السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

اليابان تستعد لمنعطف تاريخي في الانتخابات التشريعية الأحد

اليابان تستعد لمنعطف تاريخي في الانتخابات التشريعية الأحد
28 أغسطس 2009 02:14
اليابانيون مدعوون الأحد للتصويت في اقتراع تاريخي يفترض أن تنهي فيه المعارضة المعتدلة نصف قرن من حكم المحافظين لثاني اقتصاد في العالم. لكن وبعيداً عن هذا التغيير السياسي، يبدو أن أغلبية اليابانيين يطالبون بتغيير حقيقي في المجتمع بسبب قلقهم من ارتفاع نسبة البطالة وانخفاض عدد السكان والشيخوخة المتزايدة. وقد أدرك الحزب الديموقراطي الياباني أكبر أحزاب المعارضة بقيادة يوكيو هاتوياما (62 عاما) ذلك. ولقي شعاره «سياسة في خدمة حياة الناس» ترحيباً كبيراً كما كشفت استطلاعات الرأي التي ترجح فوزاً ساحقاً لهذا الحزب في الانتخابات التشريعية على الحزب الليبرالي الديموقراطي الذي يقوده تارو اسو. ويتضمن برنامج المعارضة نقاطاً مغرية تتعلق بالتعويضات العائلية ومجانية التعليم ومساعدة العاطلين عن العمل وخفض معدل الشيخوخة والحد من الأوضاع الهشة في الوظائف وإلغاء رسوم الطرقات. ونجح هذا البرنامج السخي كما يرى بعض الاقتصاديين في إقناع الناخبين الذين يخشون التغيير عادة، بالانطلاق في مغامرة التبديل. وفي المعسكر الآخر، يقدم اسو (68 عاما) نفسه على أنه قائد مسؤول ومحنك لا يكثر من الأقوال بل من الأفعال. ويكرر اسو في خطبه «لا تصوتوا لحكومة بل لسياسة» وينسب لنفسه النجاح في الانتعاش الذي لم يكن متوقعاً للنمو بعد أربعة فصول من الانكماش. وقد نجح الحزب الليبرالي الديموقراطي مهندس «المعجز الاقتصادية» التي جعلت من اليابان ثاني أقوى اقتصاد في العالم، في البقاء في الحكم منذ 1955 باستثناء فترة قصيرة لعشرة أشهر في التسعينات. وحقق ذلك بالاعتماد على أرباب العمل وبيروقراطية الدولة القوية ليصنع بذلك «المثلث الحديد». ويبدو أن وضع هذا الحزب المهيمن الذي لا مثيل له في الديموقراطيات الكبرى، وصل إلى نهايته. ويدفع الحزب الليبرالي الديموقراطي ثمن نتائج الإصلاحات الليبرالية التي قام بها رئيس الوزراء السابق جونيشيرو كويزومي (2001-2006) التي أدت إلى تفاقم الفوارق وسرعت من تراجع الحزب المحافظ الذي يرى ناخبون أنه أقرب إلى أرباب العمل مما هو إلى المواطنين البسطاء. وقال تومواكي تواي أستاذ العلوم السياسية في جامعة نيهون في طوكيو «ستكون هناك فترة التباس. سيستغرق الأمر بعض الوقت لكن النظام قديم ويجب تغييره». وأفادت استطلاعات للرأي نشرت في الأيام الأخيرة بأن الديموقراطيين يمكن أن يحصلوا على حوالي 300 مقعد من أصل 480 في مجلس النواب بل وقد يتمكنون حتى من تأمين أغلبية الثلثين. وسيشكل ذلك انتقاماً لحزب لم يحصل قبل أربع سنوات على أكثر من 112 مقعداً مقابل 334 للحزب الليبرالي وحليفه الحزب البوذي الجديد (كوميتو). وإذا ما فاز الحزب الديموقراطي الياباني، سينتخب هاتوياما وهو وريث عائلة سياسية ثرية كثيراً ما تشبه بآل كينيدي، في منصب رئيس الوزراء من قبل مجلس النواب المنبثق عن الاقتراع. وقد تعهد هاتوياما بتشكيل تحالف مع أحزاب معارضة أخرى وخصوصاً الحزب الاجتماعي الديموقراطي (اشتراكيون سابقون) والحزب الجديد للشعب (يمين) حليفيه في مجلس الشيوخ اللذين فاز معهما في انتخابات يوليو 2007 في هذا المجلس. ويثير هذا السيناريو ارتياح المحافظين في الحزب الليبرالي الديموقراطي المستعدين لاستعادة السلطة على أمل الفوز في انتخابات مجلس الشيوخ الصيف المقبل. ففي 1993-1994 ، لم يصمد التحالف المتنوع الذي طردهم من السلطة أكثر من عشرة أشهر، قبل أن يتفكك بسبب خلافات على السياسة الواجب اتباعها.
المصدر: طوكيو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©