الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

رجل بنى أمّة.. «زايد قلب كبير» اتسع للإنسانية

رجل بنى أمّة.. «زايد قلب كبير» اتسع للإنسانية
24 يونيو 2016 03:25
ناصر الجابري (أبوظبي) يستعرض الأرشيف الوطني في كتابه «زايد رجل بنى أمة»، لمؤلفه غريم ويلسون، سيرة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، من خلال عدد من الفصول التي تؤرخ لعدد من مراحل تأسيس دولة الإمارات، ابتداء من فكرة الاتحاد، وصولاً إلى المآثر التاريخية والإنسانية التي حرص عليها، طيب الله ثراه. وفي المقدمة، الكتاب الذي صدر عام 2013 م، يصف المؤلف الراحلَ الكبير بأنه «أعظم محسن شهدته هذه البسيطة»، عازياً ذلك إلى رعايته التي أولاها لملايين الأشخاص في أرجاء العالم كافة، في دلالة على حبّه للخير، ومسارعته إلى تقديم العون للعالم. ويلقي الكتاب الضوء على جانب العطاء في شخصية الراحل الكبير، الذي أثمر ما سماه «رسالة إنسانية»، تحدث غريم ويلسون عنها باستفاضة. وينقل المؤلف حديثاً لأحمد عثمان رئيس الحكومة المغربية الأسبق، والذي قال فيه: «الشيخ زايد رجل سلام، بغض النظر عن الدول، وعن الأديان، كان الرجل على درجة عالية من الشجاعة عندما كان الأمر يتعلق بالتصدي لحل المشكلات عن طريق الوسائل السلمية، إنه بطبيعته صانع سلام». ويورد ما قالته حنان شعراوي العضو في البرلمان الفلسطيني: «كان الشيخ زايد صديقاً دائماً وثابتاً للشعب الفلسطيني، وحيثما ذهبت في الأراضي الفلسطينية تجد المدارس والمستشفيات التي تحمل اسمه، وتجد الكثير سواها مما لا يحمل اسمه، وإنما يعود الفضل في إنشائه إلى تلك اليد البيضاء، بصمة المحسن المؤمن، حيث ساعد الشيخ زايد عشرات الآلاف من الناس بطريقته النبيلة لمد يد العون، إذ كان يحرم يساره معرفة ما أعطته يمينه، وآلاف الأطفال تلقوا العلم بفضل مكرماته». جانب إنساني ويصف غريم ويلسون الشيخ زايد بأنه شديد التعاطف مع الناس العاديين الذين عانوا ويلات الحروب، لافتاً إلى أن حسه الإنساني المرهف كان يتجلى عندما يعبر عن ألمه حيال معاناة الأطفال، ولذلك يسارع إلى مداواة جراحهم وتخفيف آلامهم. ففي عام 1973، على سبيل المثال، يقول المؤلف: «أمر الشيخ زايد بنقل المساعدات إلى سوريا ومصر دون إعلانها في وسائل الإعلام، وهكذا تم نقل مئات الجرحى بالطائرات من سوريا، لا سيما الأطفال إلى مستشفيات أبوظبي، وأخرى أوروبية ليحصلوا على العناية الطبية اللازمة». ويضيف: «وفي تسعينات القرن الماضي، وضع الشيخ زايد، طيب الله ثراه، ملايين الدولارات بتصرف الحكومة البوسنية، وضخت الحكومة الإماراتية المساعدات المالية لإنعاش مشاريع الطوارئ الاجتماعية والمستشفيات في العاصمة سراييفو المحاصرة». ويتابع: «وعندما انتشر مرض الدودة الغينية في منتصف التسعينات إلى مستوى الوباء في بلدان كباكستان والهند واليمن ومناطق واسعة جداً من أفريقيا، لاسيما المناطق الصحراوية، تبرع الشيخ زايد دعماً للجهود التي تكافح وباء هذه الدودة التي تعرف أيضاً باسم الأفعى النارية، وبدأت مصادر المياه العذبة بالانتشار، وهجر الناس المياه الموبوءة التي كانت سبباً لانتشار المرض». زايد والملك وفي فصل «زايد والملك»، ينقل المؤلف عن عبدالوهاب بن منصور مستشار الملك الحسن الثاني، رحمه الله، قوله: «الهدف الإنساني، وخير الآخرين كانا في صلب أهداف الشيخ زايد عند تقديم المساعدة، فلم يلجأ يوماً إلى وضع شروط، أو تحديد مطالب معينة مقابل ما قدمه من المساعدات». وفي الفصل ذاته، يشير المؤلف إلى ما قاله الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة: «منذ تولي الشيخ زايد رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة، لم يتخلف لحظة عن تقديم دعمه القوي لأهداف الأمم المتحدة، وقيمها الإنسانية، لقد استفاد العديد من برامجنا في أرجاء العالم من الشيخ زايد ودولة الإمارات، وكان لهذا الدعم تأثيره الكبير على حياة الملايين من البشر». ويضيف: «وبحسب التقديرات، فقد أنفقت الإمارات على المساعدات الخارجية بين 1971و1996 ما يزيد على 17,4 مليار دولار استفاد منها أكثر من 40 بلداً في 3 قارات». ومن الصور الإنسانية التي سطرها الكتاب، أن الشيخ زايد، طيب الله ثراه، كان لا يطيق أن يرى إنساناً معوقاً جسدياً أو عقلياً مقيداً بالعوائق الاجتماعية والتقليدية. ويورد مشهداً للراحل الكبير، حيث كان في أحد الأيام يقود سيارته على طريق المطار في أبوظبي، وإذا به وسط زحمة مرور خانقة، وكان الزحام مركزاً حول أحد المباني، فخرج من سيارته ليستكشف السبب، وهناك قيل له إن السيارات التي تعرقل الطريق هي للأهالي الذين يصطحبون أطفالهم من ذوي الإعاقة من المركز الخاص بهم الذي يقع في الدور العاشر من البناء، وإن المصعد كان معطلاً، فأمر«طيب الله ثراه» على الفور بتخصيص مبنى مناسب لأولئك الأطفال، ثم قام بزيارة مركزهم الجديد وأحاطهم بالعناية والاهتمام، كما أمر بإقامة معرض متجول في الإمارات للتعريف بقضايا هذه الفئة من المجتمع. العون الواجب ويؤكد المؤلف أن الشيخ زايد، طيب الله ثراه، كان على يقين من أن واجبه وواجب دولة الإمارات مد يد العون إلى المجتمع الدولي، حيث كان مؤمناً بأن أموال المساعدات إذا تم إنفاقها حيث يجب، يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي في المجتمعات المستفيدة وفي البلاد بأسرها. ويضيف نقلاً عن عز الدين إبراهيم: «لم يترك الشيخ زايد يوماً يمر دون أن تمتد يده المعطاء بمساعدة الناس في هذه الزاوية من العالم أو تلك، وكان راسخ العزم والإرادة بأن يوظف هذا الموقع في تغيير حياة الناس إلى الأفضل حيثما استطاع إلى ذلك سبيلاً». فلسفة العطاء ويقول ويلسون: «إن المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد، طيب الله ثراه، امتلك فلسفة فريدة في العطاء، كان قوامها بذل الخير، ومنح الناس، ومساعدتهم في المواقف والظروف كافة، إيماناً منه بقيم الإخاء البشري، والوحدوية، وانطلاقاً من قيم الإسلام الحنيف الداعية إلى الوقوف مع المحتاجين». ويقول عن ذلك في ختام الكتاب: «كانت يد الشيخ زايد سياجاً يصون عقوداً من التقدم والتطور من أن تنقطع مسيرتها وتذهب هباء، فتراث القائد سيبقى مصوناً ويستمر متزايداً بين أيد أمينة». قالوا عن زايد: مهدي التاجر: عطاء بلا مقابل قال مهدي التاجر احد رجالات الرعيل الاول: «كان الشيخ زايد جواداً كريماً ولم ينتظر أي مقابل من أحد، لقد أحب العرب والمسلمين والناس، كل الناس، بحق وأمانة، واتخذ القرارات طول حياته بهدف مساعدة الناس بغض النظر عن التكلفة المالية». عبدالله الريس: التعاطف في أوقات المحن قال الدكتور عبد الله الريس، مدير عام الأرشيف الوطني: «إن الأرشيف، أولى للعمل الإنساني في فكر الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، اهتماماً كبيراً، حيث عمل على توثيق جوانب كثيرة من هذا العمل في إصداراته العديدة، والأفلام الوثائقية التي أصدرت لتوثيق فلسفة العطاء في فكر المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد، طيب الله ثراه، وكان يؤمن بأن الثروة التي تتمتع بها أبوظبي جعلت من واجبه تقديم المساعدة حيثما استطاع في الداخل والخارج، وذلك أسهم في رفع سمعة الإمارات في المجتمع الدولي»، مشيراً إلى أنه كان يتعاطف كثيراً مع الناس جميعاً في أوقات المحنة والمعاناة. سالم عبيد الظاهري: كان عطاؤه عفوياً يورد الفصل السابع من الكتاب، مقولة سالم عبيد الظاهري رئيس مؤسسة زايد الخيرية السابق: «كان الشيخ زايد على درجة من الكرم لا تصدق، وكان عطاؤه عفوياً ومدراراً، لقد عاش مع الناس أيام فقرهم وحرمانهم، وشاركهم هذين الوجعين».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©