الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوباما في الضفة الغربية... آمال محدودة

أوباما في الضفة الغربية... آمال محدودة
20 مارس 2013 23:00
جويل جرينبرج بيت لحم، الضفة الغربية أوباما، الذي بدأ زيارة إلى إسرائيل أمس الأربعاء، من المقرر أن يسافر خلال جولته في المنطقة إلى بيت لحم هذه المدينة الفلسطينية، ولكن ثمة قليلاً من الترقب، وكثيراً من التشكك يسود المدينة؛ حيث يقول الناس إن الرؤساء الأميركيين يأتون ويرحلون، ولا شيء يتغير. كما أن احتلال إسرائيل للضفة الغربية تعمق، ومستوطناتها توسعت، وليس هناك مؤشر في الأفق على قرب التوصل لحل سياسي يجلب للفلسطينيين الاستقلال. وفي هذا الإطار، يقول المحامي أسامة درويش: «لقد بلغنا نقطة الإحباط»، معبراً عن خيبة أمل استباقية قبيل زيارة الرئيس إلى بيت لحم، يوم الجمعة، والتي ستشمل زيارة لكنيسة المهد، التي يعتقد أنها مسقط رأس المسيح. ويضيف درويش قائلاً: «لقد فشل أوباما في خلق فرصة للسلام خلال ولايته الأولى، ولا أعتقد أن زيارته ستجلب تقدماً نحو حل حقيقي للمشكلة الفلسطينية... إنها زيارة سياحية أكثر منها أي شيء آخر». ورغم أن أوباما سيلتقي مع رئيس السلطة الفلسطينية، في رام الله اليوم الخميس، فإن الفلسطينيين يدركون جيداً أن تركيز زيارة الرئيس الأميركي هو إسرائيل، حيث سيمضي معظم وقته، وقد كيفوا توقعاتهم وفق ذلك. كما أن تصريحات بعض المسؤولين الأميركيين من أن الرئيس الأميركي سيصغي إلى الأطراف المختلفة خلال هذه الزيارة، ولن يقدم أي مخطط سلام قضت أكثر على الآمال الفلسطينية في إمكانية أن تحسِّن زيارته فرص استئناف مفاوضات السلام، التي تعطلت في نزاع حول بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية. وفي هذا الإطار، يقول نبيل شعث، وهو من كبار مساعدي عباس، «إننا ندرك أن هذه زيارة تمهيدية، وأنه في حاجة إلى إظهار اهتمامه على الأقل بالسعي وراء السلام هنا»، مضيفاً، «واحتراماً له، فإننا سنحاول الترحيب به مع كمية قليلة من المشاكل، كما سنحاول الانتظار ورؤية ما سيحدث من دون كثير من التوقعات». ثم أضاف قائلاً: «إن ما سيحدث عندما يعود هو الاختبار». ويقول المسؤولون الفلسطينيون إنه من دون متابعة دبلوماسية أميركية، فإن احتمالات التقارب بين أوباما والإسرائيليين، أو الاقتراب من المحادثات مع الفلسطينيين، تتضاءل،. ومع ذلك، هناك من يرى أن ثمة مؤشرات على تجدد الانخراط الأميركي. وفي هذا الإطار، يقول صائب عريقات، كبير المفاوضين الفلسطينيين: «إن حقيقة أن أوباما قرر في ولايته الثانية زيارتنا قبل أي أحد آخر يعكس التزامه بحل الدولتين»، مضيفاً «ولكن الأمر منوط بنا وبالإسرائيليين لنقرر في الحقيقة، والأميركيون لن يرغمونا على شيء». ويقول الفلسطينيون إنهم لن يستأنفوا المفاوضات مع إسرائيل، إلا إذا توقفت هذه الأخيرة عن بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية، على الأراضي التي يسعى الفلسطينيون إلى إقامة دولتهم المستقبلية عليها. هذا في حين دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، الذي تتضمن حكومته المنصبة حديثاً وجوهاً تدعم المشروع الاستيطاني بشدة، إلى استئناف المفاوضات من دون شروط مسبقة. ولئن كان بعض المسؤولين الأميركيين والمعلقين الإسرائيليين يشددون على أهمية الخطاب الذي يعتزم أوباما إلقاءه على الإسرائيليين باعتباره طريقة لبناء الثقة الضرورية من أجل إعطاء دفعة للسلام، فإن متحدثاً فلسطينياً انتقد ما قال إنه اختلال وعدم توازن في جولة الرئيس. وفي هذا الإطار، قال مصطفى البرغوثي، المشرع الفلسطيني وعضو المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية، متحدثاً إلى الصحفيين في رام الله الثلاثاء، إن أوباما يُظهر «معاملة غير متساوية للفلسطينيين»، لأنه خطط لتجنب ضريح الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات خلال زيارته إلى المجمع الرئاسي في رام الله، علماً بأن الموقع كثيراً ما يزار من قبل الشخصيات المرموقة الزائرة. البرغوثي لفت إلى اعتزام أوباما زيارة قبري تيودر هرتزل، مؤسس الصهيوينية، وإسحاق رابين، رئيس الوزراء الإسرائيلي المغتال في عام 1995. وقال في هذا الصدد: «بغض النظر عن اتفاقه أو اختلافه مع عرفات، فهذا الأخير رمز للشعب الفلسطيني»، مضيفاً «إننا لا نعتقد أن هذه التفاتة جيدة». كما أشار البرغوثي أيضاً إلى أن أوباما رفض أيضاً الالتقاء بابنة سجين فلسطيني معتقل من قبل إسرائيل، منتقداً مخططات الرئيس الأميركي لرؤية «مخطوطات البحر الميت» في متحف إسرائيل، والتي يصفها بأنها «مواد مسروقة». وللإشارة، فإن المخطوطات، التي تحتوي على نصوص توراتية قديمة، اكتشفت في كهوف في قمران بالضفة الغربية في الأربعينيات والخمسينيات. ولكن عباس والمسؤولين المقربين منه تحاشوا مثل هذه الانتقادات، التي كررتها احتجاجات صغيرة لنشطاء فلسطينيين معارضين للسياسات الأميركية. ففي مقابلة الأسبوع الماضي مع قناة «روسيا اليوم»، وصف عباس زيارة أوباما إلى الضفة الغربية بأنها «زيارة رسمية كاملة، تماماً كزيارتيه إلى إسرائيل والأردن». وفي متجر لبيع الأثاث وسط مدينة بيت لحم، قال محمود أبو سرور إنه يأمل أن تُنتج الزيارة الرئاسية نتائج هذه المرة، وألا تجلب تقدماً نحو السلام فقط، وإنما إغاثة اقتصادية للسلطة الفلسطينية أيضاً – وهو مصدر قلق أكثر إلحاحاً بالنسبة للعديد من الفلسطينيين. ويشار هنا إلى أن المعلمين وضباط الشرطة وموظفين آخرين لم يتلقوا رواتبهم مؤخراً بسبب نقص في مساعدات المانحين الأجانب. ويقول أبوسرور: «هذه المرة سيتحقق شيء ما إن شاء الله»، مضيفاً «حتى الآن، لم نر سوى الكلام والخطابات!». ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©