الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التغير المناخي.. ونهج ريجان

20 مارس 2015 21:41
يتضح الاتجاه لاختفاء الجليد البحري في القطب الشمالي في الصيف حتى وإنْ كان دائماً بعض التقلبات من عام لآخر. فطقس الشتاء القاسي يؤكد أهمية استمرار تتبع الاتجاهات المهمة. وفيما يلي بعض الأرقام التي أوردتها «جوليان سترويف» من المركز الوطني لبيانات الثلوج والجليد في بولدر، كولورادو، كما جاءت في مجلة الإيكونومست في فبراير: بين عامي 1953 و2014، تقلص متوسط مساحة الجليد البحري في القطب الشمالي بنحو 48000 كم مربع خلال عام. ما بين 1979 و2014، تقلصت المساحة بمقدار 87000 كم مربع، وخلال الفترة ما بين 1996 إلى 2014، ارتفع المعدل إلى 148000 كم مربع. وما يفسر هذا المعدل المتسارع جزئياً حقيقة أن الجليد يعكس أشعة الشمس، ولكن المياه، وهي أكثر ظلمة، تمتصها. لذا، فبينما تحل المياه محل الجليد، يتم الاحتفاظ بمزيد من الحرارة. والحرارة التي انتقلت من خطوط العرض الدنيا يمكنها أيضاً أن تكون جزءاً من التفسير. والصورة في جرينلاند أكثر تعقيداً، بيد أنها مهمة على المدى الطويل. فالجليد في القطب الشمالي هو بالفعل في المياه، وعليه فإن الذوبان هناك لن يكون له تأثير كبير على مستويات البحر. ورغم ذلك، فإن جرينلاند هي موطن ثاني أكبر كتلة جليد على اليابسة. ويقيس قمران صناعيان معدل الذوبان السنوي في جرينلاند؛ وعلى مدى العقدين الماضيين بلغ صافي الفقدان الجليدي حوالي 140 مليار طن سنوياً، وهذا المعدل تضاعف تقريباً في السنوات الأخيرة. والقصة متشابهة في غرب القارة القطبية الجنوبية، حيث إن السطح، جغرافياً، يجعل من الأسهل بالنسبة لقطاعات واسعة من الغطاء الجليدي الانزلاق إلى محيط يبعث على الدفء. وإجمالاً، يمكن أن نلاحظ أن مستويات البحر ترتفع الآن بنحو 3 ملم سنوياً. ويمكننا أن نلاحظ أن آخر مرة ارتفعت فيها حرارة الأرض بدرجات قليلة – قبل 120000عام - كانت مستويات البحر أعلى بنحو خمسة أمتار على الأقل مما هي عليه الآن. وتتفاوت درجات الحرارة. ربما قد قرأت عن «بطء» عالمي في ارتفاع درجات الحرارة على مدار العقد الماضي، على الرغم من ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون بنحو 0,5% سنوياً. وعلى الرغم من ذلك، فإن الاتجاهات هنا تروي قصة أكبر. ومنذ أن بدأ البشر في إنتاج مزيد من ثاني أكسيد الكربون منذ أواخر القرن الـ19، نعلم أن درجات حرارة الأرض والمحيطات ارتفعت بنحو درجة واحدة مئوية، وفي القارة القطبية الجنوبية، فإن الفِرَق التي تفحص أقدم العينات الجليدية في العالم أصدرت نتائج 800 ألف سنة من تاريخ المناخ. «حتى عندما كان مناخنا في مرحلة أخرى، فإن طريقة ما مختلفة لإحداث توازن بين العديد من التأثيرات الطفيفة التي تشكل الرياح والطقس والدفء التي نشهدها، لا تزال درجة الحرارة وغازات الدفيئة تسير بإيقاع موحد»، بحسب ما كتبت «جابرييل والكر» في كتابها «القارة القطبية الجنوبية: صورة حميمة من القارة الغامضة». وأضافت: «دائماً ما كانت درجات الحرارة الأعلى تصاحب ارتفاع معدلات ثاني أكسيد الكربون. والعكس صحيح». هذه ملاحظات بسيطة وواضحة، لذا فإنني أخلص إلى أن العالم يزداد سخونة، وأن ثاني أكسيد الكربون له علاقة بهذه الحقيقة. ومن يقول غير ذلك سيصدمه الواقع في النهاية. كما أنني معجب بتجربة مررت بها في منتصف ثمانينات القرن، فقد كان العديد من العلماء يعتقدون أن طبقة الأوزون تتقلص، وكان هناك مشككون، بيد أن الجميع اتفقوا على أنه إذا حدث ذلك، فإن النتيجة ستكون كارثية. وفي ظل هذه الظروف، فكر الرئيس «رونالد ريجان» في أنه من الأفضل ألا نجادل كثيراً مع المشككين، ولكن تضمينهم في توفير سياسة تأمينية. ومع الاحتمال الحقيقي لوجود ضرر جسيم، أشعلت الصناعة الأميركية طاقاتها التنظيمية، وطورت شركة «دو بونت» مجموعة من البدائل للكيماويات المرتبطة بالمشكلة، إلى جانب إطار زمني وتكلفة معقولة. وانتهت إلى شيء يمكن تنفيذه في ذلك الوقت – وليس خطة ما طموحة لعام 2050. فالعمل هو أفضل من الطموح، وكما تبين بعد ذلك، فإن العمل نجح وأصبح الأساس لبروتوكول مونتريال التي ينظر إليها على نطاق واسع باعتبارها المعاهدة البيئية الأكثر نجاحاً في العالم. وقد كان العلماء الذين يشعرون بالقلق محقين، وجاء بروتوكول مونتريال في الوقت المناسب. ووصف ريجان ذلك بـ «الإنجاز الرائع». لذلك، فلماذا لا نحذو حذو ريجان والخروج بسياسة تأمينية؟ أولاً، يجب أن يكون لدينا دعم كبير ومتواصل لأبحاث الطاقة والتنمية. ثانياً، دعونا نمهد المجال للمصادر المنافسة للطاقة حتى تتحمل مصادر الطاقة التي تسببت في ذلك، خاصة ثاني أكسيد الكربون، التكاليف المفروضة على المجتمع. جورج شولتز* *وزير الخارجية الأميركية خلال الفترة من 1982 - 1989 ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©