الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ناعمة المنصوري: ثقافة التطوع تنير عقول الأبناء

ناعمة المنصوري: ثقافة التطوع تنير عقول الأبناء
24 يونيو 2016 21:02
لكبيرة التونسي (أبوظبي) لا يرتبط مفهوم الخير والعطاء بالتطوع فحسب، بل مجالاته واسعة يصعب حصرها، وينعكس مفهوم العطاء في جوانب إنسانية متعددة، تدخل الفرحة والسرور على قلوب المحتاجين، سواء كانوا فقراء ومعوزين أو معاقين أو مكفوفين. من هؤلاء ناعمة المنصوري مدير مركز أبوظبي للرعاية والتأهيل ومدير مركز مطبعة المكفوفين بمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة بكالوريوس في التربية، جامعة الإمارات التي قادها حبها وتقديرها لذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك منذ صغرها، بحيث كان يتمثل طموحها في خدمة هذه الفئة العزيزة على قلبها كما تؤكد، ولهذا التحقت بجامعة الإمارات تخصص تربية وسعت أن تكون قريبة من حلم عمرها فكان لها ذلك، حيث أسست مطبعة المكفوفين وسهرت على تخريج أجيال من المركز أبصروا النور من خلال ما سعت إليه، وتؤمن المنصوري أن التطوع يسهم في خدمة المجتمع وقضاياه وفي تعميق الروابط الاجتماعية وزيادة التكامل والترابط بين أفراد المجتمع. واعتبرت شهر رمضان شهر الطاعات ومضاعفة الدرجات، وشهر الألفة بين المسلمين والتودد إليهم، شهر التنافس والتسابق إلى الخير. وتقول المنصوري التي بدأت مسيرتها كمدرسة برايل:» توفقت في الالتحاق بمجال التدريس في مركز أبوظبي لرعاية وتأهيل المعاقين كمدرسة (برايل) قسم المكفوفين، وذلك (22/‏‏‏8/‏‏‏1992-31/‏‏‏10/‏‏‏2001) وبتوجيهات من القيادة الرشيدة، تأسست مطبعة المكفوفين في هيئة الهلال الأحمر عام، 2000 بهدف تلبية احتياجات الطلاب المكفوفين على مستوى الدولة في توفير الكتب الضرورية لهم، خاصة المناهج الدراسية للطلاب في التعليم الأساسي والإعدادي والثانوي، إيماناً من قيادتنا الرشيدة بضرورة توفير السبل الكفيلة بإنجاح دمج المكفوفين في المجتمع، ليصبحوا أفراداً فاعلين في مجتمعهم، مشاركين في مسيرة التنمية الوطنية، حيث تم انتدابي كمدير لمطبعة المكفوفين في هيئة الهلال الأحمر. أم المكفوفين نظرا لاهتمامها الزائد بفئة المكفوفين ونظرا لسعيها لتحقيق الأفضل لهم لقبت بأم المكفوفين، موضحة أن أولياء أمور هذه الفئة هم من أطلقوا عليها هذا اللقب: «طبعا المكفوفين وأهاليهم هم من أطلق عليا لقب ام المكفوفين، وهذا فخر ووسام على صدري أعتز به، ويعتبر أكبر إنجاز حققته في حياتي العملية، وبالمقابل مثلما يسعدني هذا اللقب فهو يحملني مسؤولية كبيرة ويضع أمامي تحديا كبيرا وذلك لإثبات هذه المكانة أمام المكفوفين وأهاليهم والمهتمين في شؤونهم». إبداع ناعمة تؤمن أن للمكفوفين طاقة كبيرة، وأن كف بصرهم لم يمنع الكثير منهم من الإبداع والتفوق، وتضرب مثالًا بقصة برايل الطفل الفرنسي المكفوف وتقول: منذ عهد قريب جدا كان الناس يعتقدون أن القراءة والكتابة بالنسبة للكفيف أمراَ مستحيلًا، بينما كان هناك شاب فرنسي يرى غير ذلك، إنه لويس برايل، فرنسي كف بصره وهو طفل عمره ثلاث سنوات عندما كان يلعب بمثقاب الجلود الخاص بوالده، ولما فقد بصره لم يمنعه ذلك من أن يتعلم مثل أقرانه المبصرين، وأصبحت طريقته (برايل) تدرس إلى يومنا هذا كوسيلة وحيدة لتعلم المكفوفين، فهذا حال المكفوفين إبداع منقطع النظير، وقد تتفاجأ جداً بالمبادرات والاقتراحات وآرائهم الخلاقة في جميع النواحي. صبر وتحمل لم تكن استفادة المكفوفين من ناعمة المنصوري في اتجاه واحد، بل استفادت هي أيضا معاني كثيرة من هذه الفئة ذات العزيمة الفولاذية، حيث تقول: تعلمت من المكفوفين الصبر والتحمل والإبداع والنشاط والاجتهاد، باختصار شديد تعلمت منهم الحياة الحقيقية بكل تفاصيلها. بعيداً عن الشفقة وتضيف: الكفيف مثل أي شخص آخر لا يختلف عنك لذا عامله كما تعامل أي شخص بشكل طبيعي ودون افتعال، لا تظهر له العطف الزائد أو الشفقة، وابتعد عن ذكر بعض المصطلحات خاصة كلمة (مسكين) فهذه الكلمة تجعله يشعر وكأنه عاجز حقاً. تجارب فريدة وحققت ناعمة المنصوري في إطار عملها مع فئة المكفوفين العديد من الإنجازات جاء على رأسها تأسيس مطبعة برايل، وتعتبر تجربة مطبعة المكفوفين بمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة تجربة فريدة من نوعها على مستوى دولة الإمارات، حيث إنها تخصصت في الطباعة بطريقة برايل للمكفوفين والتكبير لضعاف البصر، فكان لها الدور الرائد في دعم تعليم ذوي الإعاقة البصرية بالدولة وعلى نطاقات متعددة، وعلى مدى السنوات السابقة أطلعت مطبعة المكفوفين على العديد من الممارسات الخليجية والعربية والعالمية وحرصت على تطوير خدماتها وتقديمها بجودة عالية اعتمدت فيها على كوادر وظيفية متخصصة ومعدات تقنية عالمية تحقيقاً لمبدأ الجودة والتميز في الأداء. وقد ساهمت الخدمات المقدمة في إزالة معوقات تعليمهم في المدارس ضمن مبدأ تكافؤ فرص التعليم مع أقرانهم في التعليم العام والخاص بالدولة، هذا وتقوم مطبعة المكفوفين بتقديم خدمات متعددة لمساندة دمج هذه الفئة في مدارس التعليم العام، داعمة لقانون دمج المعاقين بدولة الإمارات . وتعد خدمة الطباعة بطريقة برايل هي الخدمة الرئيسة للمطبعة حيث نقوم بطباعة المادة التعليمية بطريقة برايل من خلال طابعات وبرامج خاصة ينفذها ويشرف عليها كادر وظيفي مؤهل من المبصرين وذوي الإعاقة البصرية، ويشمل ذلك طباعة المناهج الدراسية بطريقة برايل للمكفوفين وطباعة أوراق العمل ونماذج الامتحانات والملخصات العلمية، إضافة إلى طباعة الوسائل التعليمية البارزة للمكفوفين. كما تعتبر خدمة التكبير من الخدمات المهمة أيضا وتشمل تكبير المناهج الدراسية العامة والخاصة حيث تتم مراعاة حجم الخط ولونه المناسب عند الطباعة المكبرة للمناهج الدراسية والذي يختلف ذلك من طالب لآخر حسب درجة وحدة إبصاره. وهناك دورا ثقافيا وتعليميا واجتماعيا تقوم به مطبعة المكفوفين وذلك من خلال التواصل المستمر مع المكفوفين وضعاف البصر وأهاليهم ومؤسساتهم التعليمية والتربوية وللمطبعة دور ثقافي وتوعوي وذلك من خلال إقامة الندوات والمؤتمرات والمسابقات المحلية والخليجية والعربية، والمساهمة في كافة الحملات التي تهم أفراد المجتمع والإسهام من خلال مطبوعات المطبعة الوحيدة بالدولة في توصيل رسالة التوعية لفئات ذوي التحديات البصرية التي تستفيد من عمل المطبعة. حيث لم يعد دور المطبعة فقط طباعة المناهج الدراسية فقط وإنما تخطى آفاقا أوسع. خدمة المجتمع وترى أن التطوع يسهم في خدمة المجتمع وقضاياه وفي تعميق الروابط الاجتماعية وزيادة التكامل والترابط بين أفراد المجتمع، حيث ساعد التطوع الأفراد على اكتشاف مهاراتهم وإمكاناتهم وإطلاق طاقاتهم من خلال الانخراط في أنشطة تعود بالمنفعة على أفراد المجتمع وتلبي احتياجاته بصورة أسرع وبجهد أقل، كما أنه يساعد على بناء الشخصية وتعزيز الثقة بالنفس وزيادة إحساس الشخص بقيمته وتقديره لذاته. أما على الصعيد المؤسسي، فيساعد التطوع على التعرف على احتياجات المجتمع وتوفير الموارد المحلية بطريقة فعالة ومنسقة. دعوة وتقول المنصوري إنه أصبح بإمكان أي شخص الانخراط في هذا العمل الخيري تحت لواء الجمعيات والمبادرات المعترف بها في الدولة، حيث ينخرط حاليا العديد من الناس في العمل التطوعي بمختلف أشكاله وأهدافه، من خلال الانضمام إلى الجهات والمبادرات العامة والخاصة، حيث أصبح بإمكان أي شخص لديه إحساس بالمسؤولية تجاه المجتمع اختيار ما يناسبهم من القضايا من المحيط الذي يعيشون فيه، ولله الحمد والمنة بأن كنت ضمن فريق نسائي في هيئة الهلال الأحمر الإماراتية، حيث كانت تسمى حينها اللجنة النسائية وقدمنا مبادرات واقتراحات كثيرة كفريق عمل مكتمل ومنها من رأى النور وأصبحت المشاريع ذات سمعة محلية وإقليمية. ترسيخ مفهوم التطوع وتعتبر المنصوري التطوع قيمة مضافة للفرد والمجتمع مشددة على أهمية زرعها في نفوس هذا الجيل، وتضيف:” يجب ترسيخ ثقافة العمل التطوعي في فئة الشباب وتأهيل كوادر وطنية على مستوى عال من المهارات في المجالات المجتمعية، وقد خطت الدولة خطوات كبيرة في ترسيخ هذا المفهوم الإنساني الرائع، وذلك من خلال تشجيع المواطن على الانخراط في مؤسسات تم إنشاؤها لهذا الغرض.” وعن مبادراتها الخاصة برمضان تقول: «الحمد لله لا نكل ولا نمل في تطوير مداركنا ونسعى دائما لتقديم ما نستطيع تقديمه كمبادرات أو مقترحات، ولكن نرى تشجيع النشء والشباب على الإبداع والتطوير ركيزة أساسية، تسهم في تعزيز هذه القيمة في نفوس هذا الجيل.”
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©