الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الشعور بالضيق من قادة «حماس» بدأ يسود قطاع غزة

الشعور بالضيق من قادة «حماس» بدأ يسود قطاع غزة
28 أغسطس 2009 02:14
علاوة على ضجرهم الذي طال عليه الأمد من حصص الغذاء وفراغ أرفف المتاجر يتعرض الفلسطينيون في غزة لضغوط جديدة للالتزام بقيود تخص الزي الإسلامي وبدأ شعور بالضيق بقادة القطاع من حركة «حماس» يتنامى. وهذا هو ثالث عام يمر عليهم فيه شهر رمضان وهم تحت حكم حركة حماس والحصار الاسرائيلي المشدد الذي أعقب بسط سيطرتها على القطاع عام 2007. ويقول البنك الدولي إن القطاع يتعرض «لإغلاق صارم» في صورة حصار اسرائيلي مشدد. وبحسب كلمات أحد التجار فإن التجارة في أسوأ حالاتها خلال 50 عاما. ويشهد السكان على تحسن الأحوال الأمنية في شوارعهم حيث تكافح قوات الشرطة التابعة لحماس الجريمة المحلية. لكن رؤية شبان في الآونة الأخيرة «يشجعون» على الالتزام بقواعد للزي الاسلامي لا تلقى ترحيبا مماثلا. وشكت بعض الطالبات هذا الأسبوع الذي تزامن فيه بدء العام الدراسي الجديد مع بداية شهر رمضان من تشوش وتدخل غير مرغوب فيه في زيهن أثناء ذهابهن الى المدارس. وقالت الطالبات إن هناك إشارات متباينة بشأن ما اذا كان ارتداء ثوب طويل وحجاب إجباري. وقالت صفاء القدوة (16 عاما) عند بوابة مدرسة بشير الريس الثانوية بمدينة غزة «أجبرونا على ارتدائه رغما عنا. هذا غير مقبول». وكانت الفتيات في معظم أنحاء القطاع يرتدين الملابس المحتشمة والحجاب قبل أن تبسط حركة «حماس» سيطرتها بفترة طويلة لكن كان من المألوف في مدارس المناطق الاكثر ثراء وعلمانية ارتياد المدارس دون تغطية الرأس مع ارتداء تنورات طويلة من قماش الدنيم وقمصان بدلا من الأثواب والحجاب. وبعد مرور بضعة ايام على بدء الفصل الدراسي وفي أفنية المدارس التي كانت تطبق قواعد اكثر مرونة من قبل أصبح الجلباب الكحلي الذي يصل طوله الى الكاحلين والحجاب أبيض اللون زيا موحدا غير أن بعض الفتيات ما زلن محجمات عن ارتدائه. وينفي محمد عسقول وزير التعليم في حكومة «حماس» المقالة أي ضغط مركزي لارتداء زي أكثر تقليدية ووصف هذا بأنه «مبادرة شخصية» لبعض نظار المدارس .وأضاف أنه أبلغ المدارس وأن الأمور عادت لطبيعتها. وقال بعض المدرسين الذين تحدثوا بصفة شخصية إن تعليمات صدرت من مسؤولين لتغيير اسلوب الزي وألغيت في وقت لاحق. وقالت كرمل زقوط (15 عاما) التي كانت ترتدي التنورة المصنوعة من الدنيم والقميص اللذين كانت ترتديهن الطالبات بالمدرسة فيما سبق «جئنا يوم الأحد مرتدين الزي الموحد القديم وصدر لنا أمر بالتغيير». واستطردت قائلة «لكن في وقت لاحق تركونا نرتدي ما نريد». غير أن هناك البعض مثل اسماء ابو عيطة اللاتي يعجبهن التغيير. وتقول إنه «يحمي النساء». وقال أولياء أمور عدة طالبات إن بناتهم أعدن إلى البيت من الفصول الدراسية في غزة بسبب مخالفة شروط الزي الجديد كما قال أصحاب متاجر إنهم يعرضون في متاجرهم الجلابيب الآن وتوقفوا عن بيع التنورات المصنوعة من قماش الدنيم للمدارس. وعدم اليقين بخصوص نمط الزي المدرسي ليس غريبا على الاتجاه في غزة نحو مزيد من الالتزام بالتقاليد الإسلامية. وفي حين بات الجدل حول الزي المدرسي حديث موائد الإفطار بين المنتمين للطبقة المتوسطة أصبح الموضوع الساخن الآخر للحديث في القطاع البالغ عدد سكانه 1.5 مليون نسمة كيفية الحصول على الاطعمة والمشروبات التي يتميز بها شهر رمضان. وتصل المساعدات الغذائية بانتظام وبالنسبة لميسوري الحال هناك إمدادات من السلع الكمالية تصل عن طريق التهريب من خلال الانفاق على الحدود مع مصر. لكن ثمة حالة من الضجر الشديد بين الناس الذين يحمل بعضهم حركة «حماس» المسؤولية عن الحصار وعن الحملة العسكرية الاسرائيلية التي أسفرت في يناير عن هدم البيوت ومقتل المئات. وقال ابو كامل الشرفا وهو بائع ملابس «خلال 50 عاما في التجارة لم أر وضعا اقتصاديا أسوأ». وأضاف «نحتاج الى فتح المعابر ونريد العودة الى استيراد سلعنا من الصين وتركيا» قائلا إن على حماس وفتح في الضفة الغربية إنهاء انقسامهما من اجل التفاوض على إنهاء الحصار الاسرائيلي لغزة. وقال حسن عيسى الذي يبيع حقائب المدارس «هذا أسوأ وضع اقتصادي». وأضاف أن الزبائن لا يملكون المال لدفع ثمن السلع الاغلى ثمنا. وهناك استياء بين بعض التجار من أن حماس ربما تكون مستفيدة من بعض مشاكلهم لا سيما بفضل تحكمها في التجارة عبر أنفاق التهريب. وعلى الرغم من أن الناس في غزة يترددون في الحديث علنا ضد حماس يشتكي بعض التجار سرا من الحركة.
المصدر: غزة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©