الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

روز شمس الدين تصفف شعر الزبونات بدون «فلسفة»

روز شمس الدين تصفف شعر الزبونات بدون «فلسفة»
28 أغسطس 2009 23:41
تدمع العينان لدى سماع روز محمد شمس الدين تتحدث عن رمضانيات الأهل والأحبة الأشقاء والشقيقات وعوائلهم، مجتمعين في دار الأب حيث الخير يعمّ حتى لو كانت الظروف الاقتصادية صعبة، وهي الظروف التي جعلت من روز تحط رحالها في أبوظبي في الإمارات لتنتقل من منزل الأهل وصالون تجميل كانت تملكه في ذات يوم «عملت فيه لمدة 12 سنة»، ورأته حطاماً في اليوم الثاني بعد أن دمّرته الطائرات الإسرائيلية بصواريخها التي لا ترحم لا روح ولا مادة. روز لا تشتكي أبداً، ومن يجالسها ويتحاور معها لا يشعر بما حصل معها أبداً، فهي دائمة الابتسام، تحبّ الزبائن في الصالون الذي تعمل فيه بأسلوبها الخاص.. تشعر أنها لا تريد للأنثى أن تكون متخاذلة ومستسلمة، تبعث الأمل في النفوس من روحها المرحة حتى لو كانت مثقلة بالتعب الذي يتسرب بسرعة إلى قدميها وهي تقف لتصفف شعر الزبونة هذه وتقص شعر أخرى وتنصح بالألوان وبأساليب العناية بطريقة سلسة لا «تفلسف» فيها تدفع الزبائن يعيدون الكرّة ويأتون لترسم روز تصاميمها على شعرهم. لمن ستعقد خطوبتها سلة من التهنئة والتمنيات بالسعادة مع نصائح لا بد منها.. ومن تهمل في العناية بشعرها تعلن لها روز تأسفها متساءلة عن السبب، لكأنها تقول «لا سبب يدفعك لإهمال شكلك ومظهرك». هي روز، التي تتأثر من ابتعادها عن الأهل، وتشعر بغصة في قلبها لاضطرارها للسفر للعمل غير أن هذه الغصة تكشف عنها من دون إرادتها ولا يعد هناك من سبيل لإخفائها في المناسبات الدينية، في رمضان وفي الأعياد. التبولة أو الفتوش تقول:»رمضان هو لقاء عائلة واحدة توسعت مع زواج الأبناء وصارت أكبر لـ «روز» ثلاثة أشقاء وخمس شقيقات، وصار الإفطار بعد الصوم مشاركة تبدأ بمساعدة الوالدة في المطبخ لتحضير الوجبات المتنوعة بكميات كبيرة تكفي العائلة، لذا لا بد من أن يبدأ التحضير باكراً. ووجبة الإفطار مع الأهل غنية من المطبخ اللبناني لا تفارقها أطباق التبولة أو الفتوش والشوربة واللحوم على أنواعها، ففي منزل الأهل لا يمرّ إفطار من دون لحوم، الحمراء منها والبيضاء من سمك ودجاج. ولليخنات مع الأرز تنوعاتها، وغني عن القول، ما تحتويه مائدة الإفطار اللبنانية مما لذ وطاب، قد يشبع الذي يفطر قبل أن يبدأ بالوجبة الأساسية. حلقة من الصديقات اختلف إفطار روز عن إفطار الأهل وإن حمل شيئا من نكهته، فالتبولة والشوربه أساسيتان وقد تكونا كافيتين في البداية، أما حين تجوع بعد مرور ساعتين فتتناول ممّا طهته في أول من أمس يومها، لأنها دائماً تحضر إفطارها مسبقاً خوفاً من تأخرّها في العمل لسبب من الأسباب فيكون كل شيء جاهز مسبقاً. في رمضان، «تكثر اتصالاتي الهاتفية بالأهل، وإذا اتصلت ليومين متتاليين، تعرف والدتي مباشرة أنني أريد سؤالها عمّا حضّرت من وجبات للإفطار فأتذكر وجبة ما من خلالها لأطهوها. أحياناً، أتصل لأسألها كيف تعدّ وجبة معينة، فأحضرها لتكون شبيهة في طعمها لما كنت أتناوله من يديها في رمضان. هذا لا يمنع أن روز كوّنت حلقة من الصديقات، يوماً بعد يوم، من مختلف الأديان كما تقول، إنما شاركنها جميعهن بإفطارها وبالتحضير للإفطار وأحطن بها ما عوّض عن جزء ممّا تفتقد إليه من أجواء الأهل، لكن لا شيء يعوض عن الأهل. لا أخسر زبونة عمل روز يحتم عليها أحياناً أن تتأخر عن إفطارها كي تنهي تصفيف شعر زبونة، وهي تقول:«لا أخفي أنني أكون منزعجة داخلياً إنما حين أنهي عملي وأسمع الزبونة تقول لي عذراً فقد أخرتك عن إفطارك، أشعر أنني لست نادمة على موافقتي على البقاء والعمل. ولكن في إحدى المرات، طلبتني زبونة بالاسم، وكنت قد دعوت شلّة من صاحباتي للإفطار في منزلي، ولم يكن بالوسع إلا البقاء لأنني أحب عملي وأتفانى من أجله، ويهمّني أن لا أخسر زبونة.. وأسعفني يومها أنني في العادة أحضر كل شيء مسبقاً، فوصلت المنزل على وقت الإفطار تماماً وأعتقد أن زبونتي وصلت مرتاحة إلى الإفطار الذي دُعيت إليه.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©