الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فتيات ينثرن الإكسسوارات على عباءاتهن بخفة يد العارف

فتيات ينثرن الإكسسوارات على عباءاتهن بخفة يد العارف
13 مايو 2010 19:54
تفضّل فتيات يتميزن بارتداء عباءات لافتة عدم الإفصاح عن المكان الذي يشترين منه الإكسسوارات التي تزين العباءة لينعمن بالتفرد، حتى وإن سئلن يضللن صديقاتهن، هذا إذا لم يرفضن الإجابة، معللات بأن التميز هدف يسعين إلى تحقيقه في المظهر عن طريق امتلاك إكسسوارات غير شائعة في سوق الجاهز، حيث بذلن الوقت والجهد في البحث عنها في الأسواق. من تعرف خبايا وأسرار أماكن الأكسسوارات التي تميّز عباءات الفتيات عن العباءات الجاهزة في السوق، لا تشير إلى السبيل بسهولة، فهذا فن اعتمدته الفتيات من أجل أن يتميزن عن أترابهن و»ربيعاتهن» وليس لأن تلحق الأخريات بهنّ ويقلدنهنّ فتضيع خصوصية المظهر ويغيب تفرد اللباس. حب التميز تقول سلوى علي: «حبي للتميز في عباءاتي دفعني إلى البحث عن المحال التي تزود الخياطين بالإكسسوارات المميزة، وبالطبع تعذبت حتى رصدت هذه الأماكن بعد أن حاولت واحدة من معارفي أعجبني التصميم على فستانها أن (تتوهني) عن المكان الذي اشترت منه الإكسسوار». وتضيف ضاحكة «لاتزال الفتيات يقدمن على هذه الحركات كي لا تعرف الواحدة سبيل الأخرى». وتعترف علي بأنها، وإن كانت من اللواتي يرشدن صديقاتهن وزميلاتهن إلى محال الإكسسوارات، فإنها «تشترط عليهنّ عدم ارتداء الزي بالإكسسوار ذاته إلا بعد أن تكون قد ارتدته هي أولاً، فللعباءة إذا كانت مميزة سطوتها على المكان ومن خلالها تتميّز الفتاة». ويشير باركاس هامليتا، بائع أقمشة في سوق الأقمشة في أبوظبي (السوق الهندي سابقاً)، إلى أن السوق الهندي تغيّر في أبوظبي ولم تعد المحال متجمعة في مكان واحد وبات من الصعب الاستدلال على الأماكن. ويقول إن من يشتري الأقمشة المعروفة بـ«الساري» الهندي لا يلجأ إلى الإكسسوارات؛ لأن «الساري» مزين بالألوان والرسوم التي تغني عن الإكسسوارات، أما شراء أقمشة للعباءة فلا بد أن يستتبع بإكسسوارات للتميّز، لافتاً إلى أن هناك أقمشة تأتي مشكوكة بالخرز أو الكريستال مسبقاً، وهي تصلح لفساتين السهرات والمناسبات. أشكال ألوان يشير البائع محمد أيوب إلى وجود سوق متخصص بالإكسسوارات في دبي يستوردون منها حاجتهم ومن ثم يأتي البائعون أصحاب محال الإكسسوار من إمارات مختلفة للتزود ببضائع تخدم الخياطين والنساء اللاتي يعرفن أسرار التميز من خلال إنجاز عباءاتهن بأنفسهنّ. وفي ذلك توفير، كما يشير أيوب؛ لأن «الخياط يشتري الإكسسوارات، لكنه يبيعها بالتصميم الذي ابتدعه وتفنّن به، فيما لا تدفع الفتاة إلا ثمن الإكسسوار؛ لأنها هي التي تتفنن في إنجاز فساتينها وعباءاتها». وفي محل الإكسسوارات، تنقسم الفئات إلى أركان، فهناك الكريستال والزجاج واللؤلؤ الصناعي المقطع والمكوي، والترتر والدانتيل. وثمة الإكسسوارات المعدنية بمختلف الأشكال والألوان، الفضية والذهبية والنحاسية، التي لا تحتاج إلى إلصاقها بالأثواب أو حياكتها، إذ يكفي «كبسها على القماش». ويصر الخياط إيرني دي آزيس على أنه «لا بد للفتاة كي تبدو متميزة من اللجوء إلى الخياط؛ لأنه لا يحيك لها فستاناً أو عباءة تشبه ما قد تجده الأخريات جاهزاً في الأسواق». ويشير إلى أن «الإكسسوارات تزيد مع العباءات؛ لأن غالبية العباءات تبدو متشابهة، فيبقى للفتاة المجال للتفنّن بتصاميم الإكسسوارات التي تضعها على الأكمام والأطراف، كما على أطراف الشيلة». ويؤكد أن المحل يحتوي على كل المتطلبات في مجال الحياكة والإكسسوارات، ويُبرز من تحت الطاولة الزجاجية أنواعاً متعددة من الإكسسوارات، ويقول إن جل زبائنه «من الخياطين والفتيات». ويضيف «الفتيات يهتممن بأثوابهن وبأثواب العائلة من شقيقات وأشقاء وأولاد وزوج، وهن يعرفن كيف يتفننّ بتزيين ملابسهن من فساتين وعباءات فيتميّزن عن سواهنّ». توفير في المصاريف يلاحظ باركاس هامليتا أن الصبايا اللواتي يعرفن كيف يتميزن عن سواهن في الإكسسوارات، يعرفن أحياناً أسرار المهنة أكثر من الخياطين، حتى لو كنّ غير محترفات، وهي مجرد هواية أو حب للتذوق والتميز عن الآخرين بالنسبة إليهنّ. ويقول «أنا لا أعرف أين تذهب المرأة بعد شرائها الأقمشة من عندي، فربما تذهب بها إلى خياط وربما تحيكها بنفسها، ولكنني ألاحظ تميّز عباءات البعض منهنّ من خلال عدم وجود شبيه لتصاميم الإكسسوارات عليها في السوق». واللجوء إلى شراء الإكسسوارات لا يعود إلى حب التفنن والتميز وحسب، فهو، بقصد أو بغير قصد، توفير في المصاريف على الأثواب، إذ يختلف ثمن العباءة المطرزة أو بإكسسوارات معيّنة من الخياط إلى محال الألبسة الجاهزة إلى تلك المصممة بإكسسواراتها في المنازل. وتشير علي إلى أنها رأت فرقاً في الثمن بين بعض الخياطين وسواهم، حتى لو كانت الجودة في الحياكة والتصميم واحدة، وراعها أن أحد الخياطين طلب مبلغاً «خيالياً» لإنجاز فستان (15 ألف درهم) فلجأت إلى خياطٍ ثانٍ لإنجازه بنوع القماش وبالإكسسوارات نفسها ليكلّفها ثلاثة آلاف درهم فقط. ناهيك عن العباءات التي تبرع علي في تزيينها بأجمل الإكسسوارات، والتي تصفها صاحباتها بأنها «فنانة في هذا المجال»، وذلك لأنها تهوى التميّز. أما الوقت الذي تخصصه لهذا التميز فهو في الليل حين يخلد أولادها الخمسة إلى النوم، فتستغل الهدوء الذي يعمّ المنزل لتجلس وتتمتع بوضع إكسسوارات اختارتها بنفسها من السوق المخصص لها، مبتدعة أشكالاً ومزجاً جديداً للألوان تسألها صاحباتها عنه فلا تتردّد في الإشارة إليه. إنما بشرط ألا يقمن بتقليد ما صنعته يداها وارتدائه قبل أن يتسنى لها ارتداء التصميم في المرة الأولى.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©