الاحتلال يقتل فلسطينياً ويحاصر مقر استخبارات رام الله

قتلت القوات الاسرائيلية فتى فلسطينيا فجر امس في مدينة طوباس شمال الضفة الغربية المحتلة، بينما واصلت حصارها لقطاع غزة وسمحت امس بفتح ثلاثة معابر بإدخال مواد غذائية وبشكل محدود لا يكفي حاجة السكان· وقال شهود عيان إن الجنود قتلوا محمد ناصر سعيد دراغمة (17 عاماً) بإطلاق ثماني رصاصات عليه، واعتقلوا شاباً كان برفقته· وقال الشهود إن الجيش الاسرائيلي نصب كمينا وسط مدينة طوباس لعدد من الفتية الذين ألقوا الحجارة على دورياته المارة في المكان، واتهموا الجيش بتعمد قتل الفتى دراغمة ''حيث أطلقت النار عليه من مسافة قريبة رغم أنه كان باستطاعة الجنود اعتقاله أو إصابته في الأجزاء السفلية من الجسد''· وكان دراغمة قد اعتقل عن أحد الحواجز الاسرائيلية قبل أكثر من عامين وسجن لأكثر من عام، وكان من المحسوبين على حركة ''فتح''· واعتدى عناصر أمن السلطة الفلسطينية في طوباس، على موكب تشييع ضراغمة، حيث هاجموا المشاركين في مسيرة التشييع ونعتوهم بأوصاف وألفاظ نابية· وأفاد شهود عيان أن عناصر الأجهزة الأمنية مزقوا رايات ''الجهاد الإسلامي'' خاصةً الراية التي كانت تغطي جسد الشهيد· واستنكرت حركة ''الجهاد'' هذا الحادث، واعتبرته ''جريمةً وطنيةً تستوجب ملاحقة ومساءلة كل المسؤولين عنها''· وقالت وكالة ''رويترز'' إن كلا من حركة ''الجهاد الاسلامي'' و''كتائب شهداء الاقصى'' أعلنت أن الشهيد عضو بها· واضافت انه يمكن للحادث ان يمثل تهديدا آخر لهدنة هشة بين اسرائيل وجماعات النشطاء الفلسطينيين في قطاع غزة· وكانت حركة ''الجهاد'' قد هددت قبل سريان الهدنة يوم 19 يونيو بأنها قد ترد على الهجمات الاسرائيلية في الضفة الغربية· وأطلقت الحركة صواريخ على اسرائيل الاسبوع الماضي، بعد اغتيال أحد قادتها في غارة في الضفة الغربية· وأفادت مصادر طبية فلسطينية وشهود عيان، بأن 17 متظاهراً فلسطينياً أصيبوا أمس بجروح، خلال تظاهرة جديدة ضد الجدار الذي تقيمه إسرائيل على أراضي قرية نعلين في الضفة الغربية· وقالت المصادر إن أحد المتظاهرين الفلسطينيين اصيب بالرصاص الحي في ذراعه، كما اصيب متضامن اسرائيلي برضوض شديدة في قدمه اليمنى نتيجة ضربه بالهراوات وأعقاب البنادق، من قبل الجيش الاسرائيلي الذي تواجد بكثافة في منطقة التظاهرة واصيب اثنان من عناصره بجروح· وقالت مصادر فلسطينية وشهود عيان، إن الجيش الإسرائيلي اقتحم امس رام الله في الضفة الغربية بشكل مفاجئ· وحاصر المقر المركزي للاستخبارات في حي الإرسال في المدينة· وكانت القوات الإسرائيلية اقتحمت فجر امس عددا من قرى وبلدات محافظة رام الله والبيرة· وذكرت المصادر أن تلك القوات اقتحمت قرى دير بزيع وعين عريك وعين قينيا غرب المحافظة، بالإضافة إلى بلدة سلواد شرق المحافظة، وقرية عارورة شمال مدينة رام الله· وقال مسؤولون إن إسرائيل أعادت امس فتح ثلاثة من معابرها الحدودية مع قطاع غزة الواقع تحت سيطرة ''حماس'' بعد توقف في الهجمات الصاروخية الفلسطينية عبر الحدود، والتي وترت تهدئة توسطت فيها مصر· وقال متحدث عسكري إسرائيلي إن معبر صوفا التجاري ومعبر ''ناحال عوز'' الذي تنقل عبره إمدادات الوقود، ومعبر اريز للمسافرين، استأنفت عملياتها الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي، ولكن بعض القيود ما زالت سارية· وما زال معبر المنطار التجاري أيضا مغلقا· وأشار المسؤول الإسرائيلي بيتر ليرنر إلى أن قرارا سياسيا وراء استمرار إغلاق المعبر، إلا أنه لم يذكر أي تفاصيل· وقال سامي أبو زهري المسؤول في ''حماس'' إن الحركة عبر المعابر التجارية ''ما زالت بطيئة للغاية ولم يحدث تغيير على الإطلاق على الأقل في الوقت الحالي''· وتابع مشيرا لإسرائيل، أن الالتزام باتفاق التهدئة من جانب ''حماس'' وفصائل أخرى مشروط بالثمن الذي يجب أن يدفعه الاحتلال في المقابل''· وأغلقت إسرائيل المعابر يوم الأربعاء بعد هجوم صاروخي شنته حركة ''الجهاد الإسلامي'' ثأرا لمقتل أحد قادتها في الضفة الغربية· وأكد مسؤول اعلامي في حركة ''فتح'' أن ''عناصر من الامن الداخلي التابع لـ''حماس'' قاموا بـ''اختطاف'' الناطق باسم ''كتائب شهداء الأقصى - مجموعات عماد مغنية، وهو يسير في الشارع خلال زيارة لأهله في رفح ظهر أمس· وقال ادهم شقيق محمد ابو عرمانة الملقب ''ابو قصى'' انه ''تم اعتقال ''ابو قصى'' بسبب عدم التزام ''كتائب شهداء الاقصى'' بالتهدئة ''وبسبب تصريحاته الاخيرة حسب ما تم إبلاغنا''· وكان ''ابو قصى'' أدلى منذ يومين بتصريحات اعلامية تؤكد ان ''كتائب شهداء الاقصى'' سترد على أي خروقات اسرائيلية· كما أعلن الخميس الماضي، مسؤولية ''كتائب شهداء الأقصى'' التابعة لحركة ''فتح'' عن اطلاق صاروخين على جنوب اسرائيل· وهاجمت ''كتائب الاقصى'' في بيان أصدرته، حركة ''حماس'' واعتبرت ان التهدئة التي تفرضها في قطاع غزة ''خيانة وطنية''· وتدعو التهدئة التي بدأ سريانها في 19 يونيو ''حماس'' إلى وقف إطلاق الصواريخ عبر الحدود كما تدعو إسرائيل إلى تخفيف حصارها لغزة تدريجيا·