الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

بين الثقافة والرياضة

12 مايو 2017 21:59
«اتفاقية بين كتّاب رأس الخيمة ونادي التعاون الثقافي الرياضي»، نجتزئ هذا العنوان الصادر عن صحيفة الاتحاد (ثقافة) الأحد الماضي، لنلقي الضوء على مبادرة نوعية دشنها الأخوة في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع «رأس الخيمة» ضمن مبادرات وأنشطة عديدة لتفعيل دور الثقافة وشركائها الرئيسيين، ومنهم الأندية الرياضية. لا نقول بأن المبادرة جديدة علينا في الإمارات، أو إن الأخوة في الاتحاد يدعون بأنهم سيفعلون ما لم يفعله غيرهم، ولكن مثل هذه المبادرة الجادة كما نعرف عن أخوتنا من المثقفين في إمارة رأس الخيمة، تأتي بعدما كدنا ننسى مرحلة السبعينيات وحتى ماقبلها ومنتصف الثمانينيات تقريباً، عندما كانت الأندية الرياضية في كل الإمارات شريكة الثقافة في نشر الوعي وفي تعريف الناس، ولاسيما الشباب بمسؤولياتهم الاجتماعية. كنا كذلك قبل أن ينفرط العقد، عندما تحول النادي إلى كرة عملاقة تحلق بعيداً، وبتنا أمام مفترق طرق وفقدت الثقافة أحد أهم أذرعتها الفاعلة. لذا فعندما تأتي مبادرة للتأليف بين المؤسستين ولإعادة التوازن إلى حياتنا الاجتماعية على نحو يفي بمتطلبات المرحلة الحالية، فهي لابد وأن تكون موضع ترحيب. كما أن أهمية أن تأتي مبادرة إحياء هذه الشراكة تكمن في أنها تستهدف شبابنا في المقام الأول، شباب الإمارات ذكوراً وإناثاً، وهم الذين نفتخر بهم، ونؤكد أنهم يدركون المسؤولية تجاه مجتمعهم، ويعون أن مؤسساتنا الثقافية والرياضية خلقت من أجلهم، ويعرفون أنها تفتح أبوابها لتحتويهم بصدر أبوي رحب، تحتوي طاقاتهم الفكرية والإبداعية والبدنية، إذا التقت كلها تكاملوا، وصار العقل السليم في الجسم السليم. أما نحن كأفراد مجتمع، فنحن ندرك أنه ليس صحيحاً ما نتصوره أحيانا من أن شبابنا اليوم ليسوا كشباب الأمس، وغير صحيح أننا كلما سمعنا عن تصرف تافه لا يستحق التوقف أمامه، شيء مما يثير الزوابع في الفناجين، توقفنا عنده لنشنع على شباب اليوم، وطالبنا بتطبيق العقاب قبل تطبيق الوعي. الحقيقة تبهرك، تجارب شبابية رياضية ثقافية كثيرة، ومنها تجربة فتياتنا الرحالة اللاتي عشن مع أفراد قبيلة «المرسي» الإفريقية، جولة قصيرة كشفت الكثير من معاني الوعي والرقي الإنساني الأخلاقي لدى شبابنا، وقد «بيّضوا الوجه» الشباب أينما وضعناه مكسب ولو في أقصى الكرة الأرضية. نحتاج إلى مثل هذه المبادرة، وغيرها مما يعيد المياه إلى مجاريها بين الثقافة وأقطابها والرياضة وأقطابها، فهي تنشر الوعي اجتماعياً، كما أنها مبادرة شراكة مجتمعية بمعنى أنه مشروع يعزز مبدأ التكافل والتماسك والترابط الاجتماعي، ومن الضروري ألا يتأخر الإعلام ورجال الأعمال عن المساهمة فيه لكي يتحقق والكل يدلي ببرامجه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©