الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الديوك».. الصياح في الدقائق القاتلة!

«الديوك».. الصياح في الدقائق القاتلة!
23 يونيو 2016 22:20
أبوظبي (الاتحاد) خرجت الهجمات المنظمة بـ«نصيب الأسد» في إحراز الأهداف بالبطولة، وهو ما حدث في 55 هدفاً بنسبة 80% تقريباً، في حين شكلت الهجمات المرتدة نسبة 20% عبر تسجيل 14 هدفاً، وهو أمر منطقي لأن لعب الهجمات المرتدة العكسية السريعة ليس هو الأسلوب السائد في طريقة أداء أغلب المنتخبات الأوروبية، إلا أن زاوية أخرى يمكن تناول الأمر من خلالها عندما نقرأ الإحصائيات التي تشير إلى تسجيل 35 هدفاً عبر هجمات مررت فيها الكرة بعدد مرات أقل من 3 تمريرات، مقابل 34 هدفاً بهجمات زاد فيها عدد التمريرات عن 3. وهنا تبرز المقارنة بين أساليب الهجمة المنظمة السريعة والهجمة المرتدة العكسية، ولعل الأمر سيحتاج إلى دراسة حقيقية تجمع بين هذه المعدلات التهديفية وبين مقاييس الأوزان والسرعات للاعبين، المهمة للغاية في الكرة الأوروبية المتقدمة بحق. ومع استعراض الإحصائيات الخاصة بالأهداف، المسجلة والمستقبلة، على صعيد المنتخبات، نجد أن منتخبات كرواتيا وبولندا وسويسرا وآيسلندا، أحرز كل منها هدفين حاسمين كأكثر المنتخبات فعلاً لذلك، لكن اللافت للنظر أن منتخب بولندا سجل إجمالاً في الدور الأول هدفين فقط، منحاه 6 نقاط كاملة، وهو ما تكرر بشكل قريب مع المنتخب السويسري الذي أحرز هو الآخر هدفين أيضاً، فاز بأحدهما، وتعادل بالثاني وتأهل إلى الدور التالي. على صعيد توقيت إحراز الأهداف، فقد برزت قدرة المنتخب الويلزي على إحراز أهداف في توقيت مبكر، وهو المنتخب الوحيد الذي سجل هدفين في ربع الساعة الأول من عمر المباريات، من إجمالي 5 أهداف في الدور الأول، في حين كان منتخب كرواتيا هو الأكثر تهديفاً في نهاية الشوط الأول «3 أهداف»، أما بولندا والمجر، فقد سجل كل منهما هدفين مع بداية انطلاق الشوط الثاني، وهما الأغزر في ذلك، بينما كانت «الديوك الفرنسية» هي الأكثر صياحاً في الدقائق الأخيرة القاتلة، وسجل أصحاب الأرض 3 أهداف في آخر ربع ساعة من عمر المباريات أو فيما بعد الـ90. منتخبا بلجيكا وآيسلندا، سجل كل منهما 3 أهداف عبر الجناح الأيمن، في حين كانت الجبهة اليسرى لكل من إسبانيا وكرواتيا هي الأغزر مساندة في إحراز الأهداف، وأحرز كل منهما 3 أهداف عبر تلك الجبهة، أما الهجوم عبر العمق فكان المنتخب المجري ومعه الفريق الويلزي هما الأكثر استغلالاً له، وهز كلاهما الشباك 4 مرات عبر تلك الجبهة الهجومية. الماتادور الإسباني، حامل اللقب الأوروبي في آخر نسختين من بطولة اليورو، أحرز كل أهدافه الخمسة من داخل منطقة جزاء منافسيه، وهو الأكثر توغلاً وتسجيلاً للأهداف بهذه الطريقة، حيث سجل هدفين من داخل منطقة الـ6 ياردات، في حين كانت المجر الأكثر توازناً وجمعاً لمهارات اختراق منطقة الجزاء أو التسديد من خارجها، وأحرز المجر 3 أهداف من داخل المنطقة و3 من خارجها. المنتخبان الفرنسي والإسباني، هما الأكثر إجادة لألعاب الهواء على المستوى الهجومي، وسجل كل منهما هدفين بالرأس، وبرزت مهارات أصحاب الأقدام اليسرى في منتخب ويلز، خاصة جاريث بيل، بعد تسجيلهم لخمسة أهداف من إجمالي ستة عبر لاعب أعسر. وأحرزت إسبانيا، والمجر، وكرواتيا، خمسة أهداف لكل منها عبر هجمات منظمة، بينما سجلت سويسرا هدفيها في الدور الأول عبر ركلتين ركنيتين، وأحرزت رومانيا هدفين بركلتي جزاء، كما هز المنتخب الويلزي الشباك مرتين عبر ركلتين حرتين مباشرتين من خارج منطقة الجزاء. المنتخب الإسباني سجل أهدافه الخمسة كلها عبر هجمات منظمة، وهو ما يتماشى تماماً مع تكتيكه الفني المعروف المعتمد على الاستحواذ والتمرير والهجوم المنظم الهادئ المستمر، في حين كان المنتخب الكرواتي هو الأفضل والأبرز في استغلال الهجمات المرتدة وسجل عبرها ثلاثة أهداف، تشكل 60% من أهدافه في الدور الأول. وفيما يخص الأهداف التي جاءت عبر الهجمات السريعة من تمريرات أقل من العدد 3، يظهر منتخب المجر بشكل مميز للغاية بعدما سجل خمسة أهداف بهذه الطريقة، يليه المنتخب الويلزي بـ4 أهداف، ولعل الركلات الثابتة وحسن التصرف فيها هو أحد الأسباب المهمة لذلك، كما أن المنتخبين هما الأكثر استفادة من أخطاء الحراس القاتلة، وتكرر الأمر مرتين مع كليهما، وبالطبع فإن المنتخب الإسباني هو الأكثر تسجيلاً للأهداف عبر هجمات تجاوز فيها عدد التمريرات الرقم 3، وسجل «الماتادور» كل أهدافه بهذه الطريقة. أما من الناحية الدفاعية، كانت شباك المنتخب الروماني هي الأكثر استقبالاً للأهداف الحاسمة التي خسر بها مباراتين وتعادل في واحدة، وتعرض المنتخب التركي لاهتزاز شباكه ثلاث مرات في نهاية الشوط الأول وقبل خروجه للراحة بين الشوطين، في انعكاس واضح لحالة لاعبيه وقلة تركيزهم في تلك البطولة، أما البرتغال فيبدو أن «السليساو» لا يجيدون تنفيذ تعليمات مدربهم، أو ربما لم تكن التعليمات فعالة أو واضحة لهم، بعدما اهتزت شباكهم 3 مرات في ربع الساعة الأول من الشوط الثاني، أما المنتخب النمساوي فقد مني مرماه بثلاثة أهداف مع نهاية المباريات، بينما تلقت الشباك الأوكرانية هدفين بعد الدقيقة 90! الجبهة اليسرى الدفاعية لدى أوكرانيا كانت الأسوأ بعدما تسببت في اهتزاز شباكهم ثلاث مرات، وهو ما تكرر مع جمهورية أيرلندا أيضاً، في حين كانت الجبهة اليمنى الدفاعية هي المتسبب الأول في خسارة المنتخب الإسباني أمام كرواتيا بهدفين، وكذلك مني مرمى ويلز بهدفين بسبب تلك الجبهة، إلا أن سوء تغطية الظهير الأيمن لدى المنتخب الروسي والمنطقة التي تقبع خلفه وبين قلب دفاعه، فقد كانت الثغرة القاتلة التي أودت بـ«الدب الثلجي» في 5 مناسبات كل منها كان هدفاً، وكذلك الأمر مع قلب دفاع تركيا والتشيك في ثلاثة أهداف سكنت شباكهما. روسيا، أوكرانيا والتشيك، سكن مرمى كل منهم 5 أهداف من داخل منطقة الجزاء، وهو ما يعكس سهولة اختراق دفاعاتهم والتوغل حتى أخطر مناطق الدفاع لديهم، أما دفاع المنتخب البرتغالي وخط وسطه المدافع، لم يقدم الضغط المطلوب على مسددي الكرات بعيدة المدى من المنافسين، واستقبلت الشباك البرتغالية 3 أهداف بسبب هذا الأمر. وكان عدم إجادة الدفاع التعامل مع الألعاب الهوائية لدى كل من رومانيا، أوكرانيا، ألبانيا، وجمهورية أيرلندا، وتسبب في استقبالها لهدفين بهذه الطريقة، وفشلت دفاعات 5 منتخبات في إيقاف الألعاب المتحركة من المنافسين التي نتج عنها اهتزاز شباكها 4 مرات، وهى منتخبات أيرلندا، تركيا، التشيك، روسيا، والنمسا، في حين استقبلت روسيا أيضاً، ومعها أوكرانيا والمجر، هدفين عبر ركلات ثابتة، ورقم سلبي جديد لدفاع أوكرانيا الذي تلقى هدفين عبر ركلتين حرتين غير مباشرتين. خمسة منتخبات أيضاً اهتزت شباكها 4 مرات عبر هجمات منظمة، وهي البرتغال، المجر، أوكرانيا، تركيا، ورومانيا، في حين بدا أن ارتفاع معدلات الأعمار مع متوسط أوزان اللاعبين وقلة الرشاقة والسرعة هي أسباب استقبال كل من روسيا، التشيك والنمسا، لثلاثة أهداف عبر هجمات مرتدة عكسية لم يقابلها ارتداد دفاعي في الوقت المناسب. المنتخب الروسي تعرض مرماه لخمسة إصابات عبر هجمات سريعة ذات عدد أقل من 3 تمريرات، وهو ما يسير على السياق السابق ذكره ويؤكده، بينما اختفى الضغط التركي والتمركز الصحيح ليتسبب في 4 أهداف سكنت شباكهم بعد هجمات هادئة منظمة بتمريرات تجاوزت الرقم 3، وبالطبع كان النصيب الأكبر في هذا للإسبان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©