الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

صناعة الطيران تدرس سبل حماية الصندوق الأسود

صناعة الطيران تدرس سبل حماية الصندوق الأسود
27 أغسطس 2009 23:52
عندما تحطمت كل من طائرتي الايرباص الخاصة بشركة إيرفرانس وتلك التابعة لشركة الخطوط الجوية اليمنية غرق الصندوق الأسود لكلاهما في أعماق المحيط بحيث لم يتمكن المحققون من جمع البيانات أو التسجيلات الصوتية الخاصة بالكابينة أثناء الحادث. وبحلول الثاني من يوليو المنصرم أي الموعد الذي من المفترض فيه أن تصبح أجهزة التسجيلات المفقودة في رحلة إيرفرانس رقم 447 التي سقطت في المحيط الأطلنطي قد أكملت فترة الثلاثين يوماً لحياة البطارية، وتوقفت بذلك بالكامل عن العمل وإرسال الأصوات والإشارات الخاصة بتحديد موقع الطائرة، فقد سارعت شركة ايرباص للقول إنها تعكف على دراسة سبل جديدة تعمل على تقليل فرص فقدان البيانات البالغة الأهمية. وكما تقول ماري آن جريزين مدير الاتصالات في فرع شركة ايرباص بأميركا «إن هذه المشكلة أصبحت تشغل الصناعة في كامل أنحاء العالم بعد أن جعلت منها الحوادث الأخيرة تعتلي أجندة الشركات المصنعة». وحتى الآن فإن كل ما تم التعرف عليه بشأن تحطم طائرة الرحلة 447 التي توفي فيها 228 شخصاً أتى من الرسائل الأوتوماتيكية التي بعثت بها الطائرة إلى شركة إيرفرانس، وهي رسائل لا تستخدم في العادة لتزويد المحققين عن الحوادث بالمعلومات ولكنها تستخدم، وبشكل روتيني من قبل شركات الطيران، لأغراض تتعلق بعمليات الصيانة. وعندما تعبر طائرة أحد المحيطات وتصبح خارج مدى أجهزة الراديو لا يتم إرسال سوى المعلومات الأكثر أهمية عبر الأقمار الاصطناعية ذات التكلفة الباهظة والتي تحتاج إلى نطاق عريض. إلى ذلك فهناك العديد من العوامل بما فيها الأعداد المتزايدة للطائرات التي تبعث بهذه المعلومات في وقت واحد، أضف إلى ذلك حاجة الطائرات لخط سير واضح يساعدها على الارتباط بالأقمار الاصطناعية إلى جانب تكامل وسرية المعلومات المراد إرسالها، وتعتبر النقطة الأخيرة ذات أهمية خاصة بالنسبة للقباطنة الذين طالما عارضوا وجود كاميرات في داخل الكابينة، إذ يقول بول ماكارثي الذي يمثل الاتحاد الأميركي للطيارين في المنظمة الدولية للطيران المدني «ما الذي فعلناه حتى الآن بشأن حماية البيانات؟ إذا لم يتم حماية البيانات فإن عملية الإرسال سوف تصبح بمثابة غزو للخصوصية». وجميع هذه المشكلات ظلت محوراً للجدل ولسنوات طويلة في أوساط الصناعة، ولكن الاختلاف الآن أصبح يتركز في فقدان الاتصال بالرحلة رقم 447 وعدم القدرة على استعادة الصناديق السوداء لطائرة الايرباص اليمنية التي غرقت في مياه المحيط الهندي قبالة جزر كوموروس، وهو الأمر الذي بجعل التنفيذيين في الصناعة يعتقدون بأن هذه الطائرات التي تتكلف ملايين الدولارات يجب أن تتمتع بقدرات تكنولوجية أكبر بكثير مما تمتلكه الآن. وأشار بريان جلاهار مدير العلاقات العامة في شركة دي آر إس تيكنولوجيز في نيوجيرسي إلى أن شركته ظلت طوال فترة الـ25 عاماً الماضية تزود الطائرات العسكرية مثل طائرة الـF-18 وبعض طائرات الهليكوبتر التي تحمل عمال حقول النفط في بحر الشمال بأنواع من أجهزة التسجيل الخاصة بالبيانات على أن يتم تركيبها في خارج جسم الطائرة، وبمجرد أن تتحطم الطائرة فإن أجهزة التسجيل تطير بعيداً عن الطائرة وإذا ما غرقت الطائرة فإن هذه الأجهزة تطفو وتعوم على سطح الماء. ويقول جلاهار إن أجهزة تسجيل البيانات هذه قد تم استردادها جميعاً في كافة الحوادث البالغ عددها 110 حوادث شهدتها الطائرات العسكرية، ومضى يشير إلى أن شركة دي آر إس تعمل الآن بالتعاون مع الإدارة الأميركية للطيران ووزارة الأمن القومي من أجل السماح باستخدام هذه الأجهزة في الطائرات التجارية إلا أن العملية ما زالت تحتاج إلي وقت طويل. عن «إنترناشونال هيرالد تريبيون»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©