الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فرصة السلام

21 يناير 2009 01:43
لن تحقق الحرب على غزة الكثير للتخفيف من مخاوف إسرائيل الأمنية على المدى البعيد· سوف تشكل احتمالات إيران النووية، مضافاً إليها الدقة والقوة التدميرية المتنامية لصواريخ ''حماس'' و''حزب الله'' مصادر قلق هائلة· كذلك يمكن إثارة الخوف والقلق نتيجة لأمر آخر: إدارة أوباما مصممة على إصلاح صورة أميركا ومصداقيتها والتوصل إلى حل في الشرق الأوسط· أرجو ألا تسيئوا فهمي، سيعمل باراك أوباما، مثل أي رئيس أميركي سبقه، على حماية العلاقة الخاصة مع إسرائيل· إلا أن أيام الروابط المميزة الحصرية مع إسرائيل، قد تكون في طريقها إلى الزوال· ورغم التطمينات التي بذلت أثناء الحملة الانتخابية، سيتوجب على الإدارة الجديدة أن تكون قاسية، أكثر قسوة بكثير من بيل كلينتون أو جورج بوش، إذا كانت جادة فيما يتعلق بصنع السلام العربي- الإسرائيلي· القضية المطروحة الآن هي إيجاد التوازن الصحيح في ارتباطات أميركا مع إسرائيل· هذه العلاقة الخاصة صلبة، تدفعها القيم المشتركة، وترتكز على التزام أميركا المستمر منذ ستين سنة بأمن إسرائيل وازدهارها· ولكن خلال السنوات الستة عشر الماضية سمحت الولايات المتحدة لذلك الرابط الخاص أن يصبح حصرياً بطرق تقوض أركان المصالح الوطنية الأميركية والإسرائيلية· إذا كان أوباما صادقاً فيما يتعلق بصنع السلام فسوف يتوجب عليه أن ينظم التوازن بطريقتين· أولاً، مهما كانت مخالفات الفلسطينيين وتعدّياتهم (وهناك الكثير منها، كالإرهاب والعنف والتحريض) فسوف يتوجب عليه كذلك أن يتعامل مع سلوك إسرائيل على الأرض· أزمة غزة هي أفضل مثال على ذلك· تملك إسرائيل كافة المبررات للدفاع عن نفسها ضد ''حماس''، ولكن هل يعقل أن تدعم أميركا سياسات معاقبة ''حماس'' عن طريق تحويل حياة 1,5 مليون غزّي إلى جحيم من خلال قطع المعونة والتنمية الاقتصادية؟ الجواب هو كلا· ثم هناك قضية المستوطنات، فخلال 25 سنة من العمل على هذه القضية مع ستة وزراء خارجية أميركيين، لا أستطيع تذكر اجتماع واحد جرى خلاله بحث جدّي مع رئيس وزراء إسرائيلي حول الضرر الذي يتسبب به هذا النشاط الاستيطاني- بما في ذلك مصادرة الأراضي والطرق الالتفافية وتدمير المنازل- للعملية السلمية· هناك حاجة لفرض بعض المساءلة· وهذا لا يمكن أن يأتي إلا من الرئيس، و يتوجب على أوباما أن يوضّح أن أميركا لن ترعى عملية سلمية تؤدي فيها أعمال الطرفين إلى إفشال، عن قصد، احتمالات التوصل إلى اتفاق تحاول واشنطن ترتيبه· ليست هناك عملية يمكن أن تكون أفضل من عملية غير صادقة تؤذي مصداقية أميركا· ثانياً، سيتوجب على أوباما أن يحافظ على استقلاليته ومرونته التكتيكية لكي يلعب دور الوسيط· وهذا يعني عدم تجربة كل شيء مع إسرائيل أولاً قبل عرضه على الطرف الآخر، وهي ممارسة اتبّعناها دون هوادة خلال سنوات كلينتون وبوش· كذلك يتوجب على أميركا ألا توافق على كل فكرة يطرحها رئيس وزراء إسرائيلي· التنسيق مع إسرائيل على قضايا تتعلق بأمنها هو أمر، وإعطاء إسرائيل سلطة ''الفيتو'' على تكتيكات التفاوض الأميركية ومواقفها، وخاصة عندما يعود الأمر إلى رأب الصدوع بين الطرفين هو أمر آخر· إذا تمكن الرئيس الجديد من تكييف تفكيره عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، فقد تكون السنوات المقبلة مثيرة للدهشة ومثمرة كذلك، وستكون عملية الوساطة الأميركية مؤلمة جداً للعرب والإسرائيليين والأميركيين· ولكن إذا تم ذلك بشكل صحيح وبصرامة وعدالة، فقد ينتج عنها أول فرصة حقيقية لصفقة سلام منذ سنوات عدة· آرون ديفيد ميلر موظف سابق في الخارجية الأميركية ينشر بترتيب خاص مع خدمة كومون جراوند
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©