السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

علماء الأمة: زايد شخصية استثنائية وهبه الله الحكمة والعطاء والتواضع

علماء الأمة: زايد شخصية استثنائية وهبه الله الحكمة والعطاء والتواضع
24 يونيو 2016 03:23
إبراهيم سليم (أبوظبي) أجمع علماء الأمة على أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، شخصية استثنائية اختصها الله بالعديد من المزايا على كافة الأصعدة، في الجانب الروحي أو الوجداني، أو الإنساني والسياسي وكل شخصيته حيث امتزجت تربيته مع أخلاقه بخلاف ما وهبه الله من حكمة، وتواضع وهمّة عالية، لم يكن شخصاً عادياً ولاسياسياً كغيره من السياسيين. وأشار الأستاذ الدكتور عوض إسماعيل عبدالله الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف إلى أن الإنسان له من اسمه حظ، وبالنظر في سيرة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله وطيَّب الله ثراه وجعل الجنة مثواه، ترى أن المقولة قد انطبقت على الرجل من نواح شتى، فهو زايد في حكمته التي شهد له بها كل من جلس إليه أو عرفه حتى إنه لُقب بحكيم العرب، زايد في تواضعه من خلال ما هو معروف عنه من مشاركته الكاملة للناس في معيشتهم وبساطتهم من غير غطرسة أو تكبر، زايد في حب الناس له حيث لم يختلف على ذلك أحد إلا منكر لفضل الرجل أو جاحد، زايد في حب العلم وأهله، وليس أدل على ذلك من هذه السنة التي سنها ، رحمه الله ، وسار على نهجه خير خلف لخير سلف صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ،حفظه الله، وما لمسناه من تكريم بالغ، استقبالاً، وإقامة، وتنظيماً، رائعاً، لبرامج اللقاءات والدروس، كما أنه زايد في مساندته الحق وأهله في كل مكان وزمان، ولا يمكن أن ينسى موقفه الشجاع حين قام بقطع إمدادات النفط بصفته سلاحاً فعالاً إبان حرب أكتوبر 1973. ونسأل الله تعالى أن يتغمد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بواسع رحمته، وأن يجزيه لما قدم لبلاده وللأمة العربية والإسلامية بل والإنسانية خير الجزاء، وأن يوفق رئيس الدولة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات لكل خير، وأن يحفظ عليهم أمن بلادهم وأمانها، وعلى العالم العربي والإسلامي وعلى جميع البلدان، إنه أكرم مستوى وأعظم مأمول. وقال الدكتور أحمد الصاوي مدرس العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر الشريف إن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد يُعد أحد رجال القرن العشرين الذين صنعوا تاريخ أمة، وقاموا ببناء دولة، وستظل سيرته ملهمة لكل الأجيال في دولة الإمارات، فهو مثال يقتدى، ونبراس يحتذى للقادة وصُناع القرار والمفكرين في المنطقة العربية والعالم الإسلامي والغربي، أما عن توحيد الأمة والبناء فقد سار في اتجاهين، الاتجاه الأول: يتمثل في الحنكة السياسية الفذة التي أظهرها في قيادة شعبه نحو الوحدة وذلك ببناء قاعدة شعبية لم تقتصر على كبار شخصيات المجتمع وزعاماته بل شملت كل فئاته، وبذلك حقق المهمة الصعبة المتمثلة في إقامة دولة اتحادية، هي الوحيدة بمنطقة الشرق الأوسط وبذا أصبح الشيخ زايد، رحمه الله، الزعيم الذي أجمع عليه أبناء شعبه. وبقوة الاتحاد الذي صنعه عزز صرح الدولة في مواجهة التحديات الهائلة آخذاً على عاتقه التحديث والتطوير، وأضحت دولة الإمارات العربية المتحدة قوة بناء داخل المنطقة العربية وخارجها، تجسد مبادئ الوحدة الوطنية والتسامح الديني والتعاون الإقليمي والدولي. التضامن العربي الخليجي ولفت إلى أن الاتجاه الثاني: يتمثل في فكرة وحدة الأمة ليس على مستوى الدولة بل تتجاوز حدود الدولة الواحدة إلى تكامل وتضامن عربي خليجي ليس مجرد شعارات بل واقعاً عملياً يتمثل في مجلس التعاون الخليجي، واستخدام كل إمكانيات الدولة الاقتصادية لدعم المطالب الشرعية للأمة العربية، وبذلك استحق الشيخ زايد، رحمه الله، عن جدارة أن يكون أحد أعظم رجال القرن العشرين فهو بحق موحد أمة وباني دولة. وقال الداعية الدكتور الطاهر أبو القاسم، لقد كتب الله تعالى الفناء على كل خلقه وهو الحي الذي لا يموت ولكنه بسط العمر والحياة باقية لمن أحبهم من خلقه بدوام آثارهم ومناقبهم «إنا نحن نحيي الموتى ونكتب ما قدموا وآثارهم وكل شيء أحصيناه في إمام مبين» ولعمري هذه هي الحياة الحقيقية التي يسعد بها صاحبها تمام السعادة، ومن هؤلاء المغفور له الشيخ زايد، الذي عاش بالله واثقاً ولوجهه العظيم عاملاً ولوطنه خادماً وللناس ناصحاً وللإنسانية مشيداً، ما أحسب أن واحداً من الأمة العربية والإسلامية بل من العالم بأسره يجهل جهوده ويغفل مساعيه الخيرية للبشرية كلها، وما يختلف اثنان في سبقه لكل العقلاء والحكماء والناصحين في نشر روح الوداد والتسامح بشكل نظامي وتنظيمي مستقل، وعاش وارثاً للأخلاق المحمدية في صفاء السريرة ونقاء الطوية وسلامة الصدر والرحمة بالعباد وبالحيوان وبالبيئة وبكل ما يحيط بالإنسان من العوالم. وقال مَن الذي يقدر أن يُحصي جهوده لخدمة دين الله تعالى؟ ومَن الذي يستطيع أن يحيط باهتمامه بالشعوب العربية والمسلمة في أمنها وغذائها واستقرارها وتطورها وحريتها واستقلالها؟ ومن الذي لا يشهد صدقه وإخلاصه وحبه العارم في بناء الإمارات وتشييدها وازدهارها؟ وقال لقد أفاض الله تعالى على روح وقلب وشخص الشيخ زايد «رحمه الله» بالعطاء العظيم من التوفيق والسداد والقبول في العزائم والمقاصد وأصابه وابل الرضا والإكرام من الله عز وجل فآتى أُكله مرتين: مرة بثمرات النجاح والتميز والازدهار على بلد الإمارات، ومرة ببشائر الخير وطوالع المسرات على كثير من الشعوب والبلدان. وحيث نعت النقص ووصف القصور يغلب على كياني وشخصي فإني أوكل الجزاء الكافي والإحسان الوافي لكل فضل ومزية إلى الله تعالى بنزول شآبيب المغفرة وسحائب الرحمة والرضا على الشيخ زايد الخير، وأن ينزله بمعية عين الرحمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يجعل همته سارية وعزيمته جارية في نجله الناصح الكريم رئيس الدولة ،حفظه الله، وأمده بموفور الصحة والعافية، وفي كل عقبة وإخوانه وآله، وفي شعب الإمارات، وأدام الله تعالى أواصر المحبة والود والاتحاد والتآخي بين المسلمين كما أحبها وأرادها وعمل لها الشيخ زايد،رحمه الله. الشيخ زايد وعطاؤه من جانبه أكد الدكتور محمود حسن محمد عضو هيئة التدريس بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر الشريف أن عظمة الرجال بما قدموه لأمتهم من الأعمال، وما بذلوه للإنسانية من جليل الفضائل والآثار، وما تركوه من إنجازات تسعد في ربوعها العباد، وتزدهر في ظلها البلاد، ولقد كان الشيخ زايد، طيب الله ثراه، من أعظم الرجال الذين عرفتهم البشرية عطاء للإنسانية، من أعظم القادة الذين استطاعوا أن يوظفوا العطاء لبناء قيم راسخة، تدعو إلى المبادئ السامية، والأعراف الراقية، والتقاليد السمحة، متكئة على قواعد صلبة، وأسس متينة، تلك القيم التي تقوم بدورها في دعم الإنسانية في شتى جوانب الحياة. وأشار إلى أن عطاءه لم يكن قاصراً على بلده أو أبناء شعبه فحسب، بل امتد عطاؤه ليشمل الكثير والكثير من البلدان العربية والإسلامية، وذلك على جميع الأصعدة السياسية والإنسانية والاجتماعية. فضرب لنا بذلك بل للعالم أجمع، مثالاً فريداً، وأنموذجاً رائعاً جديداً، في العطاء وبذل الخير للناس، قل أن تجد له نظيراً، وما كان ذلك إلا لما حباه الله تبارك وتعالى من قلب امتلأ بالخير والود والمحبة والرأفة للناس أجمعين، فصدق فيه قول الشاعر: وقال لم ينتظر رحمه الله تعالى في عطائه جزاء ولا شكورا، ولم يبتغ به ثمنا قليلا، بل كان أجره على الله، الذي وفقه لعمل الخير وهداه، فجميع عطاياه التي جادت به نفسه، أحسبها كانت لله خالصة، لأنها لو لم تكن كذلك لما بقيت، ولما امتدت آثارها من بعده، فما كان لغير الله زال ومُحي، وما كان لله بقي. هذا عن عطائه المادي، أما عن عطائه الروحي والمعنوي فحدث ولا حرج، فقد كان رحمه الله وجعل الجنة قراره ومثواه، يبث في قلوب الرجال من العزيمة والقوة ومحبة الخير والحرص على العمل والإنتاج والتقدم، أكثر مما يبث في أيديهم، ناهيك عن حسن تربيته لشعبه، حتى صار أدبهم مما لهجت به الألسنة، وتحاكى عليه الناس في جميع أقطار الأرض مشرقها ومغربها، شمالها وجنوبها. أقول وبكل ثقة إن شعب الإمارات الشقيق، نجح وبكل ما تحمله الكلمة من معنى، من الاقتداء بوالدهم الكريم، وقائدهم العظيم، وزعيمهم المفدى، الشيخ زايد رحمه الله، نجحوا وبكل جدارة من الاستفادة من دروسه وتعاليمه، نجحوا وبكل تأكيد من الاستماع إلى نصائحه، والعمل بها، وتطبيقها، حتى صاروا إلى ما هم عليه من خير وفضل وتقدم ووئام. فكان رحمه الله وجعل الجنة قراره ومثواه، لشعبه كسفينة نوح عليه السلام، ركبها باسم الله شعبه، فاستطاعوا بها النجاة من طوفان الفرقة والاختلاف، ولم يكتف بما بذلته يداه، لكنه أصر على أن يكون هذا العطاء الخيري هو ديدن الدولة ونهجها، وقد كان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©