السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

علوم متقدمة وتجارب علمية ترسخ الاستدامة في الإمارات

علوم متقدمة وتجارب علمية ترسخ الاستدامة في الإمارات
14 مايو 2017 11:28
أبوظبي (الاتحاد) يتطلّع خريجو معهد مصدر للعلوم التكنولوجيا إلى تسخير ما اكتسبوه خلال دراستهم في المعهد من علم متقدم وتجارب علمية غنيّة لتحقيق أهدافهم المهنية والعلمية، والمساهمة في تعزيز وتحفيز الابتكار على مستوى الإمارات والعالم. ومنذ تخريج أول دفعة من طلبة المعهد في عام 2011، يلتحق خريجو المعهد البالغ عددهم حالياً 585 خريجاً بمجالات عمل تتيح لهم توظيف خبراتهم ومهاراتهم التي اكتسبوها خلال دراستهم الأكاديمية في ترسيخ الاستدامة في الإمارات وخارجها، وهو ما يُظهر أهمية وقيمة الدرجات الأكاديمية التي نالوها في مجالات العلوم والهندسة، ويسهم في تحقيق رسالة المعهد الهادفة إلى تغيير العالم بالعلم. وينظم معهد مصدر، الأربعاء المقبل، حفل تخريج دفعة 2017 من طلبة المعهد، والتي تضم 168 خريجاً على مستوى عالٍ من الكفاءة ومزودين بالمهارات والمعارف التي تمكنهم من السير على خطى خريجي المعهد السابقين، وتحقيق إنجازات مميزة تسهم في بناء عالم أفضل وأكثر استدامة. وسيشهد الحفل تسليم شهادات التخرج لأكثر من 100 خريج من برنامج الدكتوراه متعدد التخصصات وبرامج الماجستير التسعة، والمنتمين إلى 34 دولة، يشكل الإماراتيون ما نسبته 50% من مجموع الخريجين. وبتخريج دفعة العام 2017 من طلبة معهد مصدر، يبلغ عدد خريجي المعهد مصدر 585 خريجاً، التحق أكثر من 90% منهم بسوق العمل لبدء مسيرتهم المهنية أو بأحد برامج الدكتوراه لمتابعة تحصيلهم العلمي، سواءً داخل الدولة أو خارجها. وبحلول سبتمبر 2016، بلغ عدد الطلبة المسجلين في معهد مصدر 456 طالباً، يمثل الطلبة الإماراتيون 52% منهم. كما تمثل الإناث 51% من إجمالي عدد طلبة المعهد، و68% من إجمالي عدد الطلبة الإماراتيين. وتشمل الدفعة الحالية من طلبة معهد مصدر والبالغة 456 طالباً 149 طالب دكتوراه، 26% منهم إماراتيون. وترصد «الاتحاد» خلال السطور التالية الرحلة المثمرة التي خاضها 6 من خريجي المعهد البارزين، والذين عملوا بعد التخرج على الاستفادة من علمهم وخبرتهم في أنشطة تركز على تعزيز مصادر الطاقة في البلدان النامية، وتطوير التقنيات المستدامة المستخدمة في مجال الطاقة النظيفة، وتحفيز الجيل القادم من المبتكرين. كفاءة عالية تمثل عائشة النعيمي نموذجاً من خريجي معهد مصدر الذين يتمتعون بكفاءة عالية المستوى، وتعد أول إماراتية تصنّع خلايا شمسية كريستالية رقيقة في مختبر الغرفة النظيفة بمعهد مصدر في عام 2012. كما نالت عائشة بعد ذلك جائزة «الباحثين الإماراتيين الشباب» التي تمنحها الهيئة الوطنية للبحث العلمي، تقديراً لأبحاثها في إطار التحضير لرسالة الماجستير حول تحسين كفاءة الخلايا الشمسية الرقيقة المصنوعة من السيليكون البلوري. وبعد نيلها درجة الماجستير في هندسة النظم الدقيقة من معهد مصدر في عام 2012، التحقت عائشة ببرنامج الدكتوراه متعدد التخصصات الهندسية في المعهد، لمواصلة جهودها البحثية في مجال الخلايا الشمسية الكهروضوئية المتقدمة. وتقول عائشة عن تجربتها في معهد مصدر: «اكتسبت خبرة ومهارات مكنتني من أكون باحثة مستقلة، وعلمتني كيفية الاستفادة من المهارات البحثية والتعاون مع باحثين من تخصصات وثقافات مختلفة، وقد ساعدني ذلك في تعلّم الأسس التي تتيح لي المضي قدماً في مسيرة مهنية ناجحة». جهود بحثية أما مشاعل عمران لحسوني فهي من الطاقات الشبابية الرائدة التي يخرجها معهد مصدر. وتعزو مشاعل الفضل في نجاحها إلى معهد مصدر الذي دعمها في جهودها البحثية ووفر لها المعرفة، ومدها بالثقة والحافز للعمل على تحقيق أهدافها المهنية في مجالات الطاقة المتقدمة والاستدامة والحد من الانبعاثات الكربونية. وتشغل هذه الشابة الإماراتية حالياً منصب مدير إدارة طاقة المستقبل وأمن الإمدادات، والرئيس التنفيذي للسعادة والإيجابية في وزارة الطاقة بالإمارات. وأشارت مشاعل إلى أنها ركزت في أطروحتها على التقاط وتخزين الكربون، وقالت: «حين انضممت إلى وزارة الطاقة، كنت مؤهلة للمساهمة بدور فاعل في الجهود المتعلقة بالتغير المناخي. فالمهارات وأساليب العمل العديدة التي اكتسبتها في معهد مصدر، مضافاً إليها ما اكتسبته من خبرة عالية، مكنتني من المشاركة في تحقيق إنجازات تعود بالنفع على بلدي الإمارات». ومنذ التحاقها بالوزارة في عام 2013، استطاعت مشاعل أن تسجل مشاركة فعالة في محادثات وفد الإمارات ضمن «اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ»، والمساهمة في دعم «مهمة الابتكار»، وهي مبادرة عالمية تضم 22 دولة والاتحاد الأوروبي، بهدف تسريع وتيرة الابتكار في مجال الطاقة النظيفة بالعالم. كما تمثل مشاعل دولة الإمارات في عدد من المحافل الدولية، بما في ذلك المنتدى الوزاري للطاقة النظيفة. مصادر الطاقة واستناداً إلى ما اكتسباه من علم وخبرة خلال دراستهما في معهد مصدر، قامت أيو عبد الله، وكايل ويبر، خريجا ماجستير هندسة وإدارة النظم من دفعة 2014، بتأسيس شركة جديدة تُعنى بالأبحاث الخاصة بتعزيز مصادر الطاقة، والتي كانت محور أطروحتهما التي ركزت على سبل توفير الطاقة النظيفة في العديد من البلدان النامية مثل الصومال وإندونيسيا والهند وماليزيا. فقد دخلت كل من أيو وكايل في شراكة مع الدكتور كينيدي سكوت، أستاذ وعميد الأبحاث السابق في معهد مصدر، لتأسيس شركة «اينرجي أكشن بارتنزر» (اينآكت) في عام 2015، والتي تعمل على دعم الأفراد والمجتمعات من خلال توفير برامج تتيح لهم المشاركة المباشرة في برامج تعاونية في مجال الطاقة، فضلاً عن مساهمتها في إعداد الكوادر. ولتحقيق ذلك، تقوم الشركة بتوفير نظم طاقة للمجتمعات، ودورات تدريبية موجزة حول الطاقة والمشاريع الاجتماعية، وخدمات استشارية لدعم توفير طاقة كهربائية نظيفة في المجتمعات المهمشة. وأوضح الفريق المؤسس للشركة أن مساهمة المشاريع والدورات التدريبية التي يعمل عليها في تحقيق أثر إيجابي على المجتمعات من شأنه تحفيزهم على مواصلة هذه الجهود وتطويرها. وقد أعربت أيو وكايل عن امتنانهما لمعهد مصدر الذي وفر لهما سبل التواصل مع الخبراء والجهات المعنية واكتساب خبرات قيّمة، ما أتاح لهم الفرصة للعمل سوية واكتساب المهارات الأساسية اللازمة لترجمة أفكارهما المتعلقة بالتنمية المستدامة إلى حلول ملموسة. وقال كايل ويبر، المستشار التقني في (اينآكت): «لقد ساعدني معهد مصدر في فهم آليات عمل النظم المعقدة، وهو أمر بالغ الأهمية عند الشروع في تأسيس شركة ناشئة والعمل في مجال التنمية. وتمثل القدرة على فهم البيئة المحلية والتخطيط للاستغلال الأمثل للموارد المحدودة تحدياً يتوجب معالجته لتحقيق النجاح المنشود». معارف قيمة ويسعى الدكتور كارلو ماراليانو، أحد خريجي معهد مصدر البارزين، إلى الاستفادة من المهارات والمبادئ التي اكتسبها خلال دراسته في برنامج الدكتوراه متعدد التخصصات الهندسية في معهد مصدر، ضمن دفعة عام 2015. وكان الدكتور كارلو قد شارك خلال دراسة الدكتوراه في تطوير مادة تقوم بفصل وتركيز الأطوال الموجية المتعددة للضوء للاستفادة منها في حصاد الطاقة، وقد استحوذ بحثه المبتكر على اهتمام شركة «سولار بانكرز» المتخصصة في توليد الطاقة الشمسية ومقرها أريزونا، والتي عرضت عليه الانضمام للعمل في الشركة. ويعمل الدكتور كارلو من حينه مع «سولار بانكرز»، ويشغل فيها حالياً منصب رئيس قسم التكنولوجيا. تجدر الإشارة إلى اختيار «سولار بانكرز» ضمن دورة 2017 من برنامج «مسرعات دبي للمستقبل»، حيث ستعمل مع هيئة كهرباء ومياه دبي لمساعدتها على تطوير نهجها التقليدي في توليد ونقل وتوزيع الكهرباء والمياه. وثمّن الدكتور كارلو دور معهد مصدر وأساتذته رفيعي المستوى لمساعدته في اكتساب معارف قيّمة في مجال الطاقة الشمسية ومهارات عالية في تقديم العروض التوضيحية، ما أهّله لمواصلة مسيرته العلمية وتطوره كمبتكر متخصص في مجال التكنولوجيا. وقال كارلو: «استطعت خلال دراسة الدكتوراه في معهد مصدر تعزيز المهارات التي اكتسبتها خلال دراسة الماجستير، خصوصاً في مجال الطاقة الشمسية، كما أتيحت لي الفرص للسفر إلى شتى أنحاء العالم لأعرض بحثي في العديد من المؤتمرات الدولية والجامعات، وهو ما ساهم في صقل مهارات التواصل والعرض لدي». اكتساب المهارات وتخرّج دكتور ماجد خنجي في برنامج الدكتوراه متعدد التخصصات الهندسية في معهد مصدر ضمن دفعة عام 2016، وعاد لينضم لهيئة التدريس في المعهد كأستاذ مساعد في قسم الهندسة الكهربائية وعلوم الحوسبة. وفي حديثه عن منصبه الجديد، قال الدكتور ماجد: «أنا ممتن لمعهد مصدر الذي مكنني من اكتساب المهارات اللازمة لمواجهة المشاكل وتقديم الحلول وإجراء الأبحاث الفعالة، ولإفساح المجال لي للانضمام لهيئة التدريس التي تضم نخبة من الأساتذة المرموقين. إنها مجرد البداية، وآمل أن أواصل المساهمة في دعم مسيرة التنمية في الإمارات». ومن موقعه كأستاذ مساعد، سوف يكون بمقدور الدكتور ماجد المضي قدماً في بحثه الذي أجراه خلال دراسة الدكتوراه، ليضاف إلى أبحاث معهد مصدر المتقدمة في مجال هندسة القوى الكهربائية. ويعمل الدكتور ماجد حالياً على نقل خبرته في مجال الشبكات الذكية وكيفية استخدام مختبر الغرفة النظيفة إلى طلبته. ومن شأن ذلك المساهمة في دعم جهود الإمارات لزيادة مصادر الطاقة المتجددة وبناء رأس المال البشري والفكري وإعداد الجيل القادم من العلماء الإماراتيين. وبفضل دعمه المتواصل للأبحاث المتقدمة وطاقم أساتذته الموهوبين ومختبراته ومرافقه البحثية المتطورة، يلعب معهد مصدر دوراً محورياً في تأهيل وإعداد خريجيه ليكونوا مهندسين مبتكرين وقادة مميزين يسهمون في النهوض بالابتكار على مستوى الإمارات والعام. إعداد المفكرين المبدعين وقادة الغد أبوظبي (الاتحاد) يكرّس معهد مصدر جهوده لدعم التحول نحو اقتصاد المعرفة في أبوظبي، كما يلتزم المعهد عبر كادره التدريسي عالمي المستوى، وطلبته المتميزين، التوصل إلى حلول لبعض من أصعب التحديات التي تواجه البشرية، ويعتمد المعهد نهجاً يجمع بين البحوث النظرية والعملية، لتوفير بيئة تشجع على الابتكار وريادة الأعمال، وتساهم في إعداد المفكرين المبدعين وقادة الغد. وتمكن معهد مصدر بمساعدة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) في الولايات المتحدة من بناء قاعدة أكاديمية وبحثية صلبة، تجسد رؤية المعهد ورسالته البعيدة المدى، وتعكس حرصه على التصدي للتحديات الخطيرة المطروحة على عالمنا، في مجالات الطاقة والتنمية المستدامة.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©