سكان في الخالدية يطالبون بإعادة فتح ساحة مسجد زايد الأول لإيقاف سياراتهم

''الإخوة المصلون سيتم إغلاق الموقف الخاص بالمسجد، نرجو عدم إيقاف السيارات داخل سور المسجد وشكراً''، ''ممنوع الوقوف أمام مدخل المسجد''، لوحات تم وضعها على مدخل ساحة الشيخ زايد الاول في الخالدية التي تعاني ازدحاما شديدا في مواقف السيارات، عززته حواجز وضعتها الشرطة، للحيلولة دون دخول المركبات الى الساحة· ويعد السبب الرئيسي لإغلاق ساحة المسجد، بحسب مصدر في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، الى ممارسات سلبية يمارسها بعض الشباب في ساعات الليل، بالاضافة الى قيام اصحاب الحافلات الكبيرة باستخدام الساحة لركن حافلاتهم فيها· ويشكو سكان في منطقة الخالدية من عدم توفر مواقف كافية بالقرب من مناطق سكناهم، ما يشكل ''عبئا كبيرا عليهم''، مؤكدين أنهم ''يعانون من عدم تمكنهم من العثور على موقف لركن سياراتهم في مواقف مناسبة، مما يسبب فوضى واختناقات مرورية ومعاناة في الحصول على موقف''· وتنعم العاصمة أبوظبي بحركة مرورية انسيابية تعد جيدة مقارنة مع غيرها من المناطق، إلا أنها تعاني من امكانية العثور على موقف للسيارة في مكان السكن او العمل على حد سواء· ويقول مقيمون في المنطقة، ان العثور على موقف لسيارة في منطقة الخالدية أضحى ''كالبحث عن الكنز الضائع''، فمشكلة المواقف أصبحت تشغل بال العديد من المواطنين والمقيمين، ما دفع البعض إلى التوقف في أماكن غير مسموح التوقف فيها، منها مواقف فوهات الحريق وفوق الأرصفة المخصصة للمشاة وفي منتصف الشارع، ما ساهم في ارتفاع عدد المخالفات المتعلقة بالوقوف في الممنوع· وللتغلب على هذه المشكلة يلجأ بعض القاطنين في منطقة الخالدية الى ركن سياراتهم ليلا في ساحة مسجد الشيخ زايد الاول، الا انهم فوجئوا مؤخرا بقرار يمنعهم من التوقف في الساحة، ما زاد من معاناتهم في البحث عن موقف لمدة تزيد عن الساعة في بعض الاوقات· ويقول عبدالله سعادة إن مشكلة عدم توفر مواقف السيارات أصبحت تؤرق الكثيرين لأنها أصبحت هما يوميا خاصة في أوقات الذروة في فصل الصيف، مشيرا إلى أن منطقة الخالدية تعتبر من أكثر المناطق ازدحاما لانها لا تحتوي على مواقف سفلية إضافة إلى أن سيارات الأجرة تستخدم أكثر من نصف المواقف الموجودة، نظرا لأن العديد من سائقي الأجرة يقطنون هذه المنطقة، الأمر الذي يتسبب في ازدياد معاناة سكان المنطقة· ويعتقد سعادة أن هناك مساحات واسعة موجودة في مناطق أبوظبي غير مستغلة بشكل صحيح ويمكن استخدامها في تنفيذ مواقف وسط الأحياء السكنية مثل منطقة الخالدية التي تعج بالسيارات ولا تكاد المواقف تكفي ثلث السكان· ويطالب سعادة بتوفير مواقف مدفوعة ولكن برسوم مخفضة في المناطق السكنية بشكل خاص، الأمر الذي سيعمل على رفع المعاناة عن السكان الذين قد يضطرون إلى إيقاف سياراتهم في مواقف فوهات الحريق والمخصصة للمعاقين، فيتحملون فوق ذلك غرامات مالية من المرور نتيجة وقوفهم في الممنوع· ويصف المقيم محمود جبريل خليل، عدم وجود الموقف بـ''الكارثة'' بالنسبة له ولأسرته على حد سواء، مشيراً إلى أن ذلك ''يخلق فوضى واختناقات مرورية خاصة وقت انتهاء دوام الموظفين، فضلا عن حدوث مشاكل تصل احيانا الى العراك، وأكد انهم على هذه الحالة ''منذ سنة ونصف السنة''· ويؤيده في هذا الرأي المقيم محمد رشدي الذي أكد أنه منذ فترة وهو يستعمل ساحة المسجد لركن سيارته، وذلك لصعوبة العثور على موقف قريب من مكان سكنه في منطقة الخالدية· ويؤكد رشدي أنه ''يجد معاناة حقيقية خلال بحثه عن موقف لسيارته، في ظل فوضى وعشوائية في عملية تنظيم المواقف، تصل لمدة تزيد عن نصف ساعة في اوقات المساء، مطالباً البلدية بـ''توفير مواقف ولو مدفوعة الاجرة للتغلب على هذه المعاناة''· ويقول أحد المصلين فضل عدم ذكر اسمه، إن ساحة المسجد تتحول في ساعات المساء الى مكان لممارسات ''غير أخلاقية'' من قبل بعض الشباب، ما يشكل انتهاكا صارخا لحرمة بيوت الله، بالاضافة الى ما تسببه هذه الممارسات من ازعاج للقاطنين بالقرب من المسجد· ويضيف ''أؤيد اغلاق ساحة المسجد امام هؤلاء الاشخاص، ولكن يجب اتخاذ خطوات وجراءات حازمة لردعهم، والحد من خطورتهم واستهتارهم غير المبرر''· ويشير المصدر في الهيئة العامة لشؤون الاسلامية والاوقاف، الى قيام هؤلاء بالتعدي على حمامات المسجد ''رجال، نساء'' وتكسير ابوابها لاستخدامها، ''وبالفعل وردتنا عدة شكاوى من السكان المجاورين للمسجد، والشرطة تبلغنا بذلك''· وقال المصدر ''يتم فتح الباب الرئيسي مقابل المجمع الثقافي'' لأي شخص يؤدي الصلاة، وذوي الاحتياجات الخاصة''، مشيرا الى انه بإمكان أي شخص استخدام الساحة شريطة المحافظة على الآداب العامة وعدم ازعاج السكان· واقترح المصدر استخدام بطاقة ذكية لكل شخص يدخل الساحة بالتنسيق مع حارس المسجد، أو تقديم مذكرة الى الهيئة العامة لشؤون الاسلامية والاوقاف، للوصول الى الحل الأمثل·