الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

تقنية الــ VAR.. للعدالة وجه واحد!

تقنية الــ VAR.. للعدالة وجه واحد!
14 ابريل 2018 21:29
محمد حامد (دبي) لماذا يرفض البعض تقنية من المفترض أنها تساعد الحكام على الوصول لأعلى درجات العدالة في اتخاذ القرارات ؟ سؤال يتردد في الأوساط الكروية والإعلامية العالمية، بعد أن صوتت أندية البريميرليج ضد استخدام التقنية التي تسمى «فيديو الحكم المساعد» المعروفة باسم Video Assistant Referee واختصارها «VAR»، وأكد بيب جوارديولا المدير الفني لمان سيتي أنه مع هذه التقنية قلباً وقالباً لأنها تساعد الحكم على مراجعة القرارات والحالات الصعبة، خاصة أننا نعيش عصر الكرة السريعة، ومن ثم فالأخطاء واردة لأن الحكم بشر في نهاية المطاف، وبالتالي فهو حاجة إلى وسيلة تساعده لحسم الأمور. صحيح أن هذه التقنية متهمة بأنها تهدر وقت المباريات، وتمنع الجماهير من الاستمرار في متابعة المباراة بشغف ومتعة، فضلاً عن أنها قد تكون نقطة تحول في نقل السيطرة لفريق على حساب الآخر، في حال تأثر ذهنياً وبدنياً بفترة التوقف لاتخاذ القرار، إلا أن الأرقام والإحصائيات والدراسات التي أقيمت على 1000 مباراة خضعت لهذه التقنية، تؤكد أنها ليست «سيئة» إلى هذا الحد، بل إنها محاطة ببعض الانطباعات السريعة غير العادلة. وجاءت تعليقات جوارديولا بعد أن أدرك جيداً أن مان سيتي هو الأكثر تضرراً الموسم الحالي من غياب هذه التقنية، فقد تم احتساب هدف من تسلل لليفربول في ذهاب ربع نهائي دوري الأبطال، وإلغاء هدف صحيح للاعب سيتي ليروي ساني في مباراة الإياب، فضلاً عن عدم احتساب ركلة جزاء لا تقبل الشك للفريق في مباراة أمام مان يونايتد في ديربي مانشستر، وكان لجميع القرارات السابقة دور في خروج سيتي من دوري الأبطال، وتأجيل تتويجه بالبريميرليج. وكشفت تقارير صحفية إنجليزية عن أن مان يونايتد وتشيلسي قادا جبهة رفض تقنية الفيديو، أو بالأحرى تأجيلها، وعدم استخدامها الموسم المقبل، وجاء في مبررات الرفض أن هذه التقنية تحتاج إلى مزيد من التطوير والدراسة قبل تطبيقها بصورة نهائية، في الوقت الذي يستخدمونها في الدوري الألماني، وكذلك الإيطالي، فضلاً عن إقرار تطبيقها في مونديال روسيا الصيف المقبل، حيث يتمسك جياني إنفانتينو رئيس الفيفا بتطبيق تقنية الفيديو على المستوى العالمي. وفي إيطاليا على وجه التحديد، صرخ أندريا آنيللي رئيس اليوفي من تأثير غياب تقنية الفيديو في دوري الأبطال، مشيراً إلى أن فريقه تعرض لظلم واضح أمام الريال باحتساب ركلة جزاء للفريق الملكي مشكوك في صحتها على حد قوله، وفي توقيت قاتل، مما تسبب في إجهاض حلم اليوفي في التأهل إلى الدور قبل النهائي للبطولة القارية. المفارقة أن البارسا يطالب بهذه التقنية في إسبانيا، وهو ما جاء على لسان مدرب الفريق فالفيردي في مناسبات سابقة، وعقب بعض المباريات في الليجا، كما شاركه في هذه المطالب قائد الفريق أندريس إنييستا، وفي المقابل يرفض زين الدين زيدان ونجوم الريال تقنية الـ «VAR» لأسباب تبدو غير مقنعة، فالمبرر المطروح دائماً أنها تتسبب في حالة من الارتباك، وتعرقل سير المباريات. المحصلة أن مان يونايتد وتشيلسي والريال في جبهة الرفض، بينما يرى مان سيتي وبرشلونة ويوفنتوس أنها ليست مجرد تقنية، بل هي العدالة بعينها، وما بين الرفض والقبول، لم يكن هناك تعليق أكثر إقناعاً مما قاله جوارديولا من أن التطبيق الصحيح لهذه التقنية يوفر العدالة، ويساعد الحكام، ويغلق على الجميع الثغرة التاريخية التي تقوم على فكرة أن الخطأ وارد لأن الحكم بشر، كما أن تقنية الفيديو هي أداة لحفظ حقوق أندية الكرة السريعة. وبعيداً عن الجدل بين الأندية التي تطلب تقنية فيديو الحكم المساعد، وتلك التي تقف في معسكر الرفض، فإن الحكم الدولي الإنجليزي السباق مايك رايلي، يؤكد أن دائرة الجدل سوف تستمر إلى ما لا نهاية، إلا إذا أدرك الجميع الهدف الحقيقي من استخدام هذه التقنية، وهو في الأساس لمنع الأخطاء الكارثية المؤثرة على نتائج المباريات، حيث لا يمكن الوصول بقرارات الحكام، سواء باستخدام هذه التقنية أو بدونها، إلى نسبة الصواب التي تبلغ 100 %، فالعدالة المطلقة التي تتجاوز أخطاء البشر لا وجود لها على الأرض. وتابع رايلي:«بالطبع لا نريد أن تتوقف المباريات كل دقيقة، ولا نريد من الحكام اللجوء إلى هذه التقنية مع كل قرار، هذا ليس أمراً منطقياً، فالحكم يظل صاحب القرار الأول والأخير، والأمور سوف تظل تقديريه له، بالطبع لن يستخدم الحكام هذه التقنية مثل استخدام الطفل للعبته الجديدة، يريد أن يعبث بها كل دقيقة، الأمور سوف تكون أكثر بساطة وسهولة مما يتوقع البعض».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©