الروبوتات الأنثوية خادمات مطيعات تتميز بالرشاقة

أثارت ''إيما'' EMA -أول فتاة روبوتية في اليابان- انتباه الخبراء وزوّار دورة عام 2008 لمعرض طوكيو العالمي للألعاب الذي نظم لمدة يوم واحد خلال 16 يونيو الجاري· ويبلغ طول ''إيما'' -وهي من صنع شركة ''سيجا كوربوريشن''- 38 سنتمتراً وتتميز بقدّها الممشوق وقوامها الملفوف ويمكنها المشي كالمرأة العادية· وهي مبنية على أن تكون صديقة لكل أفراد العائلة؛ وبالإضافة إلى وظائفها المنزلية المهمة كـ''خادمة'' ذكية، فإنها تهوى مداعبة الأطفال والتسرية عمن تتسلّل مشاعر الوحدة إلى نفوسهم في المنزل، وعندما يقرّب أحد وجهه من وجهها إلى مسافة كافية فإنها تقبّله برقّة وتنشد له بعض الأغاني الخفيفة· ويرى المراقبون الذي عاينوا هذا الابتكار الجديد أن ''إيما'' سوف تحظى بسوق رائجة في العالم خاصة وأن سعرها معقول جداً حيث حدد بمبلغ 175 دولاراً؛ وهو أقل من سعر جهاز موبايل متواضع، ومن الوظائف المهمة للفتاة ''إيما''، الترحيب بالضيوف والترفيه عن أفراد العائلة وإيقاظ النيام في أوقات محددة· وتتسابق عدة شركات يابانية لاستثمار هذه الفكرة تجارياً؛ حيث يتوقع الخبراء أن تصبح الفتيات الروبوتيات جزءاً لايتجزأ من الحياة المنزلية· ويعود الفضل في ابتداع الفكرة إلى مصمم ياباني بارع يدعى تاكاهاشي سان يعمل في قسم هندسة الروبوتات التابع لشركة ''كيوتو روبوت جاراج'' وهو معروف على المستوى العالمي بتصميم أشهر الروبوتات اليابانية التي تحمل طبائع الرجال؛ ولكنه فضل الآن إعطاء ''المرأة الروبوتية'' حقها من الاهتمام فعمد إلى بناء سلسلة من الفتيات الروبوتيات اللائي يجمعن إلى المستوى المتقدم من الذكاء الصناعي، الكثير من أمارات وعلائم الأنوثة· وصنعت الفتيات الروبوتيات من الألياف الكربونية والبلاستيك، لا من الجلد واللحم والعظم؛ وفي وسعهن القيام بالرقص والغناء وحفظ أرقام الهواتف والتذكير بالمواعيد؛ وتتمتع كل واحدة منهن بالقدرة على القيام بـ23 حركة بزوايا مختلفة للرقبة واليدين والرجلين والخصر· ويقول تاكاهاشي إن فتياته الروبوتيات سوف يظهرن في الأسواق العام المقبل إلا أنه ينصح كل إنسان تسللت الغيرة إلى حياته الزوجية أن يتجنّب إدخالهن إلى بيته!· وكانت القدرات الإبداعية الاستثنائية التي تفتّق عنها ذهن تاكاهاشي قد تجلّت مؤخراً ببناء فتاة ذكية أطلق عليها اسم ''إف تي'' المشتق من الحرفين الاستهلاليين للعبارة الإنجليزية Female Type التي تعني ''النموذج الأنثوي''، وهي مجهّزة بمجسّ جيروسكوبي لحفظ التوازن وتجنّب السقوط أثناء المشي أو الرقص· وتستمد طاقتها اللازمة لتحريك الأعضاء من مجموعة بطاريات ليثيوم يمكن شحنها من زرّ منزلي بطريقة مشابهة لطريقة شحن بطاريات الموبايل· وقال تاهاكاشي في معرض شرحه للهدف الذي توخّاه من هذا العمل الإبداعي: ''لقد آن الأوان لبناء فتاة روبوتية لاتتمتع بالجمال والأنوثة فحسب، بل يمكنها أيضاً أن تمشي وتقوم بحركات مسلية ومفيدة''· وتندرج طائفة ''الفتيات الروبوتيات'' في إطار التطور الكبــير الـــذي طـــرأ علـــى علـــم بنــاء ''الروبوتــات التفاعليــة'' interactive roobots التي تتميز بالذكاء الكافي لأداء أدوار ونشاطات اجتماعية محددة· وقبل ظهور هؤلاء الفتيات، كان من بين أشهر هذه الروبوتات الثنائي ''جريس وجورج'' اللذان يحتكمان إلى ذكاء اجتماعي لافت، ويعود فضل بنائهما إلى خبراء جامعة كارنيجي ميلون ومختبر القوات البحرية الأميركية· وشارك ''جريس وجورج'' أواخر شهر يوليو 7002 في معرض الروبوتات المتحركة الذي نظم في مركز الاختراعات الجديدة بمدينة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا· ويبلغ طول كل من جريس وجورج ستة أقدام، أو ما يساوي طول إنسان عادي، وتم بناؤهما بحيث يحتكمان إلى درجة عالية من التكيف الاجتماعي كما تم تجهيزهما بنظام لنطق كلمات وجمل محددة· ويمكن تغيير انطباعات وجه أي منهما بطريقة رقمية على شاشة تشبه شاشة التلفزيون، ولقد تكفلا معاً بوظيفة تنظيمية تضمنت إرشاد المشاركين إلى قاعات المحاضرات والمؤتمرات التي نظمت على هامش المعرض وكانا يتحدثان إلى الضيوف ويجيبون عن كل تساؤلاتهم فيما يتعلق بالبرامج والنشاطات المقررة· عن موقع إينجادجيت دوت كوم