الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سعيد الظاهري يشارك في الحفاظ على مظهر مدينة العين

سعيد الظاهري يشارك في الحفاظ على مظهر مدينة العين
20 مارس 2012
العين (الاتحاد) - على الرغم أن الشاب المواطن سعيد الظاهري لم يكمل تعليمه الجامعي إلا أنه استطاع أن ينجح في عمله ويثبت جدارته فيه، حيث يعمل الظاهري منذ 10 سنوات في بلدية مدينة العين تنقل خلالها بين عدة وظائف كان آخرها شغله منصب نائب رئيس المنطقة الجنوبية، بالإضافة إلى عمله مراقباً في إدارة الصحة العامة بالبلدية. المشوار المهني عن مشواره المهني في بلدية مدينة العين، يقول الظاهري (28 سنة) «بدأت العمل مفتش حدائق في إدارة الحدائق والمتنزهات ببلدية العين وكنت حينها في الثامنة عشرة من عمري، وبقيت في وظيفتي هذه مدة 4 سنوات ونصف السنة، انتقلت بعدها إلى إدارة الصحة العامة في قسم شؤون الموظفين لأعمل بوظيفة إدارية تتعلق بتخليص إجراءات إجازات الموظفين ونحو ذلك، وبعد ثلاث سنوات انتقلت إلى مسمى وظيفي آخر في نفس الإدارة وهو مراقب في المنطقة الجنوبية، والتي تشمل مناطق عدة بمدينة العين وهي المنطقة الصناعية وزاخر وقريح وشعيبة والخالدية والعقابية والعين الفايضة ونعمة وشعاب الأشخر». وحول طبيعة عمله كمراقب في إدارة الصحة العامة ببلدية العين، يوضح الظاهري «مهنة المراقب ليست من المهن السهلة، حيث إنه كما يكتسب المراقب عداوات من خلال عمله وتطبيقه القوانين على الناس، يكتسب أيضا صداقات فهناك الكثير من الناس الذين يقدرون عمله وأهمية دوره الذي يؤديه لخدمة المجتمع فهو سبب من الأسباب التي تحفظ بها المجتمعات من الفوضى ويمنع تفشي الأمراض التي سببها انعدام النظافة أو التقصير في أحد جوانبها». ويقول «مارست عمل المراقب في إدارة الصحة العامة منذ عام 2006، ضمن فريق متكامل من المراقبين لكل منهم مهامه والمناطق التي يراقبها أو يفتشها، فهناك مراقبون مسؤولون عن التفتيش على الرخص التجارية، وآخرون مختصون بمراقبة سكن العزاب، وبعضهم لمراقبة المسالخ وهكذا». ويضيف «يتمثل دوري في الرقابة على السيارات المعروضة للبيع والمتوقفة لفترة طويلة، حيث أقوم بجولة ميدانية منذ بداية الدوام وحتى نهايته أتجول فيها بالسيارة في المنطقة الجنوبية للكشف عن تواجد هذه السيارات ووقوفها في الشوارع الداخلية أو الخارجية لتلك المناطق، وأتعرف عليها إما عبر الشكوى التي ترد إلى البلدية من أصحاب المحلات أو الناس بوجه عام عن وجود سيارة معينة تقف منذ فترة زمنية طويلة في مكان ما وتسبب ضيقا لهم أو تحتل مكان اصطفاف خاصا بهم وتعيق حركتهم، وهنا أتوجه مباشرة لها للكشف عنها، وقد يكون الأمر بدون وصول أي شكوى بل من خلال الجولة الميدانية اليومية التي أقوم بها للكشف عن السيارات الواقفة لفترة طويلة في أماكن غير مخصصة للاصطفاف الدائم، وما يساعدني في التعرف عليها وجود غبار كثيف عليها أو عطل في عجلاتها أو وجود لائحة مكتوب عليها للبيع مع رقم صاحبها». «حضوري» و «غيابي» يعلل الظاهري سبب وقوف السيارات لفترات طويلة بأن أصحابها يودون عرضها للبيع فيتقصدون إيقافها في أماكن بارزة للفت أنظار المارين، إلا أن صفها في شارع عام أو بالقرب من الدوار يعيق حركة السير المرورية ويشوه الوجه الحضاري للمدينة، كما يسهم بذلك أولئك الذين يسافرون خارج الدولة ولا يجدون أماكن لاصطفاف سياراتهم فيتركونها في أماكن غير مخصصة للاصطفاف الدائم». وحول ما يقوم به تجاه تلك السيارات، يقول «إذا كانت السيارة معروضة للبيع وعليها رقم صاحبها أبادر إلى الاتصال به وتحذيره بضرورة إزالتها، وإذا لم يستجب أضع له إعلانا ألصقه على السيارة ليعلم صاحبها بضرورة إزالتها، وبعد مرور يومين إذا لم تزل السيارة من مكانها أبلغ الإدارة ليتم تحميل هذه السيارة على متن ونش متخصص بنقل المركبات إلى ساحة حجز المركبات في مقر البلدية نفسه». وقبل نقل السيارة يقوم الظاهري على حد تعبيره بتسجيل بيانات السيارة ونوعها ورقمها وحالتها كوجود حادث أو ضربة متعرضة لها أم لا، ولدى وصولها إلى البلدية يستلمها مراقب آخر ويسلمه سعيد البيانات التي سجلها عن السيارة قبل نقلها لضمان عدم تعرضها لأي ضرر أثناء النقل، ومن ثم تسجل كل هذه البيانات من قبل موظف آخر على شاشة الحاسوب، لحين حضور صاحبها لاستلامها ودفع غرامة مالية. ويوضح «مخالفة السيارات الواقفة في غير الأماكن المخصصة للاصطفاف الدائم تتم على نوعين إما حضوريا أو غيابيا فالشاحنات الكبيرة والونشات التي تقف على الأغلب في الصناعية أي في المناطق غير المخصصة لاصطفافها يتم إجراء تعميم ومخالفة لأصحابها غيابيا، ولا يتم نقلها إلى ساحة حجز المركبات كما نفعل مع السيارات الصغيرة». تطور المهنة يلفت الظاهري إلى أنه لا يقوم بالتفتيش على السيارات فقط، بل يشترك مع زملائه المراقبين في التفتيش على بعض صالونات الحلاقة والمحلات التجارية وشركات النظافة والبائعين المتجولين، إذ يقومون بالتأكد من خلال عملهم من التزام تلك الصالونات بالاشتراطات الصحية التي وضعتها البلدية لضمان صحة المتعاملين معهم حيث يوجد لكل صالون دفتر خاص لتقييمه ومجموعة من البنود التي يقيس المراقب مدى استيفائه لشروطها أم لا ويتم التقييم بصورة شهرية، في السياق ذاته، يوضح الظاهري «عبر جولاتنا في الشوارع نراقب نظافتها ومدى التزام الشركات المسؤولة عن النظافة في ذلك ونحاسبها على أي تقصير، وكذلك شركات المقاولات نقوم بمحاسبتها على وجود أي تجاوز في طريقة تخلصها من مخلفات البناء». ويؤكد الظاهري أن مهنة المراقبين تطورت عما كانت عليه في السابق حيث أصبحت أكثر دقة مما كانت عليه وذلك بزيادة بنود التقييم والاشتراطات الصحية التي تضيفها البلدية بين وقت وآخر لحفظ سلامة الناس والمحافظة على النظافة في كل مكان، كذلك الأمر بدخول الكمبيوتر إلى هذه المهنة إذ أصبحت بيانات السيارات المخالفة وأصحابها توثق على الحاسوب بعد نقل السيارة من مكان اصطفافها الخاطئ إلى ساحة حجز المركبات بالبلدية فصارت المهنة أكثر انضباطا وانتظاما. وما يؤشر على أن الظاهري ناجح في عمله تسليمه مهاما جديدة إلى جانب عمله كمراقب عبر ترقيته ليصبح نائب رئيس المنطقة الجنوبية، والتي بموجبها يتفقد عمل المراقبين ومدى التزامهم بعملهم، فضلا عن عدم ورود شكاوى عليه فالمراقبون معرضون لحدوث مشاحنات بينهم وبين الناس الذين يخالفونهم. إلى ذلك، يقول «يختلف الناس بطباعهم وأسلوب تعاملهم ونفسياتهم فبعضهم يتقبل المخالفة ويتجاوب معه وبعضهم يتمرد ويعاند ومنهم للأسف يشتم المراقب ويتعدى عليه بالسب وبالأيدي أيضا لدرجة تستدعي تدخل الشرطة، ما يعني أنه على المراقب أن يكون صبورا ويحسن التعامل مع الناس وإقناعهم بالخطأ الذي ارتكبوه»، ويؤكد «هذه المهنة تتطلب استيعاب الناس وامتصاص غضبهم لذلك تحرص البلدية بصورة مستمرة إلى إخضاع المراقبين لدورات تدريبية تعلمهم كيف يتعاملون مع الناس ويتجنبون حدوث صدامات معهم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©