الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لقد نسيت أكثر مما رأيت

20 مارس 2013 21:15
سالة من امبراطور مغولي شعر: جيت ثايل ترجمة: جهاد هديب لا شيء هنا يساوي بعوضة. لقد أخفيت كل شيء منهم باستثناء الرؤوس. إنهم يبجلون المذبحة. يبجلون المذبحةَ، فحسب. لقد نسوا الأشياء الأخرى التي جلبناها لهم: الغزالات، والحدائق، ثمّ الثلج، والتناسق. إنه الأسى أن تكبرَ يتيما، دون أمٍّ سيدةٍ تحيا إلى جوارك. لديهم الكثير من الصور، لكن ما من آلهة لهم. يستعدّون للحرب فحسب. حتى أنّ الكلاب باتت في مرتبة ثانية. في طشقند، لا مال لديّ، ولا حتى بلاد لي أو أيِّ أمل، هو الخِزْيُ فقط. لكنن اكتشفت جمالا كثيرا بين الناس. ما من مصادفات ها هنا، فقط توجد الآلهةُ وحدها. أعتني بحماماته في عشيّات المعارك، أبي طار نحو غرابٍ حطّ على حصن آخشي. صار بازا، وأنا أصبحت امبراطورا. أحيانا، عندما آكُلُ بطيخَ كابول، أتذكّرُ أبي كما أتذكّرُك. لقد نسيت أكثر مما رأيْتُ. لكنني لم أنْسَ بما يكفي. ما من طريقة تحيا بها، هنا، في مثل هذا المكان، بُعَيْدَ أن تُغلق فمَكَ على غثيانك بيدك. مرّةً، مضغْتُ الماجون لأنَّ القمرَ كان مشرقا، في اليوم التالي مضغت منه أكثر عندما كانت الشمس تُشرق. استمتعتُ بمشهد حقول الورد الرائعة، ورودٌ على الجانب كلها. رأيتُ شُجيرةَ تفاحٍ بخمس أو ست وريقاتٍ انتظمن على كل غصن. ما من رسّام بوسعه أن يقوم برسم هذا. لقد صنعت برنامجا: السبت، الأحد، الاثنين، والأربعاء للنبيذ، وما تبقّى من الأيام (للماجون). رسالتك تُحيِّرُني: أخِذَتْ الناسُ بين ألمٍ روحيٍّ متواصل وبين إيمانٍ سوف يمنح معنى لذلك التساؤل الذي يُشقيهم: الجوهر الثنائي للآلهة كريشنا، التوق إلى رجلٍ يعرف الإله. بين الروح والجسد، ثمة حرب عظيمة من غير الممكن الفوز بها. صديقي العزيز، أكتب، بنقاء، كلماتٍ بسيطة، الكتابةُ على نحوٍ سيِّءٍ تُمرضك. مرّةً، في بستانِ فاكهةٍ مرضْتُ بحمّى وطيفٍ، كنتُ شابا، لكنني أشفيتُني. مائة سنة أو يوم، في آخر الأمر سوف تُغادرُ هذا المكان. منذ أمَدٍ بعيدٍ، نظر وجه جدّي إلى وجهي، بحبٍّ على ما أظن. الآن، برغم ذلك، نتحدّثُ عن غزالاته، وأوزان الشعر، والإيقاع، أوعن أكثر تقتيلنا الوحشي شهرة. عندما أخضع لاهور، زرع شجرة موز. نمت قويّةً، حتى في ذلك المَناخ. ذاكرته قوية جدا، إنها تمنحه حياةً أخرى. حياتي تمنحني ذاكرةً مُغرِضَة. لا أكثر من ذلك أُريد. الرجل الذي تزوّج ماء عاش وحيدا مع حبّه، معا هما في مخبَأٍ مضطربٍ أو هادئ. زوجته وهو، جنديان ركبا النهرَ إلى البحر. روافدُ النهر كلُّها تُفضي إليها؛ إلى ماء. مع ذلك أصبحت زوجته غيورةً، كانت ماءً، وترى بعينين من مطرٍ كأنهما الأرض القديمة والمتصدعة التي تعيش فيها الحيتان، والقنوات القديمة تفضي إلى مكان آخر، إلى قمّةٍ عظيمةٍ دوَّخَتْها اليابسة، وإلى تُخمٍ على مقربة من رملٍ وجد نفسه يغرق. الرجل الذي تزوّج من نارٍ قد تزوّجَ كل شيءٍ. تزوّجَ من رغبةٍ رَدَمتْ الغرفةَ وبينما يكافح الحريقَ (كان قد هلك). الرجلُ الذي تزوّج هواءً، رأى نفسه يسقط في حلزون، يداهُ تتشبثان بإحكام على عَجَلِ طائرةٍ يندفعُ بعنف إلى الأسفل، تلك الطائرة التي لم تكن هناك. وحده الذي تزوّجَ الأرضَ لم يكن متفاجئا. كيف تصبحين ضفدع طين؟ خذي ثلاثة (أبواغٍ) طازجة نمَتْ على وريقاتِ عشبة مع جرعةٍ من الرمّ، علّقيها على لسانكِ لوقتٍ طويلٍ بعض الشيء. واحفظي الأفكار كلَّها عن الذهب في صندوق صغيرٍ من الجلد بحجم ياقوتةٍ زرقاء. كرّري القولَ لنفسكِ: “سوف لن أصيرَ جميلةً ثانية”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©