الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

راشد الكشف: كنت أطهو وجبات الإفطار لزملائي في فرنسا

راشد الكشف: كنت أطهو وجبات الإفطار لزملائي في فرنسا
28 أغسطس 2009 23:37
شغل راشد بن عبيد الكشف؛ منصب مدير ديوان حاكم أم القيوين، في عهد -المغفور له بإذن الله- راشد بن أحمد المعلا، وعضو سابق في المجلس الوطني لمدة ثلاث دورات، ومهام وعضويات أخرى.. وقد نشأ في منطقة كانت تسمى «فريج السوق» بينما مسقط رأسه منطقة «شمل» في رأس الخيمة. كانت أسرته تصطاف هناك أسوة بالعديد من الأسر الإماراتية التي تذهب إلى مصايف رأس الخيمة أو دبا الفجيرة، ومنهم من كان يقصد محاضر ليوا في المنطقة الغربية. يتذكر راشد أنهم كانوا يذهبون إلى المصيف في سيارة «بيدفورت»- شاحنة، وكان لها سلم من الخشب يساعد الركاب وخصوصا النساء على صعودها بأمان، ويذهبون عن طريق تسمى «خور اليفرة»- الحفرة. وفيما هم متوجهون إلى رأس الخيمة صادف ذات مرة مرور سفينة الغوص وهي تنشر أشرعتها البيضاء محملة بالبحارة ومن ضمنهم عبيد والده، وتلك الصورة من الذكريات لم ينسها أبدا. بين العلم والعمل يقول الكشف عن ذلك الزمن: «كانت الحياة قاسية والكل يعيش الفقر، لذلك كان الجد والوالد يريدان أن يتعلم الأبناء مهارة وعملا يكسبهما القوت، رغم أنني كنت أدرس ومنتظم في صفوف مدرسة الأمير التي لها ذكريات في قلبي وروحي. فلا أنسى مدير المدرسة آنذاك عدنان أبو عودة الذي كان يحجز الطلاب في المدرسة إن غاب يوما واحد ويتركه مربوطا.. لكنني تابعت دراستي وكذلك تعلمت صيد السمك من والدي الذي كان يخرج في رحلات صيد السمك، وأحيانا كان الخروج في «الشاحوف»- الزورق الصغير. من أجل جمع الأخشاب من البحر واستخدامها لأغراض كثيرة، ودوما كان الوالد يخبرني إن كل ما أتعلمه سوف استفيد به في كسب رزقي يوما ما». يضيف الكشف: «عندما أنهيت المرحلة المتوسطة التي تعادل الإعدادية اليوم لم يكن في المدرسة مرحلة ثانوية، لذلك قام الشيخ سلطان بن أحمد المعلا (كان مساندا قويا للعلم) بشراء سيارة وكلف سائق على نفقته كي يحمل الطلاب يوميا إلى دبي، حيث تسجل الجميع في معهد المعلمين تحت إشراف دائرة المعارف الكويتية، وعندما ذهب طلاب أم القيوين للتسجيل وجدوا طلابا من جميع إمارات ومناطق الدولة قد تجمعوا هناك ليسجلوا أنفسهم». الثقة والأمانة لا ينسى الكشف كم كان بعض المعلمين آنذاك قساة، ويفتقرون لأساليب التعامل الصحيح مع طلاب مرحلة تعتبر كالثانوية أو ربما تفوقها لأنها تمنح «الدبلوم» وتسرب الكثير من الطلبة نتيجة القهر وعدم تقبلهم للإهانات. يقول الكشف: «بعد ذلك التحقت بجامعة الإمارات عبر نظام الانتساب، وبعد أربع سنوات حصلت على البكالوريوس، وفي تلك المرحلة كان وزير التربية هو الدكتور سعيد سلمان، وقد وردني اتصال من الشيخ راشد بن أحمد المعلا حاكم إمارة أم القيوين حيث قام -رحمه الله- بكتابة رسالة لوزير التربية بترشيحي لمنصب مدير المنطقة التعليمية». يسترجع الكشف بعض ذكرياته، ويقول: «راشد الطفل الصغير كان معروفا عنه نزاهته وصدقه نتيجة التربية التي تحصن بها والتي تلقاها من الوالدين ومن الجد، لذلك كنت أكلف بمهمام صعبة وخطيرة نتيجة ثقة الأهالي بي فقد كان الناس قديما يعيشون على طول ساحل البحر ولذلك كانت بيوتهم ملاصقة وتدفع للثقة والأمان». يضيف الكشف: «في رمضان كان أهل أم القيوين يفعلون ذات ما يحدث في إمارات ومناطق الدولة، حيث يتجمع الرجال في مجموعات حسب الحارات، فيلتقي كل عشرة رجال أو أكثر بجانب المسجد ليفطروا جماعيا، وكان كبير منطقتنا ووجيهها هو عبدالعزيز بن ناصر -رحمه الله - يأتي بأطباق من بيته الملاصق للمسجد، وكان بقية الرجال يفعلون ذلك رغم الفقر الشديد، إلا أنهم يأتون بما توفر لديهم ليشاركوا الآخرين هذا التجمع المبارك». ويشير الكشف في حديثه إلى أن عبدالعزيز بن ناصر كان تقيا ويحب تطبيق السنة النبوية بأمانة، لذا كان يخبر الرجال إن المؤذن قد يقدم أو يؤخر الأذان، ولذلك كان يبعث راشد الكشف ليقف قرب الشاطئ ليشهد غروب الشمس في الأفق، فيعود مهرولا ليخبرهم بأن يؤذن للإفطار. مدير الديوان يتذكر الكشف أنه في إحدى السنوات كان إداريا لرياضة تنس الطاولة، وفي الدورة السابعة التي كانت من المفترض أن تقام في ليبيا، صادف أن أقيم المعسكر في فرنسا، وقد طلب منهم أن يفطروا، فرفض الكشف ذلك وجعل من غرفته مصلى ومكانا للإفطار والسحور، رغم إن عدد فريق البعثة كان 82 عضوا إلا أن الكشف كان يقوم بطبخ الوجبات بنفسه (كان قد تعلم الطبخ حين أصيبت والدته بالعمى). وفي عام 1998 تفرغ راشد لمنصب مدير لديوان الحاكم، في حين أنه عندما كان مديرا للمنطقة التعليمية، تم ترشيحه لمنصب ملحق ثقافي في سفارة الإمارات بالرياض بالمملكة السعودية، وقد التقى هناك بالكثير من الطلبة الذين أصبحوا الآن من أشهر الأطباء حيث تعلموا الطب في جدة والدمام والرياض ومنهم: الدكتورة آمنة علوان، حنيف قاسم، حسن مرزوق، راشد النعيمي، أحمد كلبان.
المصدر: أم القيوين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©