الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

وبضدها تتميز الأشياء

13 مايو 2010 23:11
“وبضدها تتميز الأشياء”.. إنها القاعدة الأزلية التي بها يدرك البشر الفوارق بين الأشياء، الليل والنهار، الأرض والسماء، الصخر والماء، الحب والكراهية، وبينهما يتأرجح الوسط، لكننا في بعض الممارسات الرياضية نقرأ المعادلة أحياناً من طرف واحد، فنمسك بطرف الخيط دون الآخر ونرى وجه العملة دون الآخر فتفوتنا الكثير من الحقائق ونصفق أحياناً للوجه الأبيض أو نلعن الظلام دونما الإمساك في وقت واحد بالنقيضين. أقول هذا بمناسبة انتهاء الموسم الرياضي كل عام وأنتم بخير وابتداء مواسم التكريم ولا مانع من أن يذهب الإعلام أيضاً للبحث عن نجوم العام دون أن يحاول أحد أن يمسك بالشهب التي احترقت وربما أحرقت ما حولها وهي تهوي ودون أن نرصد الوجه الآخر لارتفاع النجوم، فلا ندرك لماذا أضاءت هذه ولماذا احترقت تلك. لماذا نختار الأفضل دائماً ولا نختار الأسوأ ولماذا نحتفي بالنجوم ولا نرصد الشهب لعل الرصد يكون فيه إنقاذ لها أو لغيرها ممن ربما كان على وشك السقوط، ولماذا نحلل النجاح ونهمل الفشل، مع أن أولى قواعد التحليل أن ندرك أن للمعادلة طرفين ونضعهما في المزيج معاً. على سبيل المثال، ينتهي الدوري اليوم وقد ذهبت بؤرة الضوء إلى الوحدة البطل، وهو أمر طبيعي لا غضاضة فيه، ولكن الغضاضة أن نهمل تجربة الإمارات وعجمان الفريقين اللذين احترقا في سماء النسخة الثانية لدوري المحترفين، فلا نخرج بشيء من التجربة ولا ندري مقابل النجاح كيف كانت أسرار الفشل. وبعد قليل سنراقب هداف الموسم دون أن نعتني بالنجم الذي غاب عن التهديف وأفضل حارس، دون أن نبحث عن الأسوأ وأحسن لاعب أو حكم أو إداري دون الطرف الآخر للخيط، وكأنه بلا فائدة أو كأننا أمسكنا بمشرط الطبيب فقطعنا العضو العليل بدلاً من علاجه، ونحن في حاجة ماسة بالتأكيد إلى إظهار نماذج النجاح والاحتفاء بها لتكون قدوة، لكننا أيضاً في حاجة إلى الكشف عن نماذج الفشل لتكون عظة ومن القدوة والعظة تكتمل معادلات الحياة. الدوري يرفع شارات الوداع غداً على موعد بلقاء جديد.. مبروك للوحدة الذي استحق اللقب بعد غياب، مبروك للجزيرة والعين الصراع الشريف إلى ما قبل المنحنيات الأخيرة، مبروك بني ياس تلك العروض المشرفة بعد الصعود، مبروك للظفرة صاحب الفضل الأول في تغيير قاعدة الصاعدين هابطين، وفي الوقت نفسه ليس “هارد لك” للإمارات وعجمان ولا للشعب القابع مع الهواة للموسم الثاني على التوالي، ولا للفرق الخمس التي ضاق بها الجدول حتى قبعت معاً في مركز واحد لا أراه على مقربة من رباعي المقدمة، ولكن من ثنائي المؤخرة.. ليس حظاً سيئاً، لكنه شيء ما بخلاف الحظ، فهل هناك من يبحث عنه بعد النهاية.. لو حدث فعلاً لكانت البداية، ولكل بداية نهاية ولكل نهاية بداية، فابدأوا من جديد. mamdo9495@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©