الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجامع العمري الأول في بلاد الشام والشهير بـ «مئذنة العروس»

الجامع العمري الأول في بلاد الشام والشهير بـ «مئذنة العروس»
28 أغسطس 2009 23:43
الجامع العمري في بصرى أو جامع «العروس» هو أول مسجد بني في بلاد الشام في صدر الإسلام الأول، وهو الأقدم في هذه البلاد، فقد أمر الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ببنائه عند مروره في المنطقة في طريقه إلى القدس لفتحها سلماً. وأقيم المسجد في الفترة بين عامي (12-23) للهجرة (634-644) للميلاد، وهو يعتبر في المرتبة الثانية بعد المساجد الثلاثة التي تشد إليها الرحال، وهي: المسجد الحرام في مكة ومسجد الرسول (ص) في المدينة والمسجد الأقصى في القدس. ويقع الجامع العمري في وسط بلدة بصرى التاريخية التي تبعد عن دمشق 140 كم جنوباً، وما يزال شامخاً بين الآثار الرومانية القديمة، محافظاً على واجهته الأصلية القديمة، وتفاصيله المعمارية وأعمدته الجميلة حتى الآن، حيث يعتبر أحد أهم المعالم الدينية التي ما تزال ماثلة حتى اليوم. أقسام المسجد يتألف المسجد من صحن مكشوف أبعاده 16× 13 متراً تتوسطه ميضأة (مكان الوضوء) مربعة (2×2)م داخلها نافورة ماء، يحيط بها عامود رخامي قطره 50 سم وتاج ارتفاعه 2 م. وقد رصفت أرضية الصحن بالحجر الكلسي الأبيض والبازلتي الأسود، مع تزيينات وأشكال مختلفة الألوان، وتحيط بالصحن أربعة أروقة، أولها الرواق الجنوبي، وهو حرم الصلاة، ويبلغ عرضه 12 متراً، وقد زينت واجهة الحرم بثلاثة أشرطة من الزخارف النباتية المحفورة في الجص، وبينها خطان، كتبت فيهما آيات قرآنية محفورة على الجص. وفي داخل حرم الصلاة يوجد 44 عموداً، يتألف كل منها من ركيزة ووسادة وطبلة عمود وتاج، بينها ستة عشر عموداً من الرخام الأبيض والحجر الكلسي، وتتوزع الأقواس داخل الحرم بطريقة متصالبة، حيث يبلغ عددها سبعة أقواس (شرق غرب) أكبرها في الوسط، وستة أقواس متساوية البعد من الحجر البازلتي، ويتوسط جدار القبلة محراب بسيط أبعاده (1 – 2.6) متر على شكل صندوق مفتوح، ينتهي بنصف قبة. ويطل المسجد من الشرق برواق مقنطر منخفض يشرف على الشارع بتسعة أقواس مختلفة الارتفاع، وتتخلله أبواب تؤدي إلى المسجد، وتظهر في أعلى الواجهة خمس نوافذ مقوسة ومختلفة الاتجاه. أما واجهة المسجد الغربية فتشرف على ساحة مكشوفة تمتد على طول الجامع، وهذه الواجهة تضم درجاً حجرياً مكوناً من أربعين درجة، تتداخل مع مداميك البناء، وتؤدي إلى سطح المسجد. في حين ترتفع الواجهة الشمالية إلى عشرة أمتار، وهي تعكس أعمال الصيانة والإصلاحات التي شهدتها عبر السنوات. أما الواجهة الجنوبية، فهي ذات روح عمرانية واحدة ومنتظمة وتحتوي على خمس نوافذ مقوسة. أقدم مئذنة تعتبر مئذنة الجامع العمري (مئذنة العروس) أقدم مئذنة لا تزال قائمة في العالم العربي والإسلامي، وهي ذات شكل مربع، يبلغ ارتفاعها 24 متراً، ويبلغ طول ضلعها المربع 4.80 متراً حتى ارتفاع ستة أمتار من قاعدتها. وفي هذا الجزء مدخلان أحدهما للمسجد والثاني إلى خارجه، ثم يتقلص طول ضلع المئذنة إلى 60 سم حتى ارتفاع عشرة أمتار، ويستمر التقلص تدريجياً حتى ارتفاع ثمانية عشر متراً، حيث يتقلص طول الضلع إلى نصف متر، وقد زودت المئذنة بنوافذ تهوية على مستوى ارتفاعها. كما يوجد في أعلى المئذنة كورنيش حجري بارز، بينما يمتد فوق كل نافذة فيها قوسان متعاكسان. يصف أحد أبناء بلدة بصرى مئذنة العروس بأنها أسلوب معماري متميز ومتفرد على مستوى العالم العربي والإسلامي. ويرجع تاريخ بنائها إلى عام (102 هجرية و720 ميلادية). وهذا ما كشفته أعمال الترميم التي جرت عام 1936، حيث وجدت كتابة أموية كوفية مؤرخة عام (102 هـ / 720 م) تقول: هذه المئذنة قام على صنعتها بعد سنة مائة. وقد تم تجديد المئذنة مع المسجد عدة مرات، فقد وجدت كتابات تقول «جددت في سنة ستين وأربعمائة».
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©