السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

في غرب الموصل.. منازل مفخخة ومــــــــدنيون محاصرون مع أكفانهم

في غرب الموصل.. منازل مفخخة ومــــــــدنيون محاصرون مع أكفانهم
11 مايو 2017 23:53
بغداد (أ ف ب) منازل مفخخة بالمتفجرات بينما قاطنوها في الداخل، وأبواب محكمة الإغلاق لمنع فرار السكان.. هكذا يستعد إرهابيو تنظيم «داعش» الإرهابي، لهجوم القوات العراقية على المدينة القديمة في غرب الموصل، إذ يستخدمون المدنيين دروعاً بشرية. وتُضيّق القوات العراقية، التي تخوض معارك شرسة، الخناق على الإرهابيين في المدينة القديمة ذات الشوارع الضيقة، في وقت يتوقع أن يستخدم «داعش» إمكاناته العسكرية كافة. وأفاد أحد سكان حي «الزنجيلي» في غرب المدينة، رافضاً كشف هويته، أن مقاتلي «داعش» جاؤوا إلى منزلنا وأغلقوا الباب بإحكام، وأعطونا قليلاً من الماء والطعام وقالوا لنا «هذه أكفانكم». وذكرت امرأة في الثلاثينيات تسكن شرق الموصل، أن إحدى قريباتها، التي تسكن حي «المشاهدة»، أحد الأحياء الشعبية في غرب المدينة، أكدت لها في اتصال، وهي تبكي أن «داعش» صفّدوا أبواب البيت علينا، بعد أن أعطونا كمية من الماء وقطعة قماش أبيض وقالوا لنا «هذا كفنكم». وتعاني المدينة منذ بدء العمليات العسكرية لاستعادتها من الإرهابيين نقصاً حاداً في المواد الغذائية. ولا تزال ظروف حياة السكان الذين يعانون سيطرة الإرهابيين بعد ستة أشهر من بدء القتال، بالغة الصعوبة. وأفاد أبو رامي، البالغ من العمر 35 عاماً، الذي يسكن بدوره حي «المشاهدة» الذي لا يزال تحت سيطرة الإرهابيين في اتصال هاتفي، أن «داعش» احتجز عدداً من العائلات عبر إحكام إقفال أبواب منازلها. والمنازل في الموصل القديمة شبه خالية من النوافذ وتحوطها جدران المنازل المجاورة المتراصة وذات مدخل واحد غالباً. وأكد أبو رامي أن هذه «العائلات أصبحت تحت رحمة الجوع والمرض والقصف ولم تعد تستطيع الهرب». وأضاف: «القوات الأمنية تتقدم ببطء شديد، وهذا يعطى فرصة للدواعش لقتل المواطنين المحتجرين عبر التجويع والمرض». بدوره، أكد الناشط عبد الكريم العبيدي، الموجود عند أطراف الموصل، أن الإرهابيين يقفلون الأبواب على الأسر في الأحياء غير المحررة في الجانب الغربي. ونوّه العبيدي إلى أن هناك نحو 250 ألف نسمة محاصرون من قبل مسلحي «داعش»، ورجح وجود نحو 600 عنصر من «داعش» بينهم عرب وأجانب، إضافة إلى محليين. وتابع: « لدى عناصر داعش كل ما يحتاجون إليه، بعد أن سرقوا المواد الغذائية من المنازل وخزنوها في مواقعهم»، معرباً عن أسفه من أن الحكومة لم تستجب للنداءات بإلقاء مواد غذائية للأهالي المحاصرين من الجو. من جانبه، نوّه شاهد آخر من سكان المدينة بأن «داعش» استخدم طريقة أخرى لمنع السكان من الهروب عبر تفخيخ منازلهم، وهو تكتيك سبق أن استخدمه لمنع تقدم القوات الحكومية. وقال قائد قوات الرد السريع إنهم عثروا على أسر عالقة داخل منازل مفخخة منذ بدء الهجوم الجديد في شمال غرب الموصل. وأوضح اللواء «ثامر أبو تراب» أن عصابات داعش فخخت المنازل والعائلات في داخلها، وتمكن فريق تفكيك المتفجرات من إنقاذ عائلات وإخراجها من ثمانية منازل. ولا يتمكن سوى عدد ضئيل من الأسر من الفرار قبل وصول القوات العراقية، فيما عمد كثير من المدنيين غير المحتجزين من قبل «داعش» إلى الاختباء في سراديب تحت المنازل مع مواد غذائية قليلة لا تزال لديهم. وأغلق الإرهابيون أحياء بينها «17 تموز»، بجدران أسمنتية مرتفعة ومنعوا الدخول والخروج إلا من منفذ واحد تحت سيطرتهم، بهدف إطالة أمد المعركة واستخدام المدنيين كدروع بشرية، وفق مصادر عسكرية في الموصل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©