الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«مسجد الدليل» محطة المتسوقين في سوق الشارقة القديم

«مسجد الدليل» محطة المتسوقين في سوق الشارقة القديم
13 مايو 2010 19:53
كانت المساجد على مر العصور منارة العلم ومثابة العلماء، فهي للصلاة والتجمعات الدينية والتشريع والندوات، ألحقت بها المدارس والكتاتيب لتعليم الأبناء، ?ومن المساجد التي أنشئت بالشارقة قديماً وأعيد ترميمها وصيانتها وإعادتها لأداء أدوارها “مسجد الدليل” الذي يعد محطة لزائري السوق القديم بالشارقة. على رائحة الماضي نتذكر هذا المسجد الصغير الذي كان يشهد ازدحاماً كبيراً من المتسوقين والمارة، وما إن يحين موعد الصلاة حتى يتهافت عليه الصغير والكبير لأداء الفريضة، ورغم مساحته الصغيرة إلا إن البعض كان يفضل قراءة القرآن فيه، أو التقاط صور تذكارية بجانبه باعتباره المسجد الوحيد الذي تؤدى فيه الصلاة آنذاك. لكن ما يشعرنا بالحنين إلى الماضي أن مسجد الدليل الذي يتجاوز عمره عشرات السنين مازال يلوح بذكريات الماضي، مقلبا حكايات وروايات محفورة في قلب كل من جلس في هذا المكان لندوة دينية أو محاضرة علمية أو صلاة ، وبرغم الحداثة والتغيير اللذين طرآ في محيطه من مبان شاهقة طمست معالم المباني القديمة، لكن ما إن تقام الصلاة حتى تتوقف معاملات البيع والشراء والمفاصلة وتتسارع الخطوات تلبية لنداء الصلاة فيعج بالمصلين من النساء والرجال وحتى كبار السن. يتألف مسجد الدليل حسب التخطيط الحالي من بيت الصلاة في الطابق الأرضي وهو القسم الخاص بالرجال، وبيت صلاة في نصف الطابق الأول وهو مخصص للنساء، ونجد أيضا المحراب المجوف القديم للطابق الأرضي ?والذي يستمر حتى الطابق الأول، ويوجد سلم خارجي يلاصق جدار المسجد الشرقي. كما يخلو المسجد من صحن الوسط ولا يوجد أثر لمئذنة أو مرتفع للأذان، وغالباً ما كان يؤذن من فوق سطح المسجد إلى أن انتشرت مكبرات الصوت، فأصبح السوق القديم يصدح بالأذان الذي ينطلق من قلب مسجد الدليل. كذلك في تخطيطه المستطيل حالياً لا يوجد فيه المؤخرة أو المجنبات لعدم وجود صحن مكشوف، ولبيت الصلاة مدخلان في نهاية ضلعيه الشمالي والجنوبي. ولو عدنا إلى التاريخ الإسلامي لوجدنا أن أول عمل قام به الرسول صلى الله عليه وسلم عند هجرته إلى المدينة هو بناء مسجد للمسلمين في ‘’مــربد التمر’’ المكان الذي حطت فيه ناقته، وكان بنــاؤه بدائياً بسيطاً باللبن وجذوع وسعف النخيل، بالرغم من أهمية المساجد التي لم يكن دورها مقصوراً على العبادة فقط وإنما لتسيير شؤون البلاد والحكم. ومع الفتوحات الإسلامية والاحتكاك بالشعوب الأخرى تطورت العمارة الإسلامية واقتبس المسلمون منها ما يلائم دينهم وطبيعة البيئة المحيطة بهم، فقد استخدمت الأشكال الهندسية المربعة والمثلثة والمستديرة، واتخذ المسلمون من الخطوط العربية أداة للزخرفة في تزيين المساجد. الجدير ذكره ان المسجد كان يعرف “بمسجد الدليل” نسبة إلى مشيده الذي يعرف عنه أنه من عائلة الدليل، وهو كان يشرف على أعمال صيد اللؤلؤ وله عديد من السفن في الخليج وكان يتبرع بنصف أرباح السفينة التي تعود سالمة من السفر لبناء المساجد.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©