السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تكريم وتشريف

تكريم وتشريف
28 أغسطس 2009 00:08
في مستهل رمضان تتردد على ألسنة المسلمين تلك الآية العظيمة الكريمة التي يشعر المؤمنون خلالها تكريما وتشريفا ورفعة بنداء موجه إليهم من رب العالمين «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون» كثيرا ما نقرأ هذه الآية ولعلي أقف مع هذه الآية الكريمة لنرى مدى فضل الله علينا أن خاطبنا بهذا النداء. فإلى مقامات التشريف والتكريم أولا: النداء بوصف الإيمان ولا يكون إلا لمن ارتضاهم الله عز وجل وأحبهم وكفى شرفاً أن تكون ممن أحبك الله واصطفاك ونداهم الله بهذا الوصف لتعظيمهم الأمر من الله ولسرعة استجابتهم لطاعته ثانيا: في الصيام تكريم للصائمين المخلصين وسأضرب مثلا من واقع دنيانا لكل بيت غرفا أعدت لاستقبال الضيوف وعادة يتكلف صاحب المنزل بجعل تلك الغرف جميلة المنظر ويبتدأ ذلك من الباب إعلانا بمقام الداخل. وانظر في سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ترى كيف اعد الله مدخلا في جنة فيها ملا عين رأت ولا أذن سمعت ولاخطر على قلب بشر. عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( في الجنّة ثمانية أبواب ، فيها باب يُسمى الريّان ، لا يدخله إلا الصائمون ) رواه البخاري ، وزاد النسائي : ( فإذا دخل آخرهم أُغلق ، من دخل فيه شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدا) . بل لم يقتصر الفضل عند هذا التكريم قال صلى الله عليه وسلم فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الجنة ، وغُلّقت أبواب النار ، وصُفّدت الشياطين ) رواه مسلم ثالثا: لا يمكن للكلمات أن تصف مقدار التكريم والتشريف في هذا الحديث النبوي عن الرسول صلى الله عليه وسلم ( كل عمل ابن آدم يضاعف ، الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف ، قال الله تعالى : إلا الصوم ، فإنه لي وأنا أجزي به ، يدع شهوته وطعامه من أجلي ؛ للصائم فرحتان : فرحة عند فطره ، وفرحة عند لقاء ربه ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ) رواه مسلم. رابعا: يقول الله تعالى في ختام الآية لعلكم تتقون وهنا تشريف آخر بأن يصل المؤمن لتلك الدرجة التي هي وصية الله للأولين والآخرين قال تعالى:(ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله) وهي التي لا يتقبل الله عملا إلا من أهلها قال تعالى:(إنما يتقبل الله من المتقين). ولقد كان نبينا صلى الله عليه وسلم يدعو بهذا الدعاء عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو، فيقول: اللهم إني أسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى» رواه مسلم ومن كان مؤمنا تقيا كان وليا قال الله تعالى‏»‏أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ). فكان لابد لنا أن نحظى بهذا التشريف والتكريم بأن نكون من المسارعين المتسابقين في التقرب إليه في هذا الشهر العظيم.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©