الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

إغراءات البورصة تدفع إماراتيات للتخلي عن بريق حليّهن

إغراءات البورصة تدفع إماراتيات للتخلي عن بريق حليّهن
30 يونيو 2008 22:29
لم تقو نساء على مقاومة جاذبية المغامرات الاستثمارية في البورصة، حتى وصل بهن الأمر إلى التخلي عن المجوهرات والحلي في سبيل تكوين رأسمال ملائم للاتجار بالأسهم· ورغم عدم الإلمام الكافي بمخاطر التوجه، وبدافع تحقيق الأرباح وتحسين الأوضاع المعيشية، تقبل بعض السيدات على قاعات التداول، تحت تأثير الرغبة في الربح السريع بأقل الكلف· ولكن مغامرة عائشة ليست وليدة اللحظة، فهي تقارع تقلبات السوق منذ ثلاثة عقود، في مضمار طالما سيطر عليه الذكور· فرغم تجرع ربة المنزل مرارة خسائر الأسهم في الثمانينات، تتمسك عائشة بالنهج الاستثماري في البورصة لغاية الآن· عاشت تجربة المغامرة بمرها، فقد باعت ممتلكاتها من الذهب وقتذاك، وراحت تبحث عن الأرباح عبر ابتياع أسهم كانت طرحتها إحدى الشركات في رأس الخيمة حينها· وتقول عائشة، المتقاعدة من إحدى الدوائر المحلية في الفجيرة، إن ''التجربة الأولى لم تبث بي اليأس والاستسلام''· وتضيف: ''سارعت لشراء الأسهم التي طرحتها شركات أخرى كنوع من الادخار للمستقبل''· بيد أن مغامرة الماضي تختلف عن دوافع الوقت الراهن، إذ إن تعمق عائشة في الاستثمار بالبورصة زاد جراء الديون التي تراكمت عليها بعد وفاة زوجها العام ·1997 وما يدفع عائشة لتلك المخاطر مسؤولياتها العائلية، ففي ''رقبتها'' على حد تعبيرها، 12 طفلاً، وإعالتهم تجبرها على الدخول بمبالغ بسيطة بغية تحقيق أرباح تعينها على ظروف الحياة· وتقول: ''ما زلت أتعامل بالأسهم، رغم البدايات الصعبة، إلا أنها قارب نجاة وشعلة أمل بالنسبة لي''· ومع اختلاف الدافع، يبقى الاستثمار في بورصة الأسهم مغناطيساً للإماراتيات اللواتي يرغبن في تحقيق عوائد مجدية· المستثمرة حصة القبيسي تعمل في مجال الأسهم بعد أن ''ورثت'' الاهتمام عن أبيها، معتبرة أن الاتجار بالأسهم ''واحد من الشرايين الاقتصادية المهمة والنابضة في أي دولة بالعالم''· بيد أن السطوة الذكورية على الاستثمار في الأسهم تظهر من خلال مستوى المعرفة بماهية السوق المالية وكيفية التعامل بها· ومن خلال الدراسة التي أعدتها رئيس أول قسم للبرامج التثقيفية في سوق أبوظبي للأوراق المالية العنود بن كلي، فإن مستوى المعرفة المالية لدى المرأة لم يتعد 36,5%، بينما يبلغ المعدل للرجل 44%، في حين يبلغ المعدل المتوسط للمعرفة المالية للمستثمر الإماراتي 40,6%· وتؤكد بن كلي أن نصف عينة الدراسة من العاملين في القطاع الاستثماري، ورغم خبرتهم في هذا، إلا أن المعرفة المالية لديهم بلغت 46,7% أي أقل من الحد الأدنى المقبول، وهو 50%· فيما كان المعدل للمستثمرين الآخرين 33,8%· ويعتبر تحسين مستوى المعيشة دافعاً مهماً بالنسبة لسمية علي، الموظفة في إحدى الدوائر الرسمية، فهي تستثمر في البورصة لمساعدة زوجها على سداد الديون وبناء منزلهم في المستقبل القريب· وتقول سمية: ''أتحرى عن الأسهم المطروحة في السوق، وأهتم بألا تحوم حولها شبهات حرمة شرعية''· وللابتعاد عن الشبهات، تركز سمية على أسهم العقارات والخدمات· وتحاول سمية قراءة السوق عن كثب من خلال الإنترنت وعبر الاتصال بمكاتب الوساطة والاستفسار وأخذ القرار الاستثماري المناسب· وتتجاوز حصة، التي تحتل مقعداً في عضوة مجلس إدارة شركة نقود للوساطة المالية، صعوبات السوق بمساعدة والدها، إذ علمها الأسس السليمه للاستثمار والتداول لتحقيق حتى لو الحد الأدنى من الربح· وتعبر وردة البريكي عن فرحتها بعد أن حققت أرباحاً قدرها 100 ألف درهم في غضون 9 أشهر، وذلك بعد الصعوبات التي واجهتها في البداية· وتجد البريكي سهوله في التعامل بالأسهم· وتقول ''أسلوب التداول ملائم لطبيعتي كامرأة (···) أستطيع التدوال وأنا أحتسي فنجاناً من القهوة في مكتب أو في منزلي باستخدام برامج معينه عن طريق الوسطاء''· وتوافقها في الرأي حصة القبيسي، إذ ترفض ادعاءات بأن عمل المرأة في الأسهم تمرد على طبيعتها· وتدافع عن السيدات المستثمرات بالقول ''المرأة تملك الذهن الثاقب لمعرفة كيفية التصرف سواء باتخاذ قرار البيع أو الشراء''· وتطالب البريكي القائمين على سوق أبوظبي المالي بتخصيص مكان أوسع للسيدات، كما في مكاتب الوساطة أيضاً، لتخفيف العبء على المرأة المستثمرة· وتدعو للقيام بتكثيف الدورات عن أساسيات التداول وقوانين السوق المالية· وتطالب حصة القيبسي أصحاب القرار في أسواق المال بأن يأخذوا بعين الاعتبار مسألة الاكتتابات، على أن تكون في شركات الوساطة المالية والبنوك معاً تجنباً للازدحام· ومن جانبها، تشير العنود بن كلي إلى أن ''عدداً قليلاً من النساء يهتممن بحضور الدورات، حيث لم يتجاوز عدد المستثمرات المواطنات الحاضرات (من غير العاملات في شركات الوساطة وأسواق رأس المال) 4 من أصل 163 شاركوا في حضور 10 دورات تدريبية خاصة بالمستثمرين، كان نظمها سوق أبوظبي للأوراق المالية العام الماضي''· وتعتقد بن كلي أن طبيعة المجتمع تؤثر في اتخاذ القرارات الاستثمارية، بالتالي فإن المرأة المواطنة أكثر اهتماماً من بعض النساء الوافدات في الاستثمار بالأدوات المالية ذات الأنشطة المسموح بها في الشريعة الإسلامية، كما تؤثر سمعة الشركة من حيث خدماتها ومنتجاتها في قرارها الخاص بالاستثمار· وتؤكد أن كلاً من المرأة والرجل الإماراتيين يعتمدان في قراراتهما الاستثمارية بشكل أكبر على العاطفة والسلوكيات أكثر من المعلومات المحاسبية والمعايير العقلانية· وتضيف: ''هذا للأسف، يجعل المواطن عرضة للاختلاس والاحتيال من قبل الأفراد والشركات الوهمية''· وتقول: ''من خلال تعاملي مع المستثمرين، أرى أن المرأة الإماراتية أكثر حذراً في الاستثمار من الرجل بغض النظر عن ثقافتها الاستثمارية''· وتوصي بن كلي بوضع استراتيجية لرفع مستوى المعرفة المالية لدى المواطنين في الدولة، بحيث يتم إعداد خطة لتحقيق ذلك بمشاركة العديد من المؤسسات المالية والاستثمارية الحكومية والمحلية، لحماية مدخرات المستثمرين الإماراتيين الذين يشكلون حوالي 75% من المستثمرين في الأسواق المالية· كما تدعو إلى تعديل المناهج، بحيث تشمل المعرفة المالية في جميع المراحل الدراسية على غرار ما يحدث في دول جنوب شرق آسيا مثل تايلند وسنغافورة واليابان· الاستثمار بالأسهم لم يعد مقتصراً على الرجال، فيما تعزز الحاجات المعيشية الرغبة في تحقيق الأرباح وجني ثمار الاستثمارات بالنسبة للإماراتيات، اللواتي يقبضن على جمر البورصة ويتحملن مخاطر الاتجار بالأوراق المالية، وتصل بهن إلى التخلي عن الحلي والمجوهرات في سبيل بناء المراكز·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©