الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بوتين يتوجه إلى الصين.. رغم الشكوك والعقبات

بوتين يتوجه إلى الصين.. رغم الشكوك والعقبات
24 يونيو 2016 01:19
موسكو (وكالات) مع توجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الصين غداً، يفرط المسؤولون من كلا الجانبين في الثناء على «الشراكة الاستراتيجية» بين البلدين. وعلى الرغم من دفع موسكو باتجاه تعزيز العلاقات مع بكين في خضم توتر علاقاتها مع الغرب، إلا أن التبادل التجاري بين روسيا والصين انكمش بشكل حاد، ولا تزال سلسلة من المشروعات الطموحة حبراً على ورق إلى حد كبير. وأرجع مراقبون التقدم البطيء في هذه المشروعات إلى وضع الصين التفاوضي المتأني وشكوك الكرملين العميقة بشأن القوة المتزايدة لشريكتها القوية. لكن يبدو أن الرغبة المشتركة في مواجهة الهيمنة العالمية الأميركية والروابط الشخصية القوية بين بوتين والزعيم الصيني «شي جينبينج»، اللذين يلتقيان غداً في بكين، هما الدافعان القويان وراء التعاون الروسي الصيني. وجددت موسكو الدفع إلى تعزيز العلاقات مع الصين، بعد أن فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مجموعة من العقوبات الصارمة على روسيا بسبب ضم شبه جزيرة القرم في مارس عام 2014، وهو ما عرقل وصولها إلى الأسواق المالية العالمية، وحظر نقل التكنولوجيا الحديثة إليها. وتعرضت موسكو أيضاً للطرد من مجموعة دول «الثماني» الصناعية الكبرى. وفي محاولة لإظهار أن العلاقات مع الصين يمكن أن توفر بديلاً حيوياً للغرب، زار بوتين بكين في مايو 2014، ووقع عدداً ضخماً من الاتفاقيات، من بينها عقد لتوريد الغاز الطبيعي مدته 30 عاماً بقيمة 400 مليار دولار. وتعهدت الصين بتقديم قروض بمليارات الدولارات للمساعدة في بناء خط قطار سريع يربط بين موسكو ومدينة «كازان» المطلة على نهر «فولجا». وهناك صفقات أخرى طموحة كانت متوقعة، لكن معظمها تباطأ نتيجة الشكوك التي تكتنف الاقتصاد الروسي. ومن أبرز التحديات التي دفعت التبادل التجاري بين البلدين إلى الانخفاض من زهاء 100 مليار دولار سنوياً في عام 2014 إلى أكثر قليلاً من 60 ملياراً العام الماضي، كان التراجع الحاد في قيمة العملة الروسية «الروبل» تحت وطأة التأثير المزدوج من تراجع أسعار النفط والعقوبات الغربية. وعلى الرغم من أن الآمال الطموحة من أجل تعاون اقتصادي أوثق لم تتجسد، عززت كل من روسيا والصين روابطهما العسكرية، والتي توجت بمناورات حربية مشتركة واتصالات على صعيد الدفاع الصاروخي. وعاودت صادرات الأسلحة الروسية إلى الصين، التي شهدت ذروتها في تسعينيات القرن الماضي قبل أن تتراجع بشكل كبير في العقد التالي، الارتفاع مرة أخرى مؤخراً. وأفاد «لي فينجلين»، السفير الصيني السابق لدى موسكو، الذي يترأس مؤسسة بحثية ترعاها الحكومة: «لدينا مصالح مشتركة، لاسيما في الوقت الراهن، حيث تضغط الولايات المتحدة على روسيا والصين». ودعا «فينجلين» موسكو إلى التعاون عن كثب مع بكين، مشيراً إلى أن روسيا لا تزال تخشى الصين، وتسعى إلى موازنة تأثيرها. وينظر بعض المسؤولين السياسيين والعسكريين في روسيا إلى قوة الصين المتزايدة بقلق، إذ يخشون أن تحاول الجارة الشرقية العملاقة ذات يوم من إملاء شروطها. ولطالما أقلق احتمال التوسع الصيني المحتمل سكان المناطق الشرقية النائية غير المأهولة في روسيا، حيث أعرب كثيرون عن غضبهم من قرار الكرملين تسليم شرائح كبيرة من الأراضي على طول الحدود التي يبلغ طولها 4200 كيلومتر إلى الصين في اتفاق ترسيم حدود عام 2005.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©