الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

فاطمة شعبان: روايتي بسبعة عناوين

فاطمة شعبان: روايتي بسبعة عناوين
20 مارس 2013 21:15
صدرت للأديبة العمانية فاطمة شعبان رواية بعنوان “إغفاءة صفراء” عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام؛ في 92 صفحة من القطع المتوسط. الرواية تنتمي في بنائها الدرامي إلى جنس الرواية الجديدة، التي تنتهج طرق سرد متحررة من أنماط ومنطقية الرواية التقليدية، وأجادت شعبان توظيف تقنيات تيار الوعي في بناء الأحداث والشخوص والزمان ولغة السرد، وغيرها من مكونات النص الروائي، كما تحررت من البناء التقليدي للحبكة، فجاءت الأحداث بمثابة مجموعة من المواقف والمشاهد والصور الروائية ذات الصبغة الإنسانية والتي لا تعتمد في تتابع مشاهدها وأحداثها على التسلسل المنطقي، بل تركز على تداعياتها وانعكاساتها النفسية على أبطال الرواية. لغة السرد اتسمت بالسلاسة وعدم التعقيد في الانتقال عبر المحطات الزمنية التي تنقل القارئ من حدث إلى آخر ومن سلوك إلى آخر في جُمل قصيرة؛ عميقة المعاني. “إغفاءة صفراء” ذات مضمون أخلاقي فلسفي يتناول بجرأة في الطرح أزمة السلوكيات والعادات، ويصور بضميرٍ واعٍ؛ جوانب من تناقضات مجتمعاتنا وازدواجية أفرادها، والانحراف السلوكي والأخلاقي، والذي يحيل في النهاية إلى غربة الروح وتأرجحها بين الأمل والألم، بين الفرح والوجع، وبين الاشتياق والندم. وفي ما يلي حوار معها حول الرواية وقضايا ثقافية أخرى: كيف تصفين حال الكتاب العربي بين النشر الورقي والنشر الإلكتروني؟ - إن للكتاب قارئا في كل زمان ومكان.. فمن يقول إن الألفية السابقة والتي قبلها كان للكتاب مكانة أكبر مما عليه الآن في الوطن العربي؟ وهل هناك إحصائية أجريت لنتلمس نتائجها على واقعنا المعاش؟ إذاً ما يروج إعلامياً أن التطور الإلكتروني أصبح حائلاً أمام تقدم الكتاب كلام غير دقيق وإلا كيف نفسر فتح المزيد من دور النشر في الوطن العربي؟ لو كانت تلك الدور في حالة خسارة كما يدعي الناشر لرأينا إغلاق أكثرها، ولكن المسألة وما فيها وكما أراها وأتابعها أن دور النشر التي تتبع أساليب التخطيط الإستراتيجي ـ وهذا ما نفتقر إليه كعرب ـ وتواكب التطور الحديث تنجح ويزيد رصيد المقبلين عليها. إذاً على دور النشر أن توظف الكتاب بالشكل الذي يرتضيه الجيل الجديد الذي يرغب أن يكون الكتاب ذا إخراج فني راق وممتع باستخدام الجرافيك، أي أن يكون الكتاب مصحوبا بالصور أو أن يكون الإخراج للغلاف جذاباً، كما إن الجيل الجديد يرغب أن يكون الكتاب في متناول اليد، ما يعني أن تكون للكتاب أساليب طرح أخرى عبر الأجهزة الذكية.. ما المانع أن ينزل الكتاب ورقياً وإلكترونياً .. ولو كان الكتاب في حالة تراجع لما أقيم معرض مسقط وللمرة الثامنة عشرة ولما وجدنا إقبالاً عليه. وتضيف فاطمة شعبان: إن التطور الرقمي الذي حظي به العالم الأول لم يؤثر على الكتاب ومكانته فما زلنا نجدهم في القطارات والطائرات واستراحة المطارات يحتضنون كتباً بأيديهم صغاراً وكباراً، وهذا ما رأيته في نهاية 2012 بعيني عندما كنت في زيارة لنيويورك، إذاً تلك ثقافة أمة تتناقلها الأجيال فأي أمة استغنت عن الكتاب كأنها استغنت عن جزء من تكوينها. لماذا اخترت “إغفاءة صفراء” عنوانا لروايتك؟ - عنوان الرواية هو واحدٌ من العناوين الثمانية التي تم التصويت عليها عبر صفحتي بالفيسبوك، وكان للناشر رأي أن يتم اختيار العنوان من ضمن العناوين الثلاثة الأولى التي حظيت بنسبة أكبر من الأصوات.. ولكن لكي يكون لباقي العناوين تواجد على صفحة الغلاف ولرغبة مني أن لا تذهب جهود المصوتين في متابعة صفحتي هدراً كما يقال ارتأيت أن أجعل للعناوين السبعة الباقية سيمفونية على الغلاف تعزف لحناً مخالفاً لما أعتاد عليه القارئ من العنوان الذي قد لا يتجاوز ثلاث إلى أربع كلمات على الأكثر ليكون أطول عنوان للرواية فجعلتها هكذا فقرة تبدأ “إنه جرح السكون حين استنشقت ياسمينتك الخوف لترسل تمتماتها المبهمة لجسد آخر تحوم حوله كرات صوفية وتظلله أردية بيضاء والقمر يخفي ضجيجه بصمت وكأنها.. إغفاءة صفراء”. والعناوين هي: جرح السكون، واستنشق الخوف، تمتمات مبهمة، جسد آخر، كرات صوفية، أردية بيضاء، ضجيج القمر. ما هي الصعوبات التي تواجهك ككاتبة في ظل الظروف التي يمر بها ناشرو الكتب؟ - واجهتني ظروف صعبة في الثمانينيات من القرن الماضي، وهي صعوبة التواصل مع الناشر الذي غالباً ما كان في القاهرة أو بيروت، وصعوبة الحصول على حقوقي ككاتب، أما الآن ففي ظل العالم الرقمي بات التعامل معهم أسهل وإن كان الناشر العربي لا زال يمارس مختلف وسائل الدهاء ليفلت من الكاتب وحقوقه. لذا تواجه أي كاتب صعوبات عديدة مع الناشر، فالناشر هو المسوّق للكتاب ومن دونه من الصعب أن يعرف الكتاب طريقه للقراء خاصة ناشري بيروت والقاهرة الذين يشاركون في معارض عديدة حول العالم، لذا يضطر الكاتب أن يبني علاقة جيدة مع الناشر ويتغاضى عن تجاوزاته التي لا تنتهي من طبعه للكتاب آلاف النسخ على أنه طبعة أولى للهروب من حقوق الكاتب أيضاً ولا يمكن للكاتب معرفة ذلك لبعده عن الناشرين. أما الناشر المحلي فإنه قد لا يشارك في معارض خارجية وهذا ما يجعل الكتاب غير معروفٍ في الأوساط الأدبية، إذاً الناشر وسيلة لنشر ما نكتبه، أما الظروف التي يمر بها الناشر فإنني أجد أن غالبية الناشرين قد وجدوا حلاً لذلك بأن يطبع الكاتب كتابه على نفقته الخاصة على أن لا يسلم حقوق الكتاب لأي دار أخرى لمدة قد تكون خمسة أعوام تزيد أو تقل، وبهذه الطريقة وجدوا حلاً لعبء طباعة تلك الكتب واستفادوا من الكاتب الذي قد لا يعلم تكلفة طباعة الكتاب هناك، وحصلوا على كتاب يضعون عليه اسم دارهم وبذلك ارتفع رصيد عناوينهم في الأوساط الثقافية. ما هو تقييمك للمشهد الثقافي العماني في الوقت الحاضر؟ - حقيقة لا أريد أن أكون مجحفة في حق المشهد الثقافي العماني لبعدي عنه فترة من الزمن إلا أنني من خلال متابعتي للإعلام العماني أجد أن المشهد الثقافي لا يتطور بالشكل المطلوب والمقنن موافقاً للتطور العالمي، وهذه مشكلة نعانيها في الخليج العربي بشكل عام. كما إنني لا أجد دعماً للمثقف العماني فعند إقامة الدولة للمؤتمرات والمنتديات الثقافية نرى حضوراً لزوار من خارج السلطنة لطرح ما هو موجودٌ لدينا، هنا يصاب المثقف العماني بالإحباط ويبدأ البحث عن قنوات أخرى خارج وطنه، فإذا كان المواطن غير معروف في وطنه فكيف سيعرفه من هو في العالم الخارجي؟ كما أنني مستغربة من اختفاء الجوائز التي كانت موجودة في الثمانينات والتسعينيات كجائزة النادي الثقافي أو جوائز الأندية الرياضية التي كنا نشارك فيها ككتاب شباب في تلك الفترة، كما لا أجد أي جائزة تقدمها السلطنة على مستوى الخليج أو الوطن العربي للأدباء والكتاب يتنافس عليها الجيل الجديد، وهذا أكبر دعمٍ للكاتب الشاب.. هذه معلوماتي وأتمنى أن اكون مخطئة في ذلك وأرحب بمن يصححها لي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©