المرونة ضد اللائحة!!

لسنا في معزل عن العالم لكي ندعي شيئاً لا نملكه، ولسنا بعيدين عن هذا العالم لكي نقول هذا يصلح لنا وذاك لا يصلح! فنحن بما فينا سكان القطب المتجمد الشمالي أصبحنا في قرية صغيرة، بل وصغيرة جداً نسمع أصوات بعض في أقل من ثانية! إذن يجب علينا كعالم عربي من الماء الى الماء أن نتجاوز مسألة الخصوصية التي ندعيها وأن نفرض سياسة الأمر الواقع على رياضتنا بدلاً من أن نختلف على قاعدة بحثاً عن الاستثناء! وإن استدليت بما يحدث في احترافنا السعودي فأجزم بأن الدليل ربما يعمم على بقية لوائح الشرق الأوسط الاحترافية! فيكاد لا يمر موسم إلا وتطل علينا إشكالية نص جديد ولائحة جديدة واستثناءات بالجملة دون أي احترام للنص القانوني! وما يحدث اليوم عندنا حيال انتقال أحمد الدوخي وتبريره بسلطة النص على حساب القانون وتسهيل حالة مشابهة لحالته الاحترافية بذريعة تقول اللائحة.. والنص هنا واضح.. ما هي إلا دليل على أننا نتحكم في اللوائح حسب المزاج! قلت أكثر من مرة للدكتور صالح بن ناصر رئيس لجنة الاحتراف طبقوا اللوائح على الجميع إن أردتم السلامة.. فقال المرونة أحياناً مطلوبة! في الاحتراف يوجد لوائح ولا يوجد مرونة يا دكتور، هكذا قلت له وقال أنا معك لكن المرونة شيء أساسي في إنجاح أي عمل. وفي قضية الدوخي المثيرة للجدل غابت المرونة وحضرت البيانات والتشدد والعناد أو ليس في هذا كيل بمكيالين! بدأ دورينا السعودي وبدأت معه شكوى اعتدناها من التحكيم! كل الفرق تشتكي، حتى الفرق التي استفادت لسنوات من أخطاء الحكم السعودي دخلت اللعبة وأظهرت الوجه الآخر لمعنى الاحتجاج! لقد مات الحكم السعودي دماغياً من أعوام، فلماذا يفرض على دوري لم يعد أبداً يقبله أو يتقبله! أما في الإمارات مازال الحكم الإماراتي مفروض على دوري يحتاج لتكتمل عناصر التشويق فيه إلى الحكم الأجنبي! يسأل الزميل ماجد سلطان في مؤتمر تدشين برامج قنوات أبوظبي الرياضية إلى أين ذاهبة أبوظبي بالناس! يجيب الزميل محمد نجيب إلى حيث نريد ويريد المشاهد العربي! فعلاً لقد كانت أمسية جمعت المجد من أطرافه ولم يبق إلا التنفيذ على أرض الواقع! بودي أن أزيد، ولكن أخشى في هذا الشهر الفضل من اجتهادات متربصين أتمنى أن يتوبوا في شهر التوبة!