الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مسلسلات رمضان

27 أغسطس 2009 23:58
هلَّ شهر الخير والبركات، وبحلوله هلَّت المسلسلات والبرامج والفوازير، لدرجة أصبح بثها على القنوات الفضائية يعني الإعلان الرسمي والشعبي لدخول الشهر الكريم، خاصة بعد شتات المسلمين بين تحديد الأهلة واختلافهم حول بداية الشهر. المذهل هذا العام، أن عدد المسلسلات الرمضانية يفوق، بشكل ملحوظ، عددها العام الماضي من حيث الكم والكيف، وهذا يدل على أن سوق إنتاج البرامج التلفزيونية في عالمنا العربي (اللهم لا حسد) لم ينتكس كما حدث مع أسواق عالمية لها السبق والريادة العالمية في مجال إنتاج البرامج والمسلسلات التلفزيونية. حالة الذهول التي أصبنا بها ليست على مستوى الإنتاج فقط، بل امتدت لمستويات أخرى شملت الانحدار في ما تقدمه تلك المسلسلات من مشاهد تخاطب معدة الصائم وتشتت ذهنه عبر فقرات راقصة وأخرى تحوي عبارات فاضحة ومشاهد يستحيي الشخص من ذكرها ورؤيتها في بقية أشهر السنة فما بالنا نراها في شهر العبادة. من تلك المسلسلات مسلسل خليجي ركزت بطلاته على التحدي هذا الموسم بلبس البناطيل المرصصة على أجسادهن متحديات بذلك قيم مجتمعاتنا الخليجية المحافظة، وقد وضعن على وجوهن طبقات من مكياج تعادل الطبقات التي اعتلت الكرة الأرضية منذ أن خلق الله آدم إلى يومنا هذا. ولم تكن حال المسلسلات التاريخية بأفضل، فقد خرجت من دورها في تقديم المعلومة الصحيحة واتجهت إلى طرفة (الجمهور عاوز كدة)، فاتجهت إلى تقديم الحقائق التاريخية بقالب مبتذل، فركزت على تقديم الممثلات وكأنهن ذاهبات لحفلة مرتديات ملابس خفيفة وشبه عارية رغم أن طبيعة المجتمع الجاهلي الذي تستمد منه القصة أحداثها يرفض الوصول لهذا الانحدار في الذوق والاحتشام. أما المسلسلات العربية الأخرى، فأغلبها ركز على حفلات الرقص، والصداقات المحرمة بهدف عكس سلوكيات شريحة ضالة من شرائح المجتمعات العربية ناسفين حرمة الشهر الفضيل، وحرمة الشريحة الأكبر والتي ترفض مثل هذه السلوكيات غير اللائقة. هنا لا يسعنا سوى تقديم العزاء للمشاهد العربي الذي أُجبر على متابعة التفاهات؛ لأن شركات الإنتاج العربية أفلست فكرياً ورقابياً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©