الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

دمشق تحيي ذكرى شفيق جبري

دمشق تحيي ذكرى شفيق جبري
29 يونيو 2008 21:49
ضمن احتفالية دمشق عاصمة للثقافة العربية، اختتمت في العاصمة السورية دمشق مؤخراً فعاليات الندوة النقدية التكريمية لشاعر الشام الكبير الراحل شفيق جبري (1898 - 1980) الذي يعتبر علماً من أعلام الشعر في سوريا ورمزاً من رموز التنوير في الثقافة العربية· وقد أُقيمت هذه الندوة التي استمرت ثلاثة أيام بالتعاون بين وزارة الثقافة في سوريا ومؤسسة جائزة البابطين للإبداع الشعري· وشارك فيها شعراء ونقاد وباحثون من سوريا ومصر والأردن والعراق ولبنان والجزائر والإمارات وفلسطين· وتناولت محاورها حياة شفيق جبري ومواقفه الفكرية والأدبية· واستهل أول أيام الندوة مساء الأحد الماضي بكلمة لوزارة الثقافة السورية ألقاها الدكتور علي القيم معاون الوزير الذي أشار إلى الأهمية الإبداعية للشاعر الكبير شفيق جبري، مؤكداً أن الحديث عنه هو حديث عن الإبداع والشعر والنقد والمواقف القومية والوطنية والإنسانية ومواجهة الاستعمار من خلال كتابات جبري النثرية والشعرية والتراثية العديدة· كما تحدث الدكتور حسين جمعة رئيس اتحاد الكتاب في سوريا عن حياة جبري وآثاره ومقالاته وعمله كأستاذ جامعي وعميد لكلية الآداب في جامعة دمشق، مشيراً إلى أن جبري بدرت نباهته مبكراً، وتفتحت عيناه على المآسي التي زادت غضبه على الظلم والاستبداد والقهر، وتميز بالرهافة والمشاعر الفياضة وأحب العزلة وآثرها· كما تحدث الدكتور أحمد درويش من مصر مؤكداً أهمية الشاعر المكرم باعتباره شاعراً وناقداً وأستاذاً جامعياً حوّل جراح الأمة العربية إلى سيمفونية فكر لا تزال تنبض بالحياة إلى اليوم· فيما تحدثت الدكتورة لطيفة برهم عن الذات المبدعة وفعل الكتابة، استناداً إلى مؤلفات شفيق جبري، فاعتبرت أن الإبداع يحدد بالشعر ويبتعد النثر عن القصة والرواية ليعنى بالمقالات الأدبية والسياسية، أما النقد عند جبري فيتناول الأجناس كلها· وتحدث عبدالكريم السعدي عن مواقف جبري الفكرية والأدبية، وقال: إن مقالات كثيرة لجبري دانت الاحتلالات التي كممت الأفواه وقمعت الحريات، كما أماطت اللثام عن الجهل والتخلف، ونادت بالحرية والحق والإنصاف والسلام· فيما ذهب الدكتور عادل الفريجات إلى أن شفيق جبري مثّل الشعر الإيحائي في سوريا أو المذهب الاتباعي في فن القريض· أما الدكتور نذير العظمة، فأشار في بحثه ''الإبداع بين الهوية والتراث في شعر جبري'' إلى أن جبري أحد فرسان الثقافة العربية في زمانه، وقد احتفل بالتراث ومال إلى نزعة التأصيل، ورد مكتشفات الحداثة إلى أصول قديمة، وهو بذلك كان أديباً وشاعراً تأصيلياً وتنويرياً ونهضوياً، يحاول أن يعيد التراث ويستكشفه· وتوقف الدكتور ياسين فاعور من فلسطين عند عزلة جبري وشرح أسبابها، فجبري كان يرى أن أخلاق الناس كانت قد تغيرت فتنكرت طباعهم وفسدت ألسنتهم، فكان جبري يشعر بالغربة الزمانية، ويفضل صحبة الطبيعة على صحبة البشر· يذكر أن أول من أطلق لقب شاعر الشام على شفيق جبري هو أمير الشعراء أحمد شوقي عندما زار سوريا بعد نكبة دمشق، وألقى جبري أمامه قصيدة، فالتفت شوقي إليه وقال: أنت أيها الفتى شاعر، فالتفت الشعراء الموجودون وقالوا: شاعر الشام· لقد شكل شفيق جبري في نثره بداية مهمة لأسلوب عقلي في النثر في بلاد الشام، مستنداً إلى جملة من المعايير الحداثية المتطورة· ويعتبر رمزاً من رموز الشعر الكلاسيكي في بلاد الشام· واهتم بوحدة القصيدة التي شكلت معلماً مهماً من معالم الحوار الثقافي مع الأدب الغربي في النصف الأول من القرن العشرين· ولد شفيق جبري في حي الشاغور العريق بدمشق عام 1898 ونشر أول قصيدة له عام 1920 في صحيفة سورية الرسمية وتوفي عام ،1980 وما بين الولادة والرحيل سطع نجم شاعر الشام، وشغل الناس بشعره ونثره، وترك آثاراً قيمة في مقدمتها ديوانه ''نوح العندليب''، وقد صدر لأول مرة بعد وفاته، كما ترك مؤلفات عديدة منها: أنا والشعر، العناصر النفسية في سياسة العرب، أبو الفرج الأصفهاني، أنا والنثر، أحمد فارس الشدياق، الجاحظ معلم العقل والأدب، دراسة الأغاني، أرض السحر، دراسة عن شوقي، أناتول فرانس·
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©