الإمارات تستحوذ على ثلث التبادل التجاري الخليجي مع بلدان «الكوميسا»

استحوذت الإمارات على ثلث التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون الخليجي وبلدان الكوميسا الـ19 العام الماضي، الذي تجاوز 23 مليار دولار (84,4 مليار درهم)، بحسب جابولي ماشواما رئيسة المجلس الوزاري لمجموعة التكتل الأفريقي. وأوضحت ماشواما خلال منتدى الاستثمار الرابع في بلدان الكوميسا بدبي أمس أن حجم الصادرات الخليجية إلى التكتل الإفريقي بلغ 18 مليار دولار، فيما بلغ مجموع وارداتها 5 مليارات دولار، بفائض تجاري قدره 13 مليار دولار لصالح دول الخليج. أما الإمارات، فبلغت صادراتها إلى بلدان الكوميسا 5,6 مليار دولار (20,5 مليار درهم) العام الماضي، فيما استوردت بضائع بقيمة 1,6 مليار دولار (5,87 مليار درهم)، بإجمالي تبادل تجاري يصل إلى 7,2 مليار دولار (26,7 مليار درهم). وقالت ماشواما إن السبب في الخلل في الميزان التجاري يعود إلى أن المصدرين من بلدان الكوميسا يركزون أكثر على السلع، في حين تركز الصادرات الإماراتية إلى المنطقة على القيمة المضافة. ولفتت إلى أن التحدي الذي يواجه المستثمرين في هذا المنتدى هو كيفية الدخول في شراكات ذكية تثمر عن قيمة مضافة للسلع الرئيسية التي تصدرها منطقة الكوميسا. وشددت على أن الأرضية حالياً ليست خصبة فحسب لإقامة هذه الشراكات بل أنها مهيأة بكل المقومات لجعل هذا المنتدى محفزاً لزيادة التدفقات الاستثمارية إلى الكوميسا. وقالت إن بيانات الكوميسا حول الاستثمار الأجنبي المباشر للفترة من 2003 وحتى 2011 أظهرت أن من بين 115 مشروعاً استثمارياً قامت بها 67 شركة في الكوميسا كانت موانئ دبي العالمية ضمن أكبر عشر شركات استحوذت على 36% من اجمالي الاستثمارات في هذه المشاريع. أكدت ماشواما أن نجاح المنتدى في دبي يعكسه ذلك الحضور المتزايد من المشاركين الذي فاق التوقعات، وتجاوز ألفي مشارك مقارنة بالمنتدى الأخير في شرم الشيخ الذي بلغ عدد المشاركين به 800 شخص فقط. وأشارت إلى أن منتدى الكوميسا للاستثمار بات أحد أبرز المنتديات الاستثمارية أهمية في السنوات الأخيرة على أجندة الكوميسا، نظراً للحضور المكثف للوزراء والمسؤولين والوفود الرسمية والمستثمرين ورجار الأعمال لإقامة شراكات مباشرة. ويعتبر المنتدى فرصة لاستعراض الفرص التجارية والاستثمارية المتاحة، بما يضمن استدامة النمو الاقتصادي لبلدان المجموعة الى جانب الاستقرار الاجتماعي ورخاء الشعوب. وأشارت كذلك إلى أن المنتدى فرصة لتبادل الخبرات والآراء بين الوفود والمتحدثين حول أفضل الممارسات لخلق بيئة أكثر تنافسية بين القطاع الخاص. وأوضحت ماشواما أن انعقاد المنتدى في دبي تحت شعار (دبي الى أفريقيا- اطلاق أسواق المستقبل) يحمل الكثير من الدلائل من ناحية التوقيت والمكان معاً، فدولة الإمارات تربطها علاقات تجارية واستثمارية تاريخية مع بلدان الكوميسا، خاصة مع الدول المطلة على الساحل الشرقي لأفريقيا، إلى جانب أن دبي كانت ولاتزال الجسر الذي يصل أفريقيا والكوميسا مع بلدان الشرق الأوسط وآسيا والصين واليابان وأروربا. وأشارت إلى الثمار التي يمكن أن يجنيها الطرفان في المستقبل من خلال بناء شراكات قوية في مختلف القطاعات، لاسيما وأن دبي تتميز بقدرات غير مسبوقة في مجالات الخدمات اللوجستية والمالية والنقل والشحن وابداع الأعمال، داعية قطاع الأعمال في الكوميسا المتحدة لإقامة شراكات من شأنها أن تجعل من الممكن لمنطقة الكوميسا بصفة خاصة وأفريقيا بصفة عامة أن تكون قاطرة تدفع الاقتصاد العالمي في العقود المقبلة. واستعرضت الفرص الاستثمارية المتاحة في بلدان الكوميسا، مشيرة الى أن التجارة بين بلدان المجموعة الـ19 حققت تطورا قويا منذ عام 2000. واشارت الى جهود الكوميسا في التعاون مع غيرها من المجموعات الاقتصادية الإقليمية مثل مجموعة شرق افريقيا و”سادك” من أجل وضع أفريقيا في قلب السوق العالمية. ويتوقع أن يصل حجم الاقتصاد الأفريقي في هذا العقد الى تريليون دولار، ما يعني أن عصر الفجر الكاذب لأفريقيا قد ولى، بحسب ماشواما. من جهتها، قالت هبة سلامة مديرة “ريا”، وكالة الاستثمار الإقليمية لدول “الكوميسا”، إن منتدى الاستثمار لدول الكوميسا بات حدثاً عالمياً، حيث عقد المنتدى للمرة الأولى في بلجيكا في عام 2008 وللمرة الثانية في القاهرة عام 2009 فيما كان الانعقاد الثالث في شرم الشيخ في مصر العام المنصرم.