الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سن ماكين

29 يونيو 2008 21:30
عزيزي ''جون ماكين'' عندما ولدتُ، كنتَ تكبر والدتي بست سنوات؛ اليوم، وبعد مرور سبع سنوات على تقاعدها عن العمل، ها أنت تسعى للحصول على وظيفة جديدة ليست كبقية الوظائف، بل الأصعب في العالم، إنه أمر مذهل حقا! والدتي لا تتنافس على منصب الرئاسة، ولكن سنها يجعلني أفكر في سنك، والواقع أنني لست الوحيد في هذا الأمر، ففي استطلاع للرأي أجرته جامعة ''كوينيبياك'' وشمل عددا مما يعرف بالولايات المتأرجحة (فلوريدا وأوهايو وبنسلفانيا) ونشرت نتائجه الأسبوع الماضي، رأى ربع المستجوَبين تقريبا أن سنك هو العامل الرئيسي في احتمالية عدم تصويتهم لك في الانتخابات الرئاسية، على أن هذا الموقف لا يقتصر على فئة الشباب دون غيرها، فأكثر من 20 في المائة ممن تبلغ أعمارهم 55 عاما أو أكثر يشاطرون هذا الرأي، وعلاوة على ذلك، فإن المستقلين كانوا أكثر ميلا نحو وجهة النظر الديمقراطية، وهو أمر يبعث على التفكير والتأمل حقا· وبصرف النظر عما إن كان الأمر منصفا أم لا، فإن الثابت أن مسألة السن تشكل عقبة كبيرة بالنسبة لك، وبالتالي، فلماذا لا تستطيع التوقف عن الاستخفاف بها على ما يبدو؟ إنها فكرة سيئة، فلتتخيل مثلا ''باراك أوباما'' يسرد سلسلة من النكت والطرائف حول السود، ألست معي أنها فكرة سيئة! وقد كان مزعجا ما قلته مازحا في برنامج ''ساترداي نايت لايف'' من أن علينا أن نبحث عن شخص ''كبير جداً جداً جداً'' ليكون رئيس الولايات المتحدة المقبل، كما أنني أصبتُ بحرج كبير حين حاولت أن تُظهرَ أنك ''خفيف الدم'' على قناة ''إم تي في'' بقولك إنك ''أقدم من القدم'' وإن ''ندوبك أكثر من ندوب فرانكنشتاين''، وعلاوة على ذلك، فإن اعترافك المخجل بأنك تعاني الأمية بخصوص استعمال الكمبوتر مثير للقلق -ولاسيما في عصر ''جوجل'' و''يوتيوب'' و''ماي سبيس''- وفي وقت بات فيه الإرهابيون يتوفرون على مواقــع إلكترونيـــة خاصــة بهم هــذا بينمــا تقف أنت نفسك هدفا لمدفع ''أوباما'' القوي في مجال المعلومات والإنترنت· ثم إن وصفك لـ''باراك أوباما'' بـ''الشاب'' يصيب المرء بالحيرة حقا، وهو أمر يجعلني أتأمل سنك أكثر من ذي قبل، ففي نهاية المطاف، كم ينبغي أن يكون سن المرء حتى يصف رجلا في السادسة والأربعين من عمره بالشاب؟ فالكبراضطرك إلى تقديم ما يزيد عن 1100 صفحة من الوثائق الطبية لإثبات أنك ''لائق'' طبيا، على ما أعتقد، هذا في حين اكتفى ''الشاب'' بتقديم شهادة طبية من صفحة واحدة· ثم إذا أضفنا إلى هذه الأشياء التفاوت البصري الكبير بينك وبين الفتى الذي يظهر على أغلفة المجلات، فسنحصل على أمرين سلبيين لا يعادلان في هذه الحالة أمرا إيجابيا، فالكاميرا تحبه، بينما لا تحبك كثيرا، والحقيقة أنني لو كنتُ مستشارك بخصوص صورتك في الرأي العام الأميركي، لكانت أولى نصائحي لك كالتالي: توقف حالا! فلا يوجد مزيِّن أو مجمِّل سياسي في فكاهتك، وبالتالي، فجدير بك أن تتصرف على نحو يتماشى مع سنك، وتكف عن التحدث عنه كثيرا، وإذا كان من الضروري أن تتحدث عن سنك، فأشد بمزاياه (الحكمة) وليس الدهاء· بالمناسبة، أيها السيناتور ''ماكين'' لقد تعلمت والدتي كيف تستعمل الكمبيوتر، إنه ليس صعبا! تشارلز إم· بلو محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©