«نحن فعلا نُصاب بالكسل، وهذا مردّه إلى حالة نفسية، مفادها أننا لا يمكن أن نقوم بعملنا ونحن جياع»، وفق عبدالله الذي لم تعد حالته فردية أو محدودة، وإنما بتنا نشهدها بشكل متكرر في كل مكان ونسمع عبارة «الله يكون في عونه هو صايم» بشكل يومي، وما يحدث هو أنها أصبحت عادة عند البعض، ممن يعتبرون أن رمضان شهر الخمول والكسل. وينقسم الموظفون في شهر رمضان إلى فريقين أناس يذهبون للعمل بكل همة ونشاط وإبداع، وآخرون كتبوا على أنفسهم الكسل.
حالة كسل
سامر حسين يشعر بحالة من الكسل تصيبه في شهر رمضان المبارك، لكنه لا يجد مسوّغاً لمثل هذه الحالة يقول:»بطبيعتي لا أتناول طعام الإفطار في الأيام العادية، وأتناول طعام الغداء في الخامسة مساء من كل يوم، لكن لا أدري ماذا يحدث معي في رمضان، فتصيبني حالة من الكسل لا أستطيع مقاومتها، وبالتالي فإنني أقضي أكثر من نصف الشهر دون العمل، وحتى أنني لا أذهب لمقر العمل، وكثيراً ما تعترضني مشاكل مع المسؤول عني بسبب عدم التزامي بالدوام خلال شهر رمضان». ويضيف:» كما أنني عندما أنوي الذهاب للمكتب ،لا أجد رغبة في العمل، وكثير من الأمور أراها تراكمت عليّ حتى نهاية الشهر، لأغرق بعدها بشهر كله عمل ضخم وهائل». ويؤكد شريف فادي أيضاً شعوره بالكسل في شهر رمضان، لكن شريف على ما يبدو يعرف السبب تماماً فيقول: «أنا لا أجهد نفسي في العمل، لكنني لا أدع للكسل مجالاً ليدخل إلى عملي وجميع الواجبات التي تكون موكلة إليّ في العمل، وأنهيها في الوقت المناسب وأنا مرتاح تمام».
وسوسة شيطان
يؤكد يعقوب يوسف آل علي رئيس فريق المتاحف بدبي :»أنّ أي موظف إذا أتاح للشيطان بأن يوسوس له بأنه لن يستطيع إنجاز عمله بسبب الجوع، فإنه سيبقى طيلة الشهر على هذا الحال، ولن يتمكن من إنجاز أي من مهام عمله». ويشرح الأمر بقوله:»علينا أن نقاوم الشيطان من خلال الإصرار على أداء العمل بكامل صوره، ولا نفكر بمسألة الأكل والجوع، وعلينا دوماً أن نستعين بالأذكار، لأن فيها حفظاً من الشيطان». وعن نظام عمله في رمضان، يقول:» بالنسبة لي وضعت برنامجا لممارسة الرياضة قبل الإفطار وبعده ،حيث لايتسلل الكسل في أدائى سواء في العمل أو باقي الأوقات وبهذا لن يكون هناك مجال للتقاعس والكسل والخمول». وتقول لبني نبيل، مهندسة بشركة : «حقيقة أرى أننى برمضان لا أعمل بكل طاقتي، حيث إنني مجهدة ومرهقة فلا أستطيع أن أقوم بعملي على الوجه الأكمل، وأصبح في نهاية ساعات عملي مجهدة جدا وتعبة، ويؤثر ذلك بعدها على قيامي بتأدية عباداتي ، فأرى أنني هكذا أضعت الاثنين العمل والعبادة، كما أن نظام العمل بالقطاع الخاص لا ينظر للموظف مطلقا، وكل اهتمامه فقط بالإنتاج والعمل بغض النظر عن القائم به».
عمل وإبداع
في المقابل، هناك موظفون لديهم رغبة في زيادة عملهم والإبداع فيه، ويرى هاني عبد المعطي في شهر رمضان فرصة لمضاعفة العمل ويقول:» تعلّمنا من الرسول الكريم -صلى الله عليه وسلم- أن العمل عبادة، ورمضان كله شهر عباده، فلماذا لا نجعل من عملنا طريقة لزيادة أجرنا عند الله سبحانه وتعالى». ويستغرب هاني من الأشخاص الذين يصيبهم الكسل خلال هذا الشهر، قائلا:»منذ متى كان شهر رمضان من أجل النوم والجلوس في البيوت، وأحياناً كثيرة العصبية وغيرها من العادات السيئة، فرمضان شهر خير يجب أن تكون كل الأعمال فيه أعمال خير». ويضيف:» الكسل في رمضان هو مشكلة لكل صائم، وعليه أن يبحث عن مخرج ما للتخلص منه وإيجاد جهد وإبداع في العمل بدلاً من الكسل». وتقول هنادي حسن أخصائية أطفال إن «الإنسان في شهر رمضان عندما يصوم، فإن الصيام يعطيه مزيدا من القوة ويعينه على أدائه العمل، فمن يراعى ضميره في عمله فهو يراعيه في كل وقت سواء برمضان أو غير رمضان».
مقاومة الكسل
«قبل ثلاث سنوات كنت أقضي شهر رمضان في كسل تام، نصف النهار نائم والنصف الآخر أتقلب في الفراش، أيام أذهب للعمل وأيام لا أذهب، وأحياناً كنت أذهب قبل انتهاء الدوام بوقت قصير». هكذا يشرح الموظف إبراهيم سعد حالته. لكن إبراهيم استطاع التغلب على هذه العادة السيئة شارحا الأمر بقوله:»قررت التخلص من عادة الكسل لديّ، وذلك من خلال وضع جدول للأعمال اليومية في رمضان، وتحديداً خلال ساعات العمل، ومن أهم الأمور التي أركز عليها في هذا الجدول أن تكون الصلاة في وقتها تماماً، ولا أقوم بتأجيلها كما كنت أفعل سابقاً». ويقول عبد الرحمن الملا:»يصيب الناس برمضان بعض الخمول والإجهاد، ونظرا لعدم الراحة وأخذ قسط كاف من النوم والصيام، مما يجعلهم في حالة استرخاء، هذا بالطبع ما يؤثر بدوره على عملهم وإنتاجهم بالسلب، ولكنني أرى أن العمل عبادة لذلك برمضان ينبغي علينا أن نكثر من العبادات، ولكن لابد أيضا أن نضع بعين الاهتمام عملنا والذي لا يقل أجره عن أجر عبادتنا».
عدد اليوم
