الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الأزمة العالمية تضرب بقوة صناعة الناقلات النفطية

الأزمة العالمية تضرب بقوة صناعة الناقلات النفطية
28 أغسطس 2009 23:51
أصبحت السفن المتخصصة في نقل المنتجات النفطية تخضع إلى عمليات مصادرة من قبل البنوك أو ينتهي بها المطاف إلى التوقف عن العمل، في الوقت الذي أضحى القطاع آخر موقع تضربه الأزمة الاقتصادية في صناعة الشحن البحري. والمشاكل التي تواجه هذه الناقلات المتخصصة باتت أشبه بتلك التي تعاني منها جميع أنواع الناقلات الأخرى بما فيها ناقلات النفط الخام العملاقة. إلا أن ملاك هذه السفن المتخصصة كانوا يعقدون الآمال على إمكانية حدوث تغيرات في أسواق تكرير النفط بحيث تؤدي إلى توفير الحماية لهذا القطاع من أسوأ تباطؤ يواجهه على مر التاريخ. وبحسب إحصائيات مكتب «داهلمان روز» للوساطة والسمسرة في قطاع السفن في نيويورك فقد انخفض السعر الفوري لناقلة المنتجات النفطية المتوسطة الحجم لفترة قصيرة إلى 6240 دولاراً في اليوم في المسار الذي يربط أوروبا بأميركا الشمالية في تعاملات يوم 12 أغسطس الجاري علماً بأن هذا السعر كان يقترب من 30.000 دولار في اليوم خلال 2008. والظروف السيئة التي أصبحت تحيط بسوق ناقلات المنتجات النفطية أجبرت شركة «كورم» الدنماركية، إحدى أكبر الشركات الرائدة في هذا المجال على أن تحذر في يوم 12 أغسطس من أنها سوف تتمكن فقط في 2009 من الاحتفاظ بمستوى إيراداتها وأرباحها الحالي عوضاً عن توقعاتها التي كانت تشير إلى تحقيق أرباح تتراوح ما بين 100 إلى 140 مليون دولار. وفيما يبدو فإن الظروف السيئة في السوق سوف تؤثر بشكل سلبي أيضاً على شركة «ايه بي مولر - ميرسك» الدنماركية الأخرى التي أعلنت مؤخراً من نتائجها الخاصة بنصف العام الماضي في 21 أغسطس الجاري. ويذكر أن شركة «ميرسك» التي تعتبر الشركة الأكبر في العالم المشغلة لسفن الحاويات أصبحت أيضاً الشركة الأكبر في العالم المشغلة لناقلات المنتجات النفطية بعد أن استحوذت على شركة «بروسترومر» السويدية في وقت مبكر من هذا العام. وكما يقول ميكائيل سكوف الرئيس التنفيذي لشركة «كورم» أثناء تحذيره الذي أطلقه بشأن نتائج العام في الأسبوع الماضي «لقد أصبحنا الآن نعاني من أكبر تدنٍ في أسعار شحن ناقلات المنتجات طوال التاريخ». وفي قلب المشاكل التي يعاني منها القطاع بالطبع ذلك الانهيار في الطلب على النفط وجميع أنواع المنتجات النفطية. وكما يقول كريج ماك جراث أحد الرواد في الصناعة النفطية والمدير المالي لشركة «أوميجا نافيفيشن» المسجلة في نيويورك «لقد انخفض الطلب على هذه المنتجات بنسبة 2.7 في المائة في هذا العام مقارنة بالعام الماضي في الوقت الذي كان يرتفع فيه هذا الطلب بنسبة 2.3% في كل عام حتى وقت قريب». وعلى كل فإن الشركات الأكثر تعاملاً مع الأسواق الفورية وذات المدى القصير هي التي تأثرت أكثر من غيرها، علماً بأن العديد من الشركات الأخرى تميل إلى تشغيل سفنها بموجب عقود طويلة الأمد مع شركات المصافي والتكرير أو المتعاملين. لذا فقد ظلت هذه الشركات تحقق الفوائد والمكاسب من الصفقات التي أبرمتها في ذروة ازدهار الصناعة. ويشير ماركو فيوري المدير التنفيذي لشركة «داميكو انترناشيونال شيبنج» والتي تشغل ما يقارب الأربعين ناقلة للمنتجات النفطية إلى أن أسعار السوق الفوري أصبحت أقل من قيمة عقود الإيجارات الطويلة المدى. وأضاف أن «هذه الأسعار أصبحت الآن أقل من تكاليف التشغيل في ذات الوقت الذي لم تعان فيه أسعار الاستئجار الطويل المدى من أي تدنٍ في الأسعار»، لذلك نجد أن شركة «تانكر باسيفيك» المالكة للسفن في سنغافورة قررت مؤخراً إيقاف بعض سفنها عن ممارسة الأعمال والتوقف بدلاً من القبول بالأسعار الحالية وفقاً لما ورد مؤخراً في صحيفة «للويد ليست» المعنية بشؤون الشحن البحري في لندن. وتعتبر «تانكر» أولى الشركات المشغلة لناقلات المنتجات التي تعترف بهذا التراجع الحاد في الأعمال والذي طالما كان يقتصر فقط على سوق سفن الحاويات وأسواق شحن السيارات بالبحر. وذكر هاري ثيوشاري رئيس إدارة الشحن البحري في شركة» نورتون روز» أن الأداء المتواضع لقطاع ناقلات المنتجات النفطية أدى لتكدس أعداد السفن العاطلة عن العمل وبخاصة تلك التي تعود ملكيتها إلى الشركات المشغلة الضعيفة مالياً. والآن فقد أصبحت البنوك قلقة على وجه الخصوص بشأن الانخفاض المفاجئ في أسعار بيع ناقلات المنتجات وبشكل أدى إلى تآكل قيمة الضمانات الخاصة بهذه السفن. ويقول ثيوشاري «لقد أصبحت ناقلات المنتجات تناضل في الوقت الحالي، وأعتقد أن الشركات التي تدار بشكل جيد هي المؤهلة فقط لاجتياز هذه الأزمة». وعلى الرغم من ذلك فإن هناك نوعاً من التفاؤل يسود القطاع ويتمحور حول الآمال المعقودة على إنجاز بناء العديد من مصافي تكرير النفط الجديدة في منطقة الشرق الأوسط والقارة الآسيوية بعيداً عن الدول الرئيسية المستهلكة للنفط ومنتجاته في أوروبا وأميركا الشمالية، والتي من شأنها أن ترفع مستوى الطلب على ناقلات المنتجات وبعض قطاعات الكيماويات على حد سواء. ولقد تقدمت الشركات بالفعل بطلبات لشراء العديد من الناقلات الجديدة من أجل خدمة هذه الأسواق. ولكن أحد السماسرة في شركة «ايه سي إم» للشحن البحري وأشار إلى أن الطلب ما زال ضعيفاً بحيث يجعل من الصعوبة بمكان على مصافي تكرير النفط الحالية تعمل بكامل سعتها. وأضاف أن «الأمر برمته بات يعتمد بالكامل على الطلب وعلى استهلاك الطاقة والنفط. وفي حال أن بدأ هذا الطلب في الارتفاع مجدداً فإن سوق ناقلات منتجات النفط سوف يشهد الانتعاش تبعاً لذلك». (عن فاينانشيال تايمز)
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©