السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

رئيس «يوناميد» وقائدها العسكري: الحرب انتهت في دارفور

رئيس «يوناميد» وقائدها العسكري: الحرب انتهت في دارفور
28 أغسطس 2009 02:07
سودانيون يتابعون جريان الماء بعد ان شقوا ممراً لمياه الأمطار عبر طريق مسفلت في العاصمة الخرطوم التي شهدت خلال اليومين الماضيين هطول أمطار غزيرة أعقبتها سيول وفيضانات تسببت في مقتل امرأتين، وتشريد المئات ممن انهارت منازلهم. (ا ب) الخرطوم (ا ف ب) - أكد الرئيس المدني للقوة المهجنة للامم المتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور (يوناميد) الذي استقال أخيراً رودولف ادادا أن هذه القوة «نجحت في وقف أعمال القتل» فيما ينتقد دبلوماسيون ومراقبون أداء اليوناميد ويرون انها غير فعالة ويأخذون على قائدها لهجته التصالحية تجاه السلطات السودانية. وقبل أن يترك ادادا منصبه كقائد اكبر قوة لحفظ السلام في العالم، دافع ادادا عن نفسه في مقابلة مع وكالة فرانس برس قائلا «حققت نتائج، والنتيجة الأهم هي وقف القتل في دارفور، أريد أن يتم الحكم على عملي وعمل يوناميد من خلال أعداد القتلى في الاقليم (منذ بدء انتشار القوة المهجنة فيه) هذه هي الطريقة التي ينبغي الحكم بها على الأمور». وتولى وزير الخارجية الكونجولي السابق قيادة يوناميد منذ أن حلت محل قوة الاتحاد الافريقي في يناير 2008 . ويؤكد الرجل الذي قدم استقالته نهاية يوليو، أن قرار الاستقالة هو «خيار شخصي». وسيترك مهام منصبه الاثنين المقبل ولكن خليفته لم يعين بعد. وكان ادادا تعرض لعاصفة من الاحتجاج عندما أكد أمام مجلس الامن الدولي في ابريل الماضي أن دارفور تشهد الآن نزاعًا «منخفض الحدة». وأثارت كلماته استياء دبلوماسيين وقادة فصائل متمردة ومجموعات ضغط تعتبر أن اقليم دارفور يشهد عملية إبادة جماعية يقف خلفها الرئيس السوداني عمر البشير الذي صدرت بحقه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية. ويقول ادادا «نعم لقد كسرت أحد المحرمات، أحد المحرمات التجارية الذي يقول إن هناك إبادة جماعية في دارفور». ويضيف «للأسف قول الحقيقة هو نوع من كسر المحرمات». ويعتقد ادادا أنه «لم يعد هناك معارك بالمعنى الحقيقي للكلمة على الارض .. لم يعد هناك في دارفور الآن نزاع مرتفع الحدة، فلتسمونه ما تشاءون ولكن هذا ما يحدث في دارفور الآن: الكثير من أعمال اللصوصية وقطع الطرق وعمليات السطو المسلح على سيارات ومنازل تتعرض لهجمات وذلك بسبب غياب القانون والنظام». وبعد عام ونصف من بدء انتشارها، صارت أكبر قوة لحفظ السلام السلام تضم 18500 جندي وشرطي في حين أنه كان يفترض، بموجب قرار تشكيلها، أن تضم 26 الفاً وهي ليست مزودة بعد بمروحيات عسكرية ما يحد من حركتها على الأرض. ويؤكد ادادا أن «السودان عطل» نشر جزء من وحدات اليوناميد غير أن «المجتمع الدولي» هو المسؤول عن عدم تزويد القوة بالمروحيات. وفي تعامله مع السلطات السودانية ، فضل الدبلوماسي الأفريقي أسلوب التفاوض على المواجهة. ويفسر خياره هذا بقوله «هناك حكومة في هذا البلد ولا يمكن أن نفعل شيئا من دونها. وهناك طريقة أخرى للتعامل وهي اجتياح البلد وتغيير الحكومة وإحلال حكومة صديقة محلها ، ولكن إذا لم يتم اعتماد هذه الطريقة الأخيرة فلا مفر من التعامل مع الحكومة القائمة». وتحظى وجهة نظر ادادا بتأييد القائد المنتهية ولايته للعمليات العسكرية ليوناميد الجنرال النيجيري مارتن لوثر اجواي الذي يرى «أنه فعلا نزاع منخفض الحدة، فمرحلة الحرب واسعة النطاق انتهت». ويتابع اجواي الذي حل محله الاسبوع الماضي الجنرال الرواندي باتريك نيامفومبا «انشطر المتمردون إلى مجموعات صغيرة لم تعد تمتلك القوة الكافية للقتال» ضد الحكومة، باستثناء حركة العدل والمساواة الأكثر تسلحا من بين 20 مجموعة متمردة. وقال اجواي المقرر أن يغادر السودان على الفور بعد عامين في منصب قائد قوة حفظ السلام، في مؤتمر صحفي عقد في الخرطوم في وقت متأخر الليلة قبل الماضية «حتى اليوم لا أستطيع أن أقول إن هناك حرباً في دارفور.. عسكرياً ليس هناك الكثير... ما لدينا هي قضايا أمنية أكثر الآن ... اللصوصية والقضايا المحلية ومحاولة الناس حل المشاكل على المياه والأرض على مستوى محلي، لكنها ليست حربًا حقيقية. أعتقد أننا تجاوزنا ذلك». وقال اجواي إن القتال العنيف في السنوات الأولى من الصراع تراجع حيث تشرذمت الجماعات المتمردة الى فصائل متناحرة. وأضاف «بسبب تشرذم جماعات التمرد لا أرى احتمال حدوث اي شيء مهم...بعيدا عن حركة العدل والمساواة لا أرى اي جماعة أخرى تستطيع شن هجوم على الأرض». وقال اجواي إن حركة العدل والمساواة لا تزال لديها القدرة على التسلل في مجموعات صغيرة لكنها ليس لديها القوة البشرية للاحتفاظ بالأرض». واستطرد قائلا «لكن القتال لتأمين أرض والهيمنة عليها والمضي قدما وقول (هذه ارضنا)... لقد انتهى هذا». وقال اجواي إنه لا يزال هناك احتمال باندلاع قتال شامل مجددا وأضاف «لا شيء مستحيلا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©