الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رمضان البحرين.. الإفطار أرز وثريد والسحور سمك و«محمر»

رمضان البحرين.. الإفطار أرز وثريد والسحور سمك و«محمر»
28 أغسطس 2009 23:44
جميل أن نزور البيوت المحبة للفن والأدب، لنستمع عن تقاليد رمضان. وكانت فرصة طيبة أن نتعرف على عادات البحرين من إنسان مولع بالتراث وله عشرات المقالات في هذا المجال، وعنده أكثر من مخطوطة كتاب. إنه عبدالجليل السعد. وكان من حسن حظنا أن نلتقي زوجته اليابانية رييه Rie واسمها العربي (نور) استقبالها كان طبيعيا مشجعا وجميلا وكأننا نعرف بعضنا من زمن بعيد. وما زاد جو اللقاء ألفة وطيبة الثقافة التي يتمتع بها صاحب البيت، فضلا عن الكرم والأريحية. وما يسر الزائر تلك اللوحات التراثية والأدوات التقليدية في البحرين وخاصة الشباك الخشبي المحفور ويعود تاريخ صنعه إلى القرن السابع عشر، والجميل أن صاحب البيت يحتفظ بلوحة تمثل شجرة عائلة السعد وهي تضم مئات الأسماء. يقول السعد: «رمضان في البحرين هو حدث سنوي جميل، فيه نوع خاص من الفرحة للصغار والكبار معا. بداية، تكثر فيه التجمعات من مختلف الأجيال، نحن في البحرين لما يجيء رمضان من أول يوم نبتدي نغني:»حياك الله يارمضان يابا القرع والبديان (الباذنجان)». وهذه الخضار، عند إعداد الطعام، توضع بكثرة على المرق الذي يعمل به الثريد وهو من الخبز الإيراني أو خبز الرقاق. الأكلات في رمضان عندنا مختلفة، وهي متشابهة في جميع دول الخليج مع بعض الإضافات البسيطة من دولة إلى أخرى، سواء في اختيار نوع الخضروات أو التوابل، والتسميات أحيانا تختلف، مثلا: المكبوسة في البحرين لها اسم آخر في عمان، البرياني فيها أنواع وإضافات كثيرة، ولكن في رمضان الوجبة الرئيسية الأرز، والثريد، والهريس طبعا. الهريس في كل منطقة الخليج يعمل بنفس الطريقة. في الكويت مثلاً يوضع عليه بعض القرفة مع السكر. الهريس يعمل بلحم البقر وحديثا صار يعمل بالدجاج». ويضيف: «رمضان فيه الكثير من العادات الجميلة، ولكن من أجمل هذه العادات شيء يسمى «الغبقة» وهو السحور، دائما وقت السحور يكون مناسبة لتجمع الأصدقاء والجيران، اليوم مثلا: نتغبق أو نروح للسحور في بيت فلان، الناس يتجمعون يتسلون ويتسامرون ويغنون لبعد منتصف الليل، وقبل السحور أو الإمساك بنصف ساعة يوضع الأكل ولازم أن يكون فيه سمك، وبالأخص سمك الصافي والرز المعمول بالسكر يسمونه (محمر)، وكلمة محمر لأن لونه أحمر، وهذه الأكلة أصلها إيرانية وتسمى هناك (برنيوش)، كما أنها يمكن أن تعمل مع الرز الأبيض. وبالعادة كل ليلة الجمعة يكون مجلس، مثلاً: مجلس إبراهيم في هذا الخميس، ومجلس حسن أو عبدالله في خميس آخر. وهناك ناس عندهم تقليد معين، وكل ليلة جمعة في رمضان يتجمعون، ما بين ثلاثين إلى خمسين واحد، على سحور مشترك، وبعضهم يجلبون معهم أطباقا من الطعام». ومن الأطباق المشهورة في رمضان «الكباب»، وهو من طحين الحمص والطحين العادي يخلط مع البصل والطماطم والليمون الأسود والبهارات والملح ويغرف بالملعقة ويصب على الزيت بشكل كباب. أصول هذه الأكلة هندية قديمة، وتعمل بلا لحم وهذه عامة موجودة بشكل كبير في البحرين، لكن هذه الأكلة غير منتشرة في باقي مدن المنطقة. وتختلف بعض عادات الناس عند الإفطار، منهم من يذهب إلى المسجد حيث يفطر هناك على التمر ثم يصلي المغرب، بعضهم يفطرون في بيوتهم على التمر والشوربة، وبعد صلاة المغرب، يعودون ليكملوا إفطارهم، وهناك ناس يتناولون وجبة الإفطار كاملة قبل الصلاة، وآخرون يكتفون بالتمر والشوربة واللبن، وبعد أداء صلاة التراويح يعودون ليتناولوا وجبة كاملة من الرز والمرق والهريس، لكن الأغلبية تأكل بعد المدفع مباشرة. في السحور بعض الناس يتناولون وجبتهم مبكرا على أساس أنها أكثر بركة، وكثير من الناس يواصل السهر حتى بعد مدفع الإمساك، وهم يصلون الصبح وينامون. المسحر في رمضان موجود منذ عهد بعيد، وما زال المسحر بالبحرين موجود وعنده عربانة وطبل، والأولاد يمشون وراءه ويغنون معه أهازيج رمضانية مثل: «حياك الله يا رمضان...». كذلك عندنا قبل العيد بيوم يأتي رجل بعرباية يجرها حمار ويطوف على البيوت ويقول لهم: (عساكم من عواده) والناس يعطونه صدقة الإفطار. ويقول السعد: «في نصف رمضان احتفالية تسمى القرقاعونة، في عمان تسمى، القرين شو، هذه تمارس أيضا في منتصف شعبان. في البحرين والكويت، والخليج بشكل عام، في نصف رمضان الأطفال يروحون بملابسهم الجديدة وطبولهم، ويغنون أغاني عادية جدا، هذه تكون بالليل دائما وهناك العربانات وأكل المكسرات ويعطون الناس فلوس، وتستمر الاحتفالية للفجر في هذه الليلية، يضعون الأكياس في رقابهم وهم صغار وطبولهم علب الحليب (النيدو) الصغيرة، يزال الغطاء عنها من الطرفين ويعلقها الولد في رقبته وكانوا يغنون، (قرقاعونة عادت عليكم/ والصيام بيتك صايب/ هاي يا رمضان/ الله يسلم ولدكم/ ولدكم يالحبابة/ وسيف يرقع بابه ويالصيام». ويضيف: «هذه متعة بحيث أن الأطفال والكبار ليلة القرقعونة كل البحرين تحتفل، بشكل أو بآخر وبمتعة كبيرة، رمضان فيه تجتمع كثير الناس في الشوارع دائما تتجمع، في الحارات في الكراسي الكبيرة دائما تقعد فيها، طبعا النساء وحدهن والرجال لوحدهم، لكن يوجد بيوت مشتركة بالجلسات. عندنا كثير من أنواع الحلويات في رمضان مثلاً محلبية الأرز، اللقيمات، الخبيصة، البثيثة، التمر بالطحين يسمى (انكوا) يوجد في المساجد دئما التمر واللبن، لكن ما فيها وجبات كاملة، وفي ساحات المساجد يوجد خيام، كما أن بعض الناس المقتدرين يفتحون بيوتهم للناس، عدا عن ذلك عندنا عادة توزيع الأكل مثل معظم البلاد الإسلامية، كل عائلة مثلاً عندها صحونها محطوط عليها علامة معينة بالأحمر هذا الأكل مثلا يطلع لبيت فلان أوفلان، هؤلاء يشوفون الصحن والعلامة عليه يعرفون أنه من عند العائلة التي أرسلته، بعدها هم يملؤون الصحن ويرسلونه. هذا يعني تبادل الطعام والخبز والملح بين العائلات، هذه العادات كانت قديما موجودة وما زالت والناس تتبادل الموائد مع بعضها. رمضان جميل، رمضان ممتع، رمضان شهر سهر وشهر تجمع وعبادة، تكثر قراءة القرآن في البحرين في رمضان، وتصير المصالحات دائما بين العائلات المتخاصمة، وفيه الكثير من التسامح».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©