· يخرج مهدلي والمؤلف والقاضي الى ظاهر المسرح ليقدموا أسماءهم كما هي في الواقع ما عدا مهدلي فهم جمال الجسمي ومحمد الصم ويخاطبون الجمهور بأنهم سيلعبون لعبة الحكي أو القص خيالياً بلغة فصحى· ولهذا نلاحظ تداخل العامية في الواقع· الداخل، الحاضر والفصحى في بعض مشاهد النص والحوار في البدء كان ثلاثيا· النص يعود الى زمن الماضي ويرجع للحاضر وعامل الزمن هو المتسيد حيث جسدته ''الساعة'' التي أظهرها المؤلف والتي اشتراها أبوه من رجل انجليزي ''الصاحب'' كان يهرب الخيول العربية إلى بومباي لكي يرسلها إلى أوروبا هنا تتحول عقاربها الى خيول تصهل عندما تتحرك والى موت عندما تقف· يستعرض ناصر كرماني تاريخ اليهود في الخليج قبل رحيلهم وانتقادات ذكية لظواهر كثيرة بقصة ''كومار الهندي'' ابن خالة ''مهدلي''· حكايات متعاقبة حتى تصل المسرحية الى حكاية الانجليزي الذي غرقت خيوله التي اشتراها في الخليج لينتهي النص نهاية مأساوية فيتجمع الممثلون ليغادروا المسرح نحو القاعة مثلما ابتدأ النص صاعدين مدرج الجمهور الى الأعلى· باحتفالية الفرجة المسرحية حين ينكسر الجدار الرابع ثانية·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©