الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اتهامات متبادلة بشأن هجوم «كيماوي» في ريف حلب

اتهامات متبادلة بشأن هجوم «كيماوي» في ريف حلب
20 مارس 2013 09:58
تبادلت دمشق والمعارضة السورية المسلحة أمس، الاتهامات بشأن استخدام صاروخ أرض- أرض مزود بمواد سامة يشتبه في أنها كيماوية، هز بلدة خان العسل التابعة لريف حلب، فيما يعد تطوراً خطيراً في النزاع المتفاقم منذ أكثر من سنتين، موقعاً بحسب حصيلة رسمية 31 قتيلاً بين مدني وعسكري وإصابة 110 آخرين. فيما أكد سكان وشهود انتشار رائحة غاز كلور في المنطقة المنكوبة ووقوع حالات اختناق متحدثين عن أن الضحايا كانوا يسقطون في الشوارع. وفيما تبادلت دمشق والمعارضة تحميل المسؤولية عن الهجوم الخطير، نقل التلفزيون السوري الرسمي عن وزير الإعلام عمران الزعبي قوله إن الصاروخ الكيماوي الذي استهدف به الإرهابيون منطقة خان العسل، أطلق من النيرب ودخل إلى سوريا من دولة مجاورة، محملاً «تركيا وقطر المسؤولية القانونية والأخلاقية والإنسانية عن هذه الجريمة» بحسب قوله، وأشار إلى أن هذه الجريمة هي أول مفاعيل قرار مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري بشأن تسليح المعارضة. وسارع مسؤول حكومي تركي إلى رفض الاتهام السوري بأن أنقرة تتحمل مسؤولية هجوم كيماوي محتمل بمحافظة حلب، قائلاً لرويترز «هذا اتهام لا أساس له»، مشيراً إلى اتهامات سورية سابقة لأنقرة. وأكدت الأمم المتحدة أن أمينها العام بان كي مون يتابع هذه الأنباء بـ «قلق»، بينما أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أنه لا توجد لديها معلومات من جهة مستقلة كما زعمت دمشق ومقاتلو المعارضة لكنها «تراقب الوضع عن كثب». وبينما سارعت موسكو لاتهام المعارضة، رأت واشنطن أنه ليس لديها سبب يدعو لتصديق اتهامات دمشق للمعارضة باستخدام أسلحة كيماوية مضيفة أنها تدرس هذه المزاعم مذكرة بتحذير واضح من استخدام مثل هذه الأسلحة المحظورة. وأكدت لندن أن استخدام أسلحة كيماوية أو نشرها «يستدعي رداً دولياً جاداً»، بينما أعلنت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أنه لا توجد معلومات من جهة مستقلة كما زعمت دمشق ومقاتلو المعارضة لكنها «تراقب الوضع عن كثب». في الأثناء، حصدت أعمال عنف متفرقة 140 قتيلاً سورياً أمس، بينما استولى الجيش الحر على مركز للهجانة ناحية بلدة تل الشهاب ومركز كتيبة دبابات في درعا قرب الحدود الأردنية. فقد نفى مالك الكردي نائب قائد الجيش السوري الحر أن يكون مقاتلوه أطلقوا صواريخ تحتوي غازات سامة على منطقة خان العسل بريف حلب. وقال الكردي إن الجيش الحر «لا يمتلك السلاح الكيماوي ولا يمكنه امتلاكه بسبب أمور عسكرية وتقنية تحول دون ذلك». من جهته، نفى قاسم سعد الدين أحد القادة البارزين لمقاتلي المعارضة والمتحدث باسم المجلس العسكري الأعلى في حلب، أي صلة للمعارضة المسلحة بالهجوم الذي استهدف بلدة خان العسل وقال «اعتقد أن قوات النظام أطلقت صاروخ سكود مزوداً بسلاح كيماوي ثم فجأة نسب النظام مسؤولية الهجوم للمعارضة». وتابع أن مقاتلي المعارضة غير مسؤولين عن هذا الهجوم. وبدوره، قال معاذ الخطيب زعيم الائتلاف الوطني المعارض إنه يعارض استخدام أي جهة للأسلحة الكيماوية، مبيناً بقوله «سننتظر معرفة المزيد من التفاصيل عن الجهة التي نفذت هجوما بسلاح كيماوي في حلب.. نهتم بهذا الخبر وسيكون من الصواب أو الخطأ الاعتقاد بشكل جازم بأن النظام استخدم هذا السلاح.. أقول إننا نعارض أي شخص يستخدمه أيا كان هو فنحن ضد قتل المدنيين أو استخدام الأسلحة الكيماوية». وفي السياق نفسه، قال لؤي مقداد أحد الناطقين باسم الجيش الحر في اسطنبول «نفهم أن الجيش النظامي استهدف خان العسل باستخدامه صاروخاً بعيد المدى ومعلوماتنا الأولية تشير إلى أنه يحوي أسلحة كيماوية.. لا نملك صاروخاً بعيد المدى ولا سلاحاً كيماويا. لو كان لدينا منها لما استخدمناها في استهداف الثوار»، مضيفاً بقوله «هناك الكثير من الضحايا وعدد كبير من الجرحى يعانون من مشاكل في التنفس». وتابع مقداد “لا نملك صاروخا بعيد المدى ولا سلاحا كيميائيا. لو كان لدينا منها لما استخدمناها في استهداف الثوار”. وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» قالت في وقت سابق أمس إن «إرهابيين أطلقوا صاروخاً يحتوي مواد كيماوية في منطقة خان العسل الواقعة بريف حلب الشمالي». وأضافت أن «هذا الصاروخ أسفر عن مقتل نحو 15 شخصاً معظمهم من المدنيين إضافة إلى عدد من الجرحى». وذكر وزير الإعلام السوري عمران الزعبي، في مؤتمر صحفي بثه التلفزيون الرسمي، أن الهجوم على خان العسل «تصعيد خطير»، متهماً تركيا ودولًا إقليمية بدعم المعارضة لتنفيذ مثل هذه الهجمات. وأضاف الزعبي أن المادة السامة المستخدمة تؤدي إلى الإغماء ثم الاختلاج فالوفاة، غير أنه لم يوضح ماهية تلك الغازات، مشيراً إلى أن السلاح الكيماوي ممنوع وفق كل القرارات والمواثيق الدولية. واعتبر الزعبي أن استخدام المعارضة لسلاح كيماوي «تصعيد خطير» في مسار الأزمة، مطالباً المجتمع الدولي بالادعاء على الدول التي سلحت المعارضة «بأسلحة محرمة دولياً». وأضاف «بارتكاب هذه الجريمة يحق للحكومة السورية أن تتصرف وفق قواعد القانون الدولي وتتوجه إلى المنظمات الدولية والإقليمية للادعاء والشكوى على الدول التي سلحت المعارضة بأسلحة محرمة دولياً». وأسفر الهجوم بحسب آخر حصيلة رسمية، عن مقتل 31 شخصاً بينهم 16 عسكرياً ونحو 110 جرحى. من جهته، أكد المرصد الحقوقي استهداف «صاروخ أرض أرض لتجمع للقوات النظامية في خان العسل»، دون أن يكون في إمكانه تحديد ما إذا كان يحمل مواد كيماوية أم لا. ومساء أمس، قال نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد في تصريح للصحفيين «إن سوريا ستدافع عن أبناء شعبها وستستمر في حربها ضد الإرهاب وستكمل مسيرتها لإنهاء أوضاع العنف فيها والاستهداف الذي تقوم به المجموعات (الإرهابية) ومن يسلحها ويدعمها ويقوم بتمويلها وايوائها وارسالها وادخالها إلى الأراضي السورية». وجاء تصريح المقداد عقب لقائه سفراء الدول المعتمدة وممثلي المنظمات الدولية العاملة في دمشق. وطالب المقداد المجتمع الدولي «بالتيقظ»، محذراً من أن «الخطر الذي تقوم به المجموعات (الإرهابية) لن ينال سوريا فقط بل هو مقدمة ليطال المنطقة بأكملها إن لم نقل كل أنحاء العالم». وأشار المقداد إلى أن الصاروخ «أطلق من منطقة تسيطر عليها أطراف (المجموعات الإرهابية المسلحة) وسقط بالقرب من مقر تواجد الجيش السوري وفي منطقة تسيطر عليها القوات السورية والموالون الذين لا يخضعون إلى تأثير المجموعات الإرهابية». وأشار المقداد إلى أن سقوط الصاروخ أسفر عن مقتل 21 مدنياً و 10 جنود. وجدد المقداد التأكيد على أن بلاده «في حال امتلاكها السلاح الكيماوي لن تستخدمه قطعاً ضد شعبها وقواتها». وفي الثالث من مارس الحالي، تمكن مقاتلو المعارضة من السيطرة على بلدة خان العسل بريف حلب بعد معارك ضارية تركزت خصوصاً في محيط مدرسة الشرطة في البلدة وقتل فيها أكثر من 120 عنصراً من قوات النظام وأكثر من 60 مقاتلًا معارضاً، بحسب المرصد الحقوقي. إلا أن القوات النظامية قامت قبل حوالى 8 أيام بهجوم مضاد استعادت خلاله أجزاء من البلدة لا تشمل مدرسة الشرطة. وعبر مسؤولون غربيون اكثر من مرة عن خشيتهم من وقوع الأسلحة الكيماوية التي يملكها النظام السوري في أيدي بعض مجموعات المعارضة. وبث التلفزيون السوري صوراً ظهرت فيها سيارات اسعاف تابعة لمنظمة الهلال الأحمر السوري وهي تسعف الجرحى. وقد وضع المسعفون على وجوههم أقنعة قماشية، فيما بدا في الصور عدد من أهالي المصابين وعلى وجوههم علامات الحزن والغضب. وقال أحد الأطباء المشرفين على علاج الجرحى للتلفزيون إن الصاروخ «يحتوي مواد سامة فوسفورية تسبب أعراضا حادة مثل الغثيان وحالات غيبوية». وصرخت امرأة كانت في المشفى «يريدون قتلنا بالغازات السامة والمواد الكيماوية»، فيما قال رجل كسا الشيب رأسه «هل هذه هي الحرية التي يبحثون عنها؟». من ناحيته، قال أحمد أوزموجو المدير العام بمنظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية إنه لا توجد معلومات من جهة مستقلة عن أي استخدام للأسلحة الكيماوية في سوريا كما زعمت الحكومة السورية ومقاتلو المعارضة لكنها «تراقب الوضع عن كثب». وأضاف أن منظمته ستنظر في التقارير الإعلامية عما حدث و«تحاول تحديد الإشارات التي يمكن رصدها» بهدف تقييم الوضع. وفي وقت سابق قال أوزموجو في ندوة أقامها مركز فيينا لنزع السلاح وعدم انتشار الأسلحة، إن التقارير التي ذكرت أن سوريا لديها مخزونات كبيرة من هذه الأسلحة تمثل «مصدر قلق بالغ». إلى ذلك، شدد البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي باراك أوباما حذر من أي استخدام للأسلحة الكيماوية بسوريا مهدداً «بعواقب» لذلك دون تحديد ماهية هذه العواقب. وأضاف البيت الأبيض أنه لا يملك أي دليل على أن المعارضين السوريين استخدموا أسلحة كيماوية محذراً حكومة الرئيس بشار الأسد من اللجوء إلى تلك الأسلحة، الأمر الذي اعتبر أنه سيكون «مرفوضاً كلياً». وقال المتحدث باسم الرئاسة جاي كارني في لقائه اليومي مع الصحافة «نشعر بارتياب عميق في نظام فقد كل مصداقيته. ونريد أيضا تحذير النظام من إطلاق مثل هذه الاتهامات للتغطية على لجوئه هو للأسلحة الكيماوية». وأشار كارني إلى أن الولايات المتحدة مازالت تقيم الأنباء الواردة من سوريا عن استخدام هذه الأسلحة وذكر بأن الرئيس أوباما حذر بالفعل منذ أشهر الحكومة السورية من مغبة اللجوء إلى مخزونها من الأسلحة الكيماوية. وقال «قلنا بوضوح إن القلق يساورنا في أن يعتبر نظام الأسد أن تصعيد العنف بالوسائل التقليدية لم يعد كافياً حتى مع اللجوء الوحشي إلى صواريخ سكود ضد مناطق شديدة الكثافة السكانية وأن يفكر في استخدام أسلحة كيماوية ضد السوريين. إنه أمر مثير بشدة للقلق». وأضاف «من المهم في الوقت الذي تحتدم فيه المعارك في سوريا ويزداد النظام يأساً أن تقول الولايات المتحدة والأسرة الدولية بوضوح شديد للأسد إن اللجوء إلى الكيماوي سيكون مرفوضاً تماماً».
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©