الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جوهان سيجفوسون: كان بإمكاني «طهي البيض» على صخور البركان.. وشعرت بالضعف أمام هذا الوحش

جوهان سيجفوسون: كان بإمكاني «طهي البيض» على صخور البركان.. وشعرت بالضعف أمام هذا الوحش
13 مايو 2010 19:43
جوهان سيجفوسون مدير تصوير ومخرج وثائقي حائز جوائز عدة، وشارك في عدد كبير من الأفلام الوثائقية في أنحاء العالم أثناء العشرين عامًا المنصرمة. يعيش جوهان في أيسلندا مما أتاح له فرصة ذهبية لتصوير الأحداث المذهلة لثورة البركان في أيسلندا، حيث بدأ أعمال التصوير قبل ثورة البركان بأسبوعين وكان أول فريق تصوير يصل برًا إلى موقع البركان في أعقاب ثورته. قام بتأسيس شركة «بروفيلم» للإنتاج التلفزيوني والأفلام في العام 1990، ويتولى إدارتها حاليًا مع شريكته المنتجة أنا ديس ولابسدوتير. وقد درس جوهان فن التصوير السينمائي في كلية لندن الدولية للأفلام التي تخرج منها العديد من الفنانين العظام مثل فريدي يانج مدير تصوير فيلم «لورانس العرب». حاورنا جوهان وخرجنا بالتالي.. في البداية قال جوهان: أعمل مخرجًا ومدير تصوير سينمائي منذ تخرجي «بتفوق» من كلية لندن الدولية للأفلام عام 1992، وقد فزت بعدة جوائز خلال سنوات حياتي العملية كان آخرها عن فيلم «جيرن جراس» في مهرجان جراز السينمائي بألمانيا. وقد سعدت بالعمل في عدد من الأفلام الوثائقية والبرامج التلفزيونية بالإضافة إلى عدد من الأفلام. قنبلة موقوتة أما بخصوص الحدث العالمي الذي هز اقتصاد أوروبا وشلَّ حركة الطيران، فيؤكد: اكتشفنا وجود نشاط زلزالي كبير تحت منطقة البركان منذ شهر يناير، وأجرينا عددا من اللقاءات مع بعض الجيولوجيين الذين أخبرونا بشكل أساسي أن الأمر مثل قنبلة موقوتة، ولحسن حظنا أننا بدأنا التصوير قبل أسبوعين فقط من انفجار البركان. وعندما علمت بثورة البركان استيقظنا في منتصف الليل لنبدأ المغامرة، ولم نكن نتخيل أن بداية الانفجار يمكن أن يكون لها هذا التأثير العالمي. حيث أثر الدخان المنبعث من فوهة البركان على حركة الطيران، كما أثرت سحابة الرماد البركاني على عمل مركباتنا ومعدات التصوير، واضطررنا لارتداء الأقنعة الواقية من الغازات أثناء التصوير داخل السحابة. وقد تعرضنا لمخاطر أثناء التصوير من النهر الجليدي المجاور لفوهة البركان الهائلة التي تقذف اللهب والغبار والتي يرافقها قنابل صوتية ضخمة تهز الأعماق كل 10 دقائق. حتى وقعنا تحت الحصار بسبب الفيضان واضطررنا إلى القيادة وسط حواجز هائلة من سحب الغبار الكثيفة التي أثرت على قدرة الفريق على التنفس. طهي البيض وعن المسافة التي كان يصور منها البركان وإلى أي مسافة اقترب أوضح: مع أول ثورة للحمم اقتربنا جدًا لدرجة كان بإمكاننا طهي البيض على الصخور البركانية التي يتصاعد الدخان منها، ومع الثورة الثانية «ثورة سحابة الرماد البركاني» كنا على قرب 200 متر، كما كنا أول فريق تصوير يصل إلى المنطقة. واستخدمنا 5 سيارات وطائرة هليكوبتر لإنجاز مهمة التصوير. وكان طاقم التصوير يتكون من سبعة إلى عشرة أفراد، حسب الأيام. وأضاف: أقوم بإخراج الأفلام الوثائقية منذ 22 عامًا وقد تعلمت ورأيت الكثير من الأمور أثناء عملي حول العالم. وكانت قوة هذه الثورة البركانية غير معقولة، ورغم طبيعته المخيفة وآثاره المدمرة فأنا لا أملك غير أن أعجب بجماله. ومن جانبنا سارعنا إلى الموقع حالما سمعنا خبر الثورة وحاولنا الوصول إلى البركان الذي ينفجر من تحت النهر الجليدي. ولكن لسوء حظنا ساءت أحوال الطقس وأُجبرنا على العودة في ذلك اليوم. ومع تحسن الجو استخدمنا زلاقات الجليد لتصوير العرض المبهر الذي تقدمه الطبيعة من قذف الحمم البركانية والتقاط بعض الصور الرائعة التي سوف تشاهدونها في الفيلم الوثائقي. الخطر الحقيقي وعن ثورة البركان وإلى أي وقت يمكن أن تستمر قال: دامت آخر ثورة لهذا البركان الأيسلندي لمدة سنة ونصف، لذا فقد يستمر هذه المرة عدة أشهر. وللأسف، مازالت ثورة البركان مستمرة مع تصاعد الحمم والرماد مما تسبب في تدمير المنطقة المحيطة، ويبدو أن الثورة آخذة في التنامي وأن السحابة الرمادية ستستمر مؤثرة على حركة الطيران. ولكن لن يتأثر مناخ الأرض بهذه الثورة البركانية المتوسطة، لكن يكمن الخطر الحقيقي في بركان كاتلا الذي يبعد فقط 15 ميلاً عن هذا البركان، ففي الماضي ثار بركان كاتلا بعد ثورة هذا البركان ويذكر أن حجم بركان كاتلا يزيد عن هذا البركان بحوالي 10 مرات على الأقل، ولكن لحسن الحظ لم يتم رصد أي نشاط زلزالي تحت بركان كاتلا لكن إذا انفجر فسوف تكون العواقب مدمرة على حركة الطيران العالمية والاتصالات حول العالم وبالتأكيد سوف يؤثر على المناخ. قوة البركان أما عن أهم الأحداث التي رافقتهم أثناء التصوير، فأشار: عندما هبطت الهليكوبتر بجوار البركان وبدأنا في التصوير شعرنا جميعًا بقوة البركان على أجسامنا في صورة ترددات صوتية، كان المشهد والصوت مروعين وكانت مادة الفيلم مميزة للغاية. هذا بالتأكيد حدث يرغب الجميع في رؤيته وكانت قناة «ناشونال جيوغرافيك أبوظبي» صاحبة المبادرة بعرض هذا الفيلم، والذي يحمل عنوان، «فوضى الغبار البركاني» على مشاهديها، اليوم الجمعة 14 مايو الجاري، الساعة 20:00 بتوقيت السعودية و 21:00 بتوقيت الإمارات، ويصور هذا الفيلم الوضع قبل الثورة البركانية وأثنائها وبعدها وسوف نعرض كل شيء بدقة ووضوح. كما يعرض هذا الفيلم الأحداث المثيرة الأخرى ومنها طائرات الإنقاذ التابعة لخفر السواحل بالإضافة إلى تقارير حصرية لأشخاص عاينوا المشهد. شاهدوا أيضًا مشاهير علماء الجيولوجيا وهم يجمعون بيانات مهمة من الحمم والغبار المنبعث من البركان، كما يقدمون شرحًا للتفسير العلمي للفوضى التي أسفر عنها البركان وتأثير ذلك على العالم بما في هذا حالة الفوضى التي واجهت عمليات السفر الجوي والتي تمثل أكبر حالة فوضى جوية منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر. أضرار جسيمة ومن جانبي أنا متعاطف مع المزارعين الذين يعيشون عند سفح البركان، وتبدو بالفعل هذه الثورة مثل وحش ينفث النار والرماد مسببًا أضرارًا جسيمة ومدمرة على الإنسان والحيوان لكني لا أستطيع أن أمنع نفسي من الإعجاب بجماله، فأنت تشعر بمدى ضعفك عندما تواجه وحشًا بهذا الحجم. إن الطبيعة الأم قوية جدًا ويجب أن نتذكر نحن بني البشر مدى ضعفنا عند مقارنتنا بها كما يجب أن نتذكر أننا جزء منها. وتابع: قمت فيما مضى بتصوير العديد من الأفلام لقناة «ناشونال جيوغرافيك أبوظبي»، لكن هذا هو أول فيلم وثائقي أقوم بإخراجه لهذه القناة الرائعة، وبصفتي صانع أفلام سعدت بعملي مع ناشونال جيوغرافيك، وأشعر أني حققت إنجازًا مميزا. ليكون البداية، وأتمنى أن تسنح لي فرصة زيارة دولة الإمارات، والتي لم أزرها من قبل.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©