اتهم الرئيس السوري بشار الأسد أمس إسرائيل بأنها “تقوض” عبر سياساتها “الأمن والاستقرار” في الشرق الأوسط، وذلك خلال لقائه في دمشق وزير الخارجية الإسبانية ميجيل انخيل موراتينوس الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.
وقال الأسد إن “السياسات الإسرائيلية القائمة على رفض السلام والاستمرار بإطلاق التهديدات بشن الحروب من شأنه أن يقوض الأمن والاستقرار في المنطقة ويقودها إلى المجهول” كما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية(سانا).
وجدد الرئيس السوري “تمسك سوريا بضرورة تحقيق السلام القائم على أساس استعادة الحقوق”. ودعا الاتحاد الأوروبي إلى “القيام بدوره في هذا الصدد عبر دعم الوسيط التركي والضغط على إسرائيل لوقف ممارساتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة وخاصة في القدس المحتلة وفك الحصار على قطاع غزة”.
من جهته أكد موراتينوس “اهتمام بلاده والاتحاد الأوروبي بلعب دور لدفع عملية السلام وإنهاء جو التوتر في المنطقة” كما أضافت (سانا). وبحث الرئيس السوري وموراتينوس أيضاً التحضيرات الجارية لقمة الاتحاد من أجل المتوسط التي تعقد الشهر المقبل في برشلونة في شمال شرق إسبانيا.
والثلاثاء دعت فرنسا الأعضاء الـ43 في الاتحاد من أجل المتوسط إلى التحضير “بشكل بناء” إلى القمة المقبلة رداً على احتمال حصول مقاطعة عربية بسبب إعلان وزير الخارجية الإسرائيلي المتشدد افيجدور ليبرمان حضوره القمة. وكان الرئيس السوري شارك في قمة اتحاد المتوسط الأولى التي استضافتها باريس قبل نحو عامين وكانت إسرائيل مشاركة في تلك القمة. وغادر موراتينوس العاصمة السورية من دون أن يعقد مؤتمرا صحفيا مشتركا مع نظيره السوري وليد المعلم، أو يدلي بأي تصريحات كما كان مرجحاً.
ووصل موراتينوس في وقت لاحق أمس إلى بيروت آتياً من دمشق حيث التقى الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان ونقل إليه دعوة للمشاركة في قمة الاتحاد من أجل المتوسط التي ستستضيفها إسبانيا في 7 و8 يونيو المقبل.وعرض موراتينوس خلال لقائه الرئيس سليمان التحضيرات لهذه القمة، بعد أن كان التقى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري فور وصوله إلى بيروت وبحث معه العلاقات الثنائية بين لبنان وإسبانيا، وتطورات أزمة الشرق الأوسط والوضع في جنوب لبنان على ضوء التهديدات الإسرائيلية المستمرة للبنان، إضافة الى العلاقات اللبنانية – الأوروبية لا سيما الاقتصادية منها، في إطار الشراكة المعقودة بين الجانبين.
وذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية أن موراتينوس نقال رسالة من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو ووزير الحرب ايهود باراك تضمنت تأكيدات لسوريا مفادها بأن إسرائيل ليس لديها نية لمهاجمتها. وأوضحت الصحيفة أنه وسط التوترات مع دمشق، طلبت إسرائيل من موراتينوس نقل الرسالة إلى الرئيس السوري. ووفقاً لدبلوماسيين إسبان وكبار المسؤولين الإسرائيليين فقد وافق موراتينوس أن يفعل ذلك وقال إنه مقتنع بأن الأسد مهتم بالسلام مع إسرائيل والتقارب مع الغرب.
عدد اليوم
