الثلاثاء 7 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

خطة عمرها 30 عاماً جعلت جامايكا أسرع جزيرة في العالم

خطة عمرها 30 عاماً جعلت جامايكا أسرع جزيرة في العالم
29 أغسطس 2009 00:33
كان الملايين من مشاهدي التليفزيون عبر أنحاء العالم في حالة انبهار وهم يشاهدون الأداء المذهل لنجوم ونجمات سباقات السرعة في بطولة العالم لألعاب القوى التي اختتمت الأحد في برلين، فقد أبدع هؤلاء النجوم الذين يحملون جنسية الجزيرة الكاريبية الصغيرة "جامايكا" والتي لا يتجاوز تعداد سكانها 2.6 مليون نسمة يعاني غالبيتهم من انخفاض مستويات المعيشة، ورغم ذلك فقد تمكن هؤلاء النجوم من فرض اسم جامايكا على العالم خلال الدورات الأولمبية وبطولات العالم لألعاب القوى، وأزاحوا العملاق الأميركي عن عرش سباقات السرعة. أوساين بولت الاسم الأبرز برقمه القياسي المذهل في سباق 100 متر (9.58 ث) ورقمه القياسي في سباق 200 متر (9.19) وفوزه بسباق 4 في 100 متر تتابع ليكمل الثلاثية العالمية التي أضافها للثلاثية الأولمبية، ولكن بولت ليس النجم الأوحد، فقد تمكنت جامايكا من تحقيق المركز الثاني في بطولة العالم لألعاب القوى ببرلين بـ 13 ميدالية منها 7 ذهبيات، وتصدرت الولايات المتحدة برصيد 10 ذهبيات، وكان الإنجاز الأبرز لجامايكا الفوز بذهبية 100 متر رجالاً ونساء، ولكن ما هي أسرار هذا التفوق ؟ وكيف استطاع نجوم جامايكا إجبار العالم على حفظ نغمات نشيدهم الوطني ؟ صحيفة الجارديان البريطانية كانت قد رصدت "الظاهرة الجامايكية" والأسرار التي تقف خلف حصولها على لقب أسرع جزيرة في العالم. بدأ الظهور الجامايكي في سباقات السرعة منذ عام 1948، حينما فاز آرثر وينت بأول ميدالية ذهبية أوليمبية في سباق عدو 400 متر، ومنذ هذا التاريخ فازت جامايكا بـ 43 ميدالية أوليمبية، غالبيتها في سباقات السرعة بألعاب القوى، فضلاً عن عشرات الميداليات في بطولات العالم لألعاب القوى. وكم كان المشهد قاسياً حينما شاهد أبناء الجزيرة عشرات النجوم وهو يحصدون الذهب باسم دول أخرى، وعلى رأسهم لينفورد كريستي و دونوفان بايلي، بطلا 100 متر عامي 1992 و 1996 بجدارة ولكنهما كانا يدافعان عن بريطانيا وكندا، كما أن الكندي بن جونسون صاحب ذهبية 1988 من أصول جامايكية. تعود علاقة جامايكا بألعاب القوى لأكثر من 60 عاما، فقد كانت الجزيرة تحت الحكم البريطاني، وتم تنظيم مسابقة لأفضل العدائين من المدارس الثانوية عام 1910. وتم تطوير هذا الحدث حتى أصبح الحدث الرياضي السنوي الأشهر في جامايكا، والذي يجذب حوالي 2000 متسابق ويشاهده الآلاف. وهو قمة هرم ممارسة سباقات العدو، فالأطفال يبدأون في ممارسة العدو منذ سن الخامسة، وكلما رأيت ساحات فارغة في جامايكا تجد أطفالا بها ينظمون سباقات عدو عشوائية على أمل أن تتحول تلك السباقات يوما ما إلى بطولة. وكان هذا السباق لعقود مضت فرصة رائعة للجامعات الأميركية لاستقطاب أفضل الشباب ومنحهم الجنسية ومنح دراسية، وقد بدأ آنطوني ديفيز مدير القسم الرياضي في جامعة جامايكا للتكنولوجيا وهو المكان الذي تدرب فيه بولت وباول والعديد من العدائين الكبار، بدأ خطة علمية منذ ما يقرب من 30 عاما تهدف إلى منع العدائين من مغادرة الجزيرة إلى الولايات المتحدة. وهناك الآن ما يقارب 3000 عداء في برنامج إعداد مكثف. وربما لا تكون المرافق والإمكانيات مثالية، إلا أن هناك حالة من الثقة في قدرات العدائين ورغبة في تحقيق نجاحات مثل بولت وغيره من الأبطال الذين أصبحوا مصدراً للإلهام والحماس، خاصة أنهم يحصلون على مليون دولار في السباق الواحد. ومن النظريات الجدلية التي تقال عن تفوق جامايكا في سباقات السرعة تلك الفكرة التي تقول بأن لديهم جين معين يقف خلف هذا التفوق ولكنها نظرية تحتاج إلى دليل علمي، وقيل أنهم يستخدمون المنشطات التي تعزز الأداء الرياضي. وقد عاني نجوم جامايكا من كثرة الخضوع لاختبارات الكشف عن المنشطات التي لم تسفر عن أي إدانة. سداسية ذهبية حقق بولت سداسية ذهبية ممتزجة بالأرقام القياسية ما بين أولمبياد بكين وبطولة العالم لألعاب القوى والفارق بينهما 12 شهراً فقط، ولكن كيف حدث ذلك؟ فبالإضافة إلى الحماسة والموهبة التي منحها له الله، ما هي الأسرار التي مكنت بولت من تحقيق تلك الانتصارات الإعجازية التي دعت البعض إلى منح العداء الذي يحصل على المركز الثاني لقب البطل، بعد أن أصبحت منافسة بولت على المركز الأول درب من الخيال .. أول أسرار بولت "طول القامة" فهو يتميز بالطول الفارع (1.96 سم) ويعتقد الناس خطأ بأنه يجب على عداء سباقات السرعة أن يكون قصيرا كي يحقق نتائج جيدة ولكن أوساين بولت أثبت خطأ ذلك. و"الهدوء" هو ثاني أسرار بولت، الذي لا يعرف التوتر ويؤمن أن سباق العدو ليس مسألة حياة أو موت، إنها مجرد رياضة يشارك فيها، ولا يجب عليه أن يكون متوترا، بل يتعمد الاحتفال والقيام بحركات كوميدية قبل انطلاقة السباق. ثالث أسرار الأسطورة بولت هو احترام الذات، واحترام المنافسين على عكس ما يروج له البعض، حيث يظهر أمام الكاميرات وهو يرقص ويعانق الناس، كما ينحني للجمهور، و"الإيمان بالله" هو أحد أهم أسرار تفوق بولت كما يقول المقربون منه، فقد أكد طبيب الفريق هيرب إليوت، بأن ما يميز بولت هو تدينه، فالإيمان بالله يدفع الفرد إلى تحقيق الكثير، وبدون قدرة الله لا يمكن لأحد أن يحقق شيئا. خامس أسرار العداء الجامايكي أوساين بولت هو الاعتماد على الغذاء الطبيعي الخالي من أية مواد مخصبة والتي تضاف عادة إلى النباتات لزيادة نضجها عند النمو، وسادس دوافع بولت للتفوق هو رغبته في أن يصبح قدوة، فلم يسبق له تعاطي المنشطات. كما أنه يكره استخدام العنف والجريمة، وسابع الأسرار هو قدرته على تحويل المحنة إلى ميزة تنافسية، حيث يقول طبيب فريق جامايكا لالعاب القوى بأن العبيد الأفارقة الذين انتهى بهم المطاف إلى جامايكا كانوا الأقوى في خصائصهم الجسمية وهذا ما ساعد بولت وزملاؤه في الفريق. ويضيف بأن جامايكا شهدت أكبر تمرد ضد العبودية في العالم.حيث كانت السفن تحمل العبيد الأفارقة إلى جزر الكاريبي في شمال وجنوب أميركا، وهذا أدى إلى خلق ثقافة التصميم والإرادة والتي أدت إلى النجاح في رياضة العدو.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©